تهديد الحقوقيين.. سلاح إسرائيلي للهروب من المساءلة الجنائية الدولية
ينظر حقوقيون فلسطينيون بجدية وخطورة لتهديدات تلقاها ناشطون عاملون بمؤسسات حقوقية تنشط في مساءلة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية
ينظر حقوقيون فلسطينيون بجدية وخطورة لتهديدات تلقاها ناشطون عاملون في مؤسسات حقوقية، تنشط في مساءلة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
أحدث التهديدات وصلت في 11 أغسطس /آب الجاري، طالت أحد موظفي مركز الميزان لحقوق الإنسان، العاملين في أوروبا، حيث تلقى 3 تهديدات مجهولة المصدر بالبريد الإلكتروني، أحدها كان مصحوبا بصور لبيته من الخارج، وبنص يقول: "تستحق أن ترى أحباءك يعانون ويموتون، ولكن ربما ستتعرض للأذى قبلهم".
وأكد سمير زقوت مدير وحدة البحث الميداني في مركز "الميزان" أن المتهم الوحيد في هذه الحملة، التي بدأت منذ أكثر من عام هو الاحتلال الإسرائيلي، رابطًا بينها وبين جهود منظمته مع 3 منظمات حقوقية فلسطينية أخرى رفعت قضايا ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأشار زقوت في حديثه لـ"بوابة العين" إلى أن هذه التهديدات جاءت مشابهة للتهديدات التي تلقاها موظفون في مؤسسة الحق، الشريكة مع المركز في القضايا المرفوعة ضد إسرائيل، وبدأت قبل حوالي عام.
ووفق زقوت فإن مؤسسته تتعرض منذ أواخر العام 2015 لحملة متصاعدة بدأت بتعميم رسائل بريد إليكتروني ونشر تدوينات على صفحات فيسبوك، وإجراء مكالمات هاتفية تحمل في طياتها تهديدات متعددة وادعاءات باطلة عن المركز وموظفيه، ومؤخراً زادت حدتها لتصل التهديد بالقتل.
وسبق أن تعرض أحد موظفي مؤسسة "الحق"، في هولندا الذي يدافع عن المساءلة أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في فلسطين، لتهديدات مماثلة في مارس الماضي، فيما كتب مجهولون إلى مانحي المؤسسة واتصلوا بهم هاتفيا، زاعمين وجود مخالفات مالية.
تهديدات متعددة الأبعاد
من جهته، أكد ياسر عبد الغفور، نائب مدير وحدة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن حملة التهديدات تأخذ عدة أبعاد، فهناك التهديد الشخصي لمنع المدافعين عن المضي في العمل، وهناك تشويه متعمد ضد المؤسسات لدى الجهات المانحة، كما هناك عقاب مباشر بمنع استصدار تصاريح سفر لموظفين يعملون في مجال رصد وتوثيق الانتهاكات.
وقال عبد الغفور لـ"بوابة العين" إن "شدة هذه الاعتداءات تتزايد في كل مرة تنخرط فيها المؤسسات في ملاحقة إسرائيل لدى محكمة الجنايات الدولية، وكذلك في أنشطة المناصرة والتحشيد على المستوى الدولي فيما يتعلق بالمحاسبة القانونية على جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي".
هيومن رايتس ووتش تطالب بالتحقيق
سارة بشي، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين، أكدت في بيان لها أن هذه التهديدات ضد موظفي الميزان والحق، تستحق الشجب والتحقيق، كون هذه المنظمات تقدم مساهمات هامة للعدالة والمساءلة، بما في ذلك للمحكمة الجنائية الدولية."