رسالة مسربة من سجن إيراني: النظام يعد لتكرار مجزرة 1988
رسالة مسربة من معتقلين سياسيين بسجن جوهردشت في كرج الإيرانية يحذرون من أن نظام الملالي يعد لتكرار مجزرة 1988
"تسونامي تسجيل الإعدامات" للمرجع الديني الشيعي الراحل حسين علي منتظري الذي تم الكشف عنه مؤخرًا مازل يضرب إيران، مع تحذير معتقلين سياسيين في سجن "جوهردشت" بمحافظة كرج الإيرانية من أن النظام الإيراني يعد لتكرار مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الإيرانيين.
وجاء تحذير في رسالة سربها المعتقلون السياسيون في سجن جوهر دشت ونشرها موقع جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.
وأوعزت الرسالة احتمالية تكرار المذبحة إلى انتشار المقطع الصوتي لمنتظري -الذي كان نائبًا للخميني وخليفته الأول حتى عزله عام 1988- وهو يتحدث مع أعضاء "لجنة الموت" التي ارتكبت مجازر بإعدام أكثر من 32 ألف من السجناء السياسيين في صيف 1988.
وتطرق آية الله منتظري حسب ما جاء في الملف الصوتي إلى قضية المحاكمات غير العادلة والانتقامية من خلال الإعدامات الجماعية التي ارتكبها نظام الملالي بعد فتوى سرية من الخميني، وقال مخاطبًا إياهم: "إنكم ارتكبتم أكبر جريمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية"، محذرًا من أن "التاريخ سيعتبر الخميني رجلًا مجرمًا ودمويًّا"، وهذا هو الموقف الذي أدى إلى إقالته من منصبه من قبل الخميني.
تزامن نشر التسجيل الصوتي على موقع يحمل اسم علي منتظري، والذي قالت وسائل إعلام إيرانية، إن نجله أحمد هو من نشره وأنه بصدد محاكمته على هذا الفعل، مع موجة الإدانات الدولية ضد إيران بسبب الإعدامات الجماعية التي نفذتها الشهر الجاري ضد العشرات من النشطاء السنة بتهم الدعاية ضد النظام.
وجاء في رسالة معتقلو جوهر دشت المسربة: لا نعرف لماذا نشرت هذة الوثيقة الصوتية (لمنتظري) حاليًا بعد مضى 28 عامًا. وهل السبب يعود إلى وصية السيد منتظري... أم كانت موجة الإعدامات الأخيرة...؟!".
سواء أكانت هذه الأسباب أو آلاف مبررات إنسانية الأخرى ورائها، النقطة الرئيسية وجهة نظرنا أننا سجناء الرأي والسياسة والعقيدة ليس لنا أية أهمية أو اعتبار وتقدير من قبل النظام الإيراني العنصري؛ لأننا الآن نشاهد عمليات القتل العام والمذابح في حق السجناء ولا نجد أية تفسيرات من قبل المجرمين حول هذه الإعدامات الواهية التي لا سند لها ولا دليل".
واستدركت الرسالة "لكن تستمر هذه الإعدامات والمذابح في حق سجناء العقيدة والرأي والسياسية بمنطق القوة إلى درجة أن وصل هذا الأمر إلى الاعتياد اليومي لجلادي النظام العنصري ... ربما سيتعرض السيد أحمد (نجل) منتظري وسجناء السياسة والرأي كافة إلى الخطف والتنكيل والتقتيل وسيدفعون ثمنًا باهظًا للمقطع الصوتي هذا".
وتابعت الرسالة "الآن هناك تحركات غريبة في سجن جوهر دشت، تشديد أمنى، طوارئ، حصار واتصالات هاتفية مكثفة لا تهدأ من جانب الحراس، وكل هذا يؤكد أن هناك مذبحة في طور الإعداد لها".
ويعتبر تسجيل منتظري وثيقة دامغة قاضية بضرورة محاكمة مسؤولي مجزرة عام 1988 أي مسؤولي نظام الملالي بتهمة ارتكاب الجريمة اللاإنسانية.
ووقعت المذبحة منذ بداية فبراير وحتى أغسطس من العام 1988، وتم إعدام ما يقرب من 32 ألف معارض إيراني من سجناء الرأي والسياسة والمعارضين للنظام الإيراني ممن ينتمون إلى حركة مجاهدي خلق الإيرانية وبعض الفصائل اليسارية والشيوعية الإيرانية الأخرى، وبعض المنتمين إلى حزب توده الشيوعي الإيراني.
وكانت السلطات الإيرانية قد قامت بهذه الأعمال الوحشية من التعذيب والإعدامات بشكلٍ سرى في غاية الكتمان، ولكن الأمر قد انكشف وأدلى الناجين من هذه الأعمال الوحشية بشهاداتهم حول بشاعة عمليات التعذيب والاضطهاد والإعدامات التي قام بها النظام الإيراني، مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف في المدن الإيرانية كافة.
aXA6IDMuMTQ0LjI1My4xOTUg جزيرة ام اند امز