"طالع النخل".. مهنة تسلق المخاطر بحثا عن الرزق
المخاطر لم تمنع عبد المنعم شعيشع من امتهان مهنة "طالع النخل" للبحث عن قوت يومه إلى جانب عمله الأساسي في أحد مصانع الطوب.
لا يكترث بالمخاطرة ولا يرى غضاضة فيها، ينطق لسانه بلهجة أهل جنوب مصر "الرزق يحب الخفية"، ينتظر هذا الشهر من كل عام كونه موسم حصاد البلح "التمر"، سنه الصغير "19 عاماً" لم يمنع عبد المنعم شعيشع من امتهان مهنة "طالع النخل" للبحث عن قوت يومه إلى جانب عمله الأساسي في أحد مصانع الطوب.
يحكي بصوت أجشّ عن أول مرة صعد فيها النخل منذ أن كان عمره 14 عاماً بدلاً من والده الذي ظل يحترف هذه المهنة حتى مرضه وتقاعده في المنزل.
يأتي صوت شعيشع من محافظة قنا بصعيد مصر، عبر مكالمة هاتفية، بالعامية المصرية مع بوابة "العين" الإخبارية: "الحمد لله أنا بحب الشغلانة دي مع إنها مش مربحة، لكن كتير من رجالة الصعيد بيعرفوا يطلعوا النخل، بس كمهنة هي للفقير بس".
يعمل شعيشع بمهنة طالع النخل مرتين خلال العام الأولى في موسم تقليم "جريد النخيل"، والثانية عند جني محصول البلح من النخيل، وتتطلب المرتان مجهوداً كبيراً ومخاطرة كبيرة لأنها تعتمد على آلات بدائية في نهاية الأمر، كما لا يتوافر فيها سبل لتأمين" طالع النخل"، فالأمر دائماً يستلزم الحيطة والحذر لأن أي خطأ قد يكلفه حياته.
حبل قوي يلفه شعيشع حول وسطه "المطلاع" وفأس صغير يستخدمه في تقطيع البلح وعزيمة قوية.. هي كل أدوات شعيشع في مهمته الخطرة.
استخدام القدمين واليدين بحرفية عالية هما سلاح الشاب الصعيدي الصغير للوصول إلى هدفه، مع احتساب كل خطوة يخطوها بدقة.
ويقول شعيشع عن المخاطر، التي يتعرض لها هي تعرضه للجروح في القدمين واليدين، حيث يتسلق النخيل وهو حافي القدمين ليتمكن من ضبط خطواته، إلى جانب وجود بعض الزواحف الخطيرة التي تسكن جريد النخيل مثل الثعابين والتي سبق وهاجمته أكثر من مرة لولا "ستر الله" على حد قوله.
مهنة "طالع النخل"، بحسب شعيشع، ليست مربحة حيث يتحصّل في كل مرة يتسلق فيها نخلة على مبلغ 50 جنيهاً، خاصة في موسم حصاد البلح الذي يعد موسم الخير الوفير.
وحول تطلب المهنة للمزيد من المهارة عند جمع محصول البلح، يقول شعيشع عدم المساس بقلب النخيل" الجمار" هو الشغل الشاغل، حيث إن امتداد الفأس لمنطقة القلب يعني موت شجر النخيل، لذا فالأمر يتطلب مهارة ومعرفة بطبيعة النخيل.
بآيات من القرأن الكريم يبدأ شعيشع يوم عمله الشاق قبل تسلق النخيل، مؤكداً أن هناك نخلة طيبة وأخرى تثير المتاعب بحسب ملمسها وقوتها، موضحاً أن أفضل وقت لتسلق النخيل هو الابتعاد عن الأيام التي يكون فيها الريح قوياً قدر الإمكان؛ لأن النخيل يتمايل بشكل كبير ويسبب الكثير من المتاعب لمن يمتهنون مهنته.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg جزيرة ام اند امز