رئيسة وزراء بريطانيا تفشل في أول اختبار.. مكافحة السمنة
خبراء الصحة اعتبروا أن استجابة الحكومة لأزمة البدانة ضعيفة وتعتمد على حسن نية صناع المواد الغذائية
اتهم خبراء صحة بارزون رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بـ"الفشل" في أول اختبار للقيادة بسبب استجابة الحكومة الضعيفة لأزمة البدانة، واعتبر البعض أن إستراتيجيتها لمكافحة السمنة "فضيحة وطنية".
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن نشطاء في قطاع الصحة أدانوا استراتيجية الحكومة لمعالجة السمنة، التي أعلنت هذا الأسبوع بعد أشهر من التأخير، وقالوا إنها تعتمد بشكل كبير على حسن نية صناع المواد الغذائية والمشروبات.
وأوضحت الصحيفة أنه ورد في مستند الإستراتيجية أن الصناع يتعهدون بخفض كمية السكر في المنتجات بنسبة 20%، مقابل إعفاء من ضريبة السكر التي اقترحتها الموازنة الأخيرة لوزير المالية السابق جورج أوزبورن في مارس/آذار الماضي، لكنها لا تتضمن أي بنود لفرض قوانين حازمة على تسويق الوجبات السريعة والإعلانات.
وفي تصريحات لصحيفة "الجارديان"، قال البروفيسور جراهام ماكجريجور، خبير القلب والأوعية الدموية وأحد نشطاء حملة "مكافحة السكر"، إن خطة "ماي" أسوأ من النسخة التي رآها في عهد سلفها ديفيد كاميرون.
وأضاف "قالت عنما تولت منصبها سنرعى الفقراء والمحرومين اجتماعيًا، ولكننا اكتشفنا على الفور أنها لا تهتم بالتأكيد، هذه أزمة كبيرة تواجه المملكة المتحدة: نحن الدولة الأكثر سمنة في أوروبا؛ وهذا سوف يقود لإفلاس هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتابع "فيما يشبه المهزلة، لقد تراجعت أكثر من كاميرون، إنها فضيحة وطنية، لقد أصبحت أكثر ضعفا في الأسابيع الثلاثة الماضية، ولو استمرت بهذه الطريقة ستكون كارثة".
والبروفيسور ماكجريجور يرأس فريق عمل "حملة السكر"، التي تدعو لخفض محتوى السكر في الطعام إلى النصف والدهون بنسبة 20%، وتحذر من أن السمنة تقتل أشخاصًا أكثر من التبغ، سواء في المملكة المتحدة أو حول العالم.
وتشير الدراسات إلى أن واحد على الأقل من كل 5 أطفال في بريطانيا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة عندما يلتحق بالمدرسة الابتدائية، إلا أن هذه المعدلات تزيد إلى واحد من كل 3 أطفال في الوقت الذين يصلون إلى المدرسة الثانوية.
وبدوره أدان الرئيس التنفيذي لمركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، السير هاربال كومار حكومة "ماي" لإذعانها لضغط الصناع، وإضعاف هذه المقترحات.
وكتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان"، إن "رئيسة الوزراء الجديدة دخلت داوننج ستريت بوعود لمعالجة عدم المساواة في الصحة ودعم احتياجات الفرد"، محذرًا "السمنة لها تأثير غير متناسب على الأفراد الأكثر فقرًا في مجتمعنا".
وأضاف "الحكومة الجديدة واجهت أول اختبار لها بشأن هذا التعهد في ظل فرصة لمعالجة عدم المساواة وحماية الأجيال الجديدة من أمراض مثل السرطان، وهذه الخطة فشلت في تحقيق هذا"، موضحًا أن السمنة تكلف المجتمع البريطاني بالفعل حوالي مليار إسترليني أسبوعيًا.
في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الصحة للصحيفة: "خطتنا لمعالجة السمنة رائدة عالميًا تتضمن تدابير شاملة بعيدة المدى أكثر من تلك التي تتبعها أي حكومة غربية أخرى"، مضيفا "ومع ذلك، فإننا نقيس التقدم المحرز بعناية ولا نستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لم نشهد نتائج".