كيف يمكن الحفاظ على اللغة العربية في ظل التحولات العالمية؟
وزير الثقافة الجزائري رأى في محاضرة له في الإمارات أنه "لا يمكن الحديث عن اللغة العربية خارج نطاق ما يحدث في العالم من اضطرابات".
"اللغة تولد في الإنسان مع ولادته ومن ثم لاحقاً تختلف وتتنوع من جراء تعرضه لمنبهات لغوية مختلفة"، من مقولة نعوم تشومسكي انطلق الدكتور عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري ليسأل إذا كانت اللغة خلقاً أم ابتكاراً، باعتبارها أروع أداة "اخترعها" الإنسان قبل مليون سنة تقريباً، مشيراً إلى أن منظمة اليونيسكو تتحدث عن وجود ما بين 6200 إلى 7000 لغة في العالم وأنه من المتوقع اختفاء 90% منها بحلول عام 2100، فالتقديرات تشير إلى اختفاء لغة كل أسبوعين، مشيرًا إلى وجود 500 لغة فقط على شبكة الإنترنت.
حديث ميهوبي جاء ضمن محاضرته حول "التحولات اللغوية في العالم ومستقبل العربية"، التي نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في إمارة أبوظبي واعتبر فيها أن اللغات ما بين لغة مفتوحة، ولغة مغلقة، أي أنها مخيرة ما بين الاقتراض من اللغات الأخرى لكي تتطور وتحافظ على وجودها والانغلاق وبالتالي الانقراض.
الوزير الذي تطرق إلى "صدام اللغات"، ومدعماً فكرته باقتباس للمفكر الأمريكي صاموئيل هنتنغتون يقول فيه "إن العالم يتوجه نحو حرب حضارية تكون فيها القيم الثقافية والرمزية هي الحدود القتالية" اعتبر أنه "أفضل طريقة لقتل لغة هي بتعلم لغة أخرى، ومع النفي المتواصل للغات المحلية من النظم التعليمية، فإن هذه "الإبادة اللغوية" ستتسارع". ومن هذا المنطلق "لا يمكن الحديث عن اللغة العربية خارج نطاق ما يحدث في العالم من تحولات واضطرابات" برأي ميهوبي، مؤكداً أن "كل بلدان العالم تعيش حالة معينة من الجدل بشأن موضوع اللغة".
التحولات هذه تفرض علينا بذل المزيد من الجهود لحماية اللغة العربية كما قال ميهوبي لوكالة الأنباء الإماراتية، مشدداً على ضرورة القيام بعمل جاد واستثنائي لحماية اللغة العربية من أية مؤثرات تحقيقا للأمن اللغوي، وهو أمر تتداخل فيه الجوانب السياسية ودور الجهات الأكاديمية والإعلام والثقافة إضافة إلى جهود وحرص الأفراد في المجتمعات العربية على تنشئة أبنائهم للحفاظ على لغتهم العربية التي تعد جزءا من هويتهم. وعبر الوزير عن تفاؤله بمستقبل العربية، القادرة برأيه على على الاقتراض من اللغات الأخرى وتطويع المفردات الوافدة بما يتلاءم مع خصوصية هذه اللغة.
واعتبر الوزير أن مبادرة "عام 2016.. عام القراءة" التي أطلقها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تعكس اهتمام الإمارات الأصيل بتنمية الوعي والمعرفة، وترسيخ ثقافة الاطلاع"، كما قال للزميلة "الاتحاد".
وأكد على أهمية الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة الثقافة العربية، وهو ما يترجم الآن في العديد من المؤسسات الموجودة، وفي العديد من المجالات والمنتديات، وفي هذا الكم الهائل من الملتقيات والمؤتمرات التي تنظم لخدمة الثقافة العربية بكل أبعادها، وخدمة التراث العربي قائلاً "هذا يؤكد أن هناك حساً صادقاً بالمحافظة على مقومات هوية هذه الأمة، وهو مثال يقتدى به، ونحن نثني على كل ما يتم في هذه الأرض المباركة لأنها حفظت للأمة العربية مقوماتها التي يمكنها أن تتصدى لمحاولات إيهامها بأنها ترفض الحوار مع الآخر".
من جانبه عبر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد حرص الاتحاد على تنظيم مثل هذه الفعاليات التي يستضاف فيها كبار المبدعين وصناع الثقافة العرب.. مشيراً إلى أن الحدث يكتسب أهميته من جانبين؛ الأول يتعلق بشخصية الضيف وتجربته وهو أحد أعلام الثقافة المعروفين، والثاني يتعلق بموضوع المحاضرة لأهمية حماية مستقبل اللغة العربية في ظل ما يعيشه العالم من تحولات عميقة ومتسارعة.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز