عندما تولى الرئيس الأميركي جيمي كارتر الحكم في السبعينات من القرن الماضي ساهمت بلاده في ظهور الإسلام المتطرف
عندما تولى الرئيس الأميركي جيمي كارتر الحكم في السبعينات من القرن الماضي ساهمت بلاده في ظهور الإسلام المتطرف ، البداية كانت لما مارست اميركا ضغطاً على حليفها شاه إيران باسم حقوق الإنسان حتى يخفف من قبضته على الشعب الإيراني ويسمح بمزيد من الحرية السياسية ، هذه الخطوات كان لها تأثيراً جانبياً غير متوقع سمح لجماعات المعارضة الإيرانية المتطرفة ان تتحرك بحرية أكثر وأن تتجمع وتُنظم حالها ، وفي النهاية أطاحت هذه الجماعات بحكم الشاه في ايران .
كانت الوسائل التي استخدمتها إدارة كارتر لجعل الشاه يــُذعن للمطالب الأميركية تهديده بالامتناع عن تزويده بقطع غيار لطائرات ودبابات الجيش الإيراني ، فأصبح الشاه منزعجاً من عدم تقدير إدارة كارتر للعلاقات الطويلة مع بلاده، وتأخرت موافقة الكونغرس على تزويد ايران بطائرات “الأواكس” فانتابت الشاه مخاوف من أن « ضعف إيران « سيشجع الاتحاد السوفياتي على غزو أفغانستان ، وان العراق قد يغزو ايران لأنها ضعيفة ، وان الخميني سينجح في دعوته لثورة إسلامية، وما إن ضعف الشاه ، قام الرئيس كارتر بعقد مؤتمر مُصغر في جزيرة « غواديلوب» بالبحر الكاريبي في يناير 1979 دعا إليه الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان ومستشار ألمانيا هيلموت شميت ورئيس وزراء بريطانيا جيمس كالاهان ، وفي هذا الاجتماع رأى الرئيس الأميركي أنه يُفضل الإطاحة بالشاه .
في الاجتماع طلب وزير الخارجية الأميركية سايروس فانس من الرئيس تخويله « فتح قناة اتصال مباشر مع المتطرف الإسلامي آية الله الخميني» في باريس ، فأصابت الدهشة الرئيس الفرنسي من تخلى اميركا عن رجل كان حليفاً لها وهو الشاه، وبعد ان غزا الروس أفغانستان في ديسمبر العام 1979 قامت اميركا والسعودية بمساعدة الجماعات المعارضة مثل المجاهدين وغيرهم ، وتدفق عشرات الالاف منهم على أفغانستان فزودتهم اميركا بالأسلحة المختلفة . وفي العراق دعمت اميركا حكم صدام حسين ، وظهر مايوحي بأن صدام كان مدعوما من وكالة الاستخبارات الأميركية لسنوات عدة قبل ان يتولى منصب الرئاسة ، ولما استعمل غاز الخردل والسارين في مدينة حلبجة الكردية ومات الألوف من الأهالي ، استمرت الإدارة الأميركية في الاعتماد على صدام كحليف في المنطقة ، وجاء في تقارير وكالة الاستخبارات الأميركية حول العمليات السرية تعبير أو مصطلح وهو» تفجير أو تحطيم « ، فقالت : « إذا تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط ، وإذا تمت الإطاحة بحليف مثلما حدث لشاه ايران ، وإذا استطعنا ان نضمن رجلاً مجنونا في العراق ، وإذا تم دعم الإرهابيين في أفغانستان ، فان النتيجة هي تحطيم الوضع في الشرق الأوسط «.
ماذكرناه هو مختصر لمقالة الكاتب « مايك إيفانز» “نشرها بصحيفة “الجيروزاليم بوست “الاسرائيلية” يوم الاثنين 15 أغسطس الجاري تحت عنوان « هزيمة الإسلام المتطرف «.
نقلا عن / السياسة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة