لماذا تقصف روسيا الأراضي السورية من إيران؟

خبراء عسكريون يفسرون لجوء روسيا لتنفيذ غاراتها في سوريا من قواعد إيرانية إلى إتاحتها لزيادة الذخيرة، وقرب المسافة، ونقص الأمن في سوريا

جددت طائرات حربية روسية من طراز "سوخوي-34" قصفها انطلاقًا من قاعدة "همدان" الجوية الإيرانية لليوم الثاني على التوالي على مواقع تقول إنها تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

وحول اتجاه روسيا لأول مرة لشن غاراتها من قواعد إيرانية، قال اللواء علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية، إن العلاقات بين موسكو وطهران قوية جدًّا، حيث استعانت الأخيرة بالخبرة الروسية في مجاول التعاون العسكري بداية من التسليح الحربي وحتى تطوير برنامجها النووي.

وأضاف عز الدين في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن روسيا لا تمتلك أي قواعد عسكرية أو مطارات في إيران، لكنها تستخدم القواعد الجوية الإيرانية في قصف أهداف داخل الأراضي السورية، سعيًا لتقليص مدة تحليق المقاتلات الروسية إلى المناطقة المستهدفة بسوريا.

وأوضح عز الدين أن لجوء موسكو إلى قاعدة "همدان" الجوية الإيرانية لدعم حملتها في سوريا، يتيح لها تقليص حمولة الوقود بالطائرات الحربية الخاصة بها، وبالتالي زيادة حمل الأسلحة على متنها.

وأشار عز الدين إلى أن روسيا تسعى لإثبات ضعف وجود القوات التابعة للولايات المتحدة في الأمريكية سوريا، والترويج لفكرة أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش، هو مجرد تحالف "هش"، تسعى من ورائه الإدارة الأمريكية إلى تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط، وليس محاربة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش.

وفي السياق ذاته، قال اللواء أحمد رجائي عطية، الخبير العسكري، إن روسيا لا تمتلك قواعد جوية عسكرية على الحدود الإيرانية لمساعدتها في حربها داخل سوريا.

أما عن عدم لجوء روسيا إلى المطارات الجوية السورية التي استخدمتها سابقًا، قال الخبير العسكري أحمد رجائي عطية، إن السبب الرئيسي في عدم استخدام روسيا لقواعد عسكرية سورية لشن غاراتها يتلخص في أن المطارات السورية غير محمية بالقدر الكافي، ما يجعل منها نقطة غير آمنة لإقلاع أو تمركز القاذفات بها.

وأضاف عطية في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن استخدام روسيا لمطارات إيرانية جاء بناء على توافر إمكانات تجعلها تنفذ غاراتها في سوريا بكل دقة ونجاح، سواء من ناحية قرب المسافة أو تحصين الطائرات.