عبدالله بن زايد: الارتباط بين مستقبل الإمارات والصين السياسي والاقتصادي سيزداد
ولي عهد أبوظبي يبدأ زيارة رسمية إلى الصين يرافقه خلالها وفد رفيع المستوى من المسؤولين الإماراتيين.
أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتية أن دولة الإمارات العربية - بوصفها مركزًا سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا هامًّا يجمع بين الشرق والغرب وبوابة أساسية للشرق الأوسط - تنظر إلى علاقاتها مع الصين كإحدى أهم العناصر الضرورية لتحقيق الاستقرار والتنمية في منطقتنا والعالم بأسره.
جاء ذلك في مقال لوزير الخارجية الإماراتية بمناسبة زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين نشرته اليوم وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، وصحيفتا "الصين اليومية"، باللغة الإنجليزية، و"الشعب اليومية" باللغة الصينية.
وقال وزير الخارجية الإماراتي: "نحن على قناعة تامة بأن الارتباط بين المستقبلين السياسي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين سيزداد بوتيرة متسارعة، وباحتفائهما بعراقة ماضيهما المشترك وبتطلعهما لمزيد من فرص التعاون في المستقبل، سيكون بمقدور الدولتين إرساء دعائم متينة لعلاقات ثنائية قائمة على المصالح المشتركة وقادرة على ضمان السلام والأمن والرخاء للمنطقة".
وأضاف "أنه بينما العالم يواصل بحثه عن إجابات لأكثر المسائل تعقيدًا وإلحاحًا تتطلع دولة الإمارات وجمهورية الصين إلى تحقيق العديد من الأهداف المشتركة".
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن "الشراكة بين الإمارات والصين ستتيح للدولتين العمل على تفعيل التنوع المجتمعي، بما يؤدي إلى تشجيع التسامح والاستقرار، وإلى الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لهما، بجانب تطوير نماذج تضمن شمولية النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا".
كما قال وزير الخارجية الإماراتية: "ستوفر هذه الزيارة أيضًا فرصة غير مسبوقة للعمل معًا على حوار سياسي فاعل وبناء، ونأمل أن نصل معًا إلى منهجيات إستراتيجية ودبلوماسية مشتركة إزاء القضايا التي تتطلب تفكيرًا جديدًا وأفكارًا منفتحة وريادة عالمية، مثل مواجهة الإرهاب والتغلب على الاضطرابات السياسية التي تعتري المنطقة".
وعن السياسات الخارجية لدولة الإمارات، قال: "وفيما تنبئ هذه الرؤية بالمنهج الذي نتبعه في مسيرتنا نحو التنمية الوطنية تمتاز أيضًا بكونها رؤية تتجاوز حدود دولتنا فهي رؤية عالمية في جوهرها، وترتكز على مفاهيم التجارة الحرة والابتكار والاعتدال السياسي والتسامح، وهي رؤية تسعى بهمة فائقة لإيجاد حلول من شأنها أن تقرب بين البشر والحضارات، وهي رؤية يمكن من خلالها ضمان مستقبل سياسي واقتصادي زاهر للمجتمعات كافة."
وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد "إلا أنه لا يمكن تطبيق هذه الرؤية بصورة منفردة، وإذا ما أريد لها أن تنجح بصدق فلا بد من أن يتوفر لها شركاء، كبارًا وصغارًا شرقيين وغربيين، لكي يتعاونوا بشكل وثيق، ويشاركوا في تحقيقها بشكل متواصل بالاستناد إلى روح الانفتاح والاحترام والمساواة".
وأوضح: "تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة بأهمية إلى الإمكانيات المتوافرة للتعاون مع الصين من أجل تعزيز التجارة في المنطقة، وتطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة، تمهيدًا لفترة ما بعد النفط، وكذلك التعاون بشكل وثيق في مجال الفضاء، وتطوير أنماط جديدة لوسائل الاتصال وتبادل المعلومات.
وتابع وزير الخارجية الإماراتية: "ستتيح الشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية الصين للدولتين العمل على تفعيل التنوع المجتمعي، بما يؤدي إلى تشجيع التسامح والاستقرار وإلى الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للدولتين وتطوير نماذج تضمن شمولية النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا".
وأضاف: "نتطلع في دولة الإمارات العربية إلى الاستفادة من هذه الزيارة كفرصة للوقوف على كل الإمكانيات المتوفرة في علاقاتنا الوطيدة مع جمهورية الصين الشعبية، كما نسعى لضمان أن تسير علاقاتنا الثنائية نحو اتجاه إستراتيجي، وأن تكون قائمة على المرتكزات الأساسية المتمثلة في التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي."
وأوضح أن دولة الإمارات العربية "تأمل أن تقوم خلال الأيام القادمة بتعزيز تعاونها مع جمهورية الصين، بحيث لا يقتصر هذا التعاون الثنائي فقط على العلاقات الاقتصادية، بل يتعداه إلى المبادرات الإقليمية الواسعة مثل إستراتيجية "حزام واحد، طريق واحد" وكذلك البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والذي نعتقد أنه سيعمل على تأمين مستقبل اقتصادي راسخ لمنطقتنا ككل".
وفي ختام كلمته قال الشيخ عبدالله بن زايد: "نؤكد أنه في الوقت الذي تشهد فيه مصالحنا السياسية والاقتصادية المشتركة تطورًا ملحوظًا، فإن روابطنا المجتمعية والسياسية ستنمو بالوتيرة نفسها، ونؤمن أنه بانخراطنا في علاقات أقوى وشراكات أكثر رسوخًا في المجالات الثقافية والتعليمية، يمكن لنا أن نسهم بصورة إيجابية في ضمان التوصل إلى فهم أعمق ومشاركة أكبر بين الدولتين في المستقبل".