سياسيون فلسطينيون يستبعدون تحولا جذريا في علاقات العرب وإسرائيل
سياسيون فلسطينيون يقللون من أهمية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول تطور علاقات إسرائيل مع الدول العربية المحورية.
قلل سياسيون فلسطينيون من أهمية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول تطور علاقات إسرائيل مع الدول العربية المحورية.
وأكدوا أن بنيامين نتنياهو يحاول بتصريحاته توجيه رسائل داخلية وخارجية للهروب من الملاحقات القانونية التي يتعرض لها على خلفية اتهامات له ولعائلته بالفساد المالي.
وادعى نتنياهو في كلمة له فجر الخميس أمام حفل تخريج طلبة في كلية الأمن القومي في إسرائيل، وجود "ثورة في علاقات إسرائيل مع دول عربية محورية"، وأن تلك الدول "باتت تدرك أن إسرائيل ليست عدوا لها".
وقال نتنياهو "كنا ندعي بأن حل الصراع مع الفلسطينيين يمكننا من الوصول إلى سلام مع العالم العربي، لكن أعتقد أن هناك فرصة للعمل بشكل عكسي، وأن التطبيع وتطوير العلاقات مع العالم العربي، يمكن أن يساعدنا في التقدم نحو سلام مستقر أكثر مع الفلسطينيين".
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، أكد أن الشعوب العربية، وعلى خلاف ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا ترى في إسرائيل دولة حليفة أو سندا في مواجهة التطرف والإرهاب، بقدر ما ترى فيها دولة عنصرية معادية ودولة احتلال.
وحذر خالد في تصريحات تلقت بوابة "العين" نسخة عنها، من محاولات حكومة نتنياهو خلط الأوراق واستغلال الخلافات المذهبية والطائفية في المنطقة، التي تغذيها الدوائر الاستعمارية الحليفة لدولة إسرائيل، من أجل تجميل الوجه الإرهابي القبيح لدولة إسرائيل.
وقال القيادي الفلسطيني ذو الفقار سويرجو، إن نتنياهو يحاول استغلال حالة الضعف العربي الراهنة الناتجة عن الصراعات الداخلية في عدة دول للإيحاء بأن تحالفات جديدة تشكل في المنطقة عبر توثيق العلاقات بإسرائيل وهذا غير واقعي ولا حقيقي.
ولفت سويرجو أن نتنياهو يسعى من وراء تلك التصريحات لإحراج الأنظمة العربية أمام شعوبها، خصوصاً بعد جولته الإفريقية الأخيرة التي حقق فيها إنجازات دبلوماسية محرجة لدول الإقليم الأساسية.
وأضاف القيادي الفلسطيني لبوابة "العين"، أن نتنياهو استغل تطبيع علاقة بلاده مع تركيا مؤخراً، للتأكيد على فشل رهانات أنقرة في إقامة تحالفات جديدة في المنطقة بمعزل عن إسرائيل، وأن تركيا لم تُعِد العلاقات إلى سابق عهدها إلا بعد أمن منيت بالفشل الذريع في بناء تحالف قوي، وهي تحاول الآن إقامته بتوثيق العلاقات مع إسرائيل.
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الفلسطينية بغزة الدكتور أيمن أبو ناهية، أن نتنياهو يكرر ادعاءاته بإقامة علاقات استراتيجية مع الدول العربية والإقليمية المهمة في إطار محاولته للهروب من الملاحقات الجنائية له ولزوجته في قضايا فساد مالي كبيرة، علاوةً على محاولة القفز عن الاستحقاقات السياسية مع الفلسطينيين.
وقال أبو ناهية في حديثة لبوابة "العين" إن ما ساقه نتنياهو حول تحول جذري في علاقات إسرائيل مع دول عربية محورية، محاولة للهروب من الملاحقات الداخلية، والضغوط الخارجية التي تتعرض لها حكومته اليمينية المتطرفة.
وبيّن أن نتنياهو يكرر منذ فترة إقامة بلاده علاقات استراتيجية مع دول عربية، في محاولة لإقناع المجتمع الدولي برغبة العرب إقامة علاقات استراتيجية مع إسرائيل متجاوزين مبادرة السلام العربية، ليشكل بذلك ضغطا على السلطة الفلسطينية التي تجابه موقفاً إسرائيلياً متعنتاً منذ سنوات.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية حذرت من طروحات نتنياهو التطبيعية، التي يدّعي فيها تطور العلاقات مع العرب.
وأكدت الوزارة أن نتنياهو يسعى من خلال حديثه عن تقدم في العلاقات مع العالم العربي، إلى توجيه رسائل سياسية إلى أكثر من جهة، فمن ناحية يرغب في أن يُظهر للداخل الإسرائيلي أنه يحقق انتصارات وإنجازات دبلوماسية، وأن حكومته لا تعاني من أية عزلة، رغم حالة الجمود التي تعيشها عملية السلام، كما يحاول نتنياهو الترويج بأن السلام من خلال البوابة الإقليمية ما زال ممكناً بهدف قطع الطريق على جهود السلام الدولية، وإعطاء الانطباع أنه يبحث عن فرص ومخارج تسمح بعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من خلال البوابة العربية، وهو بالتالي يعكس إطار تنفيذ مبادرة السلام العربية، ويخرجها عن شكلها الحالي.
وتعرض المبادرة العربية علاقات تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه في موضوع اللاجئين.
وأضافت أن نتنياهو يشطب كل ذلك ويقفز إلى محاولات خلق واقع شرق أوسطي جديد، بحيث يعزز ما يدعيه عن علاقات إسرائيلية عربية على حساب القضية الفلسطينية.
وأكدت الوزارة أن هذا التوجه الذي يفصح عنه نتنياهو بين الفينة والأخرى خطير للغاية، حيث يدعو للتطبيع مع العالم العربي، بينما تعمل حكومته وأذرعها المختلفة على تمديد عمر الاحتلال، وتهويد الأرض الفلسطينية، وضرب مقومات وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة.
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg
جزيرة ام اند امز