أكبر دراسة من نوعها: السمنة تقتل وخطرها على الرجال 3 أضعاف النساء
دراسة أجرتها جامعات هارفارد وأوكسفورد وكامبريدج أوضحت بالأرقام كيف تقصّر السمنة عمر الرجال بنحو 3 أضعاف ما تفعله في النساء.
في دراسة تعد الأكبر من نوعها حتى الآن في أبحاث السمنة، وجّهت جامعات هارفارد وأكسفورد وكامبريدج مجتمعة تحذيرا شديدا من أن البدانة تقصّر من عمر المصابين بها، كما أن خطرها أكبر على الرجال، حيث تبين أن التأثير السلبي للبدانة على معدل الأعمار ارتفع لدى الرجال 3 مرات مقارنة به لدى النساء.
وكشفت الدراسة التي نشرتها مجلة "تايم" الأمريكية نقلا عن نشرة "لانسيت" الطبية الشهيرة أن خطر الوفاة قبل سن السبعين عاما ارتفع بشكل كبير بارتفاع مؤشر كتلة الجسم فوق الوزن الطبيعي. وتركز تأثيره على أهم أربعة أسباب للوفاة وهي أمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض التنفس والسرطان. وذكرت الدراسة أن التأثير السلبي للبدانة على معدل الأعمار ارتفع لدى الرجال ثلاث مرات مقارنة به لدى النساء. وقد حلل مئات الباحثين خلال هذا المشروع العلمي العملاق بيانات ٢٣٩ دراسة سابقة شملت نحو ١٠،٦ ملايين شخص منذ عام ١٩٧٥ حتى عام ٢٠١٥ في ٢٢ دولة.
ووجد الباحثون في هذه الجامعات المرموقة أن البدناء قد يخسرون ثلاث سنوات من عمرهم في حين أن المعدل المتوسط لزيادة الوزن تهدد بوفاة الشخص ١٢ شهرا في وقت أقرب مما كان متوقعا لو كانوا بحجم صحي.
وعادة فإن أقل من واحد بين كل خمسة رجال سيموت قبل سن الـ٧٠، ولكن ذلك المعدل يزداد إلى ما يقرب من واحد بين كل ٣ لديهم سمنة معتدلة، وثمانية في كل ١٠ لديهم بدانة مفرطة.
في المقابل فإن حوالي واحدة من كل ١٠ نساء يمكن أن تموت في وقت مبكر. وفي حين تزيد البدانة من خطر الوفاة المبكرة بنسبة ٣٪ فقط للنساء، تبلغ ١٠٪ لدى الرجال، أي أكثر من ثلاثة أضعاف.
وتوفي واحد من كل عشرة أشخاص من إجمالي ١٠،٦ ملايين شخص شملتهم الدراسة التي استمرت على مدى ١٤ عاما. وتوفي ١٩٪ من الرجال و١١٪ من النساء ذوي المعدل الطبيعي لمؤشر كتلة الجسم قبل بلوغ سن السبعين في حين بلغت نسبة الوفاة ١٥٪ بين المصابين بسمنة معتدلة، أي الذين بلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم ما يقرب من٣٠ نقطة.
وكانت أمراض القلب والدورة الدموية الأكثر تضررا بالبدانة. وظهرت هذه العلاقة بشكل أوضح لدى الرجال عنها لدى النساء حيث كان الرجال المصابون بالسمنة الأكثر تعرضا للوفاة المبكرة مقارنة بالنساء المصابات بالسمنة.
وأوضحت الدراسة أن هذه النتيجة تطابق نتائج سابقة أكدت أن الرجال المصابين بالسمنة معرضون أكثر من النساء للإصابة بمقاومة الأنسولين وزيادة الدهون في الكبد وزيادة نسبة السكر. وتبين أيضا من خلال الدراسة الجديدة أن انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي ولو بشيء طفيف يؤدي لتزايد معدل الوفاة.
وأشار الباحثون إلى أن معدل الوزن الطبيعي للجسم هو الأنسب لتحقيق عمر أطول وخاصة إذا كان هذا الوزن في النطاق الأعلى للوزن الطبيعي وهو ما قدره الباحثون بـ ٢٢،٥ حتى ٢٥ نقطة طبقا لمؤشر كتلة الجسم. ولضمان صحة النتائج ونقائها من أي عناصر خارجية استبعد الباحثون من التحليل جميع المدخنين والمصابين بالأمراض المزمنة وكذلك الأشخاص الذين توفوا خلال السنوات الخمس الأولى من بدء الدراسة.
وتسعى دراسات منذ فترة طويلة إلى معرفة ما هو الوزن الأمثل للوصول لأفضل معدل للأعمار. وكانت بيانات لمنظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أن نحو ١،٣ مليار شخص من سكان العالم مصابون بالبدانة، بالإضافة إلى ٦٠٠ مليون بالغ مصابين بارتفاع نسبة الدهون في أجسامهم عن المعدل الصحي.
وتبلغ نسبة البدانة حسب بيانات منظمة الصحة العالمية ٢٠٪ في أوروبا و٣١٪ في أمريكا الشمالية. وبالتالي فإن البدانة مسؤولة عن واحدة من بين ٥ حالات وفاة مبكرة في الولايات المتحدة، وواحدة من بين ٧ حالات في أوروبا.
مؤشر كتلة الجسم
مؤشر كتلة الجسم هو مقياس يستخدمه البالغون لمعرفة ما إذا كانوا على وزن صحي بالنسبة لحجمهم. وبالنسبة لمعظم البالغين، يقع مؤشر كتلة الجسم المثالي في نطاق يتراوح بين 18.5 و24.9.
وإذا كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من ٢٥، فأنت تزن أكثر من طولك المثالي.
وإذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك يتراوح بين 25 و29.9 فهذا يعاني أنك تعاني من زيادة بالوزن.
أمام إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك يتراوح بين 30 و39.9، فهذا يعني أنك من البدناء، فيما يتم اعتبارك "بدينا جدا" إذا زاد مؤشر الكتلة لديك عن 40.
كيف تحسب مؤشر كتلة الجسم؟
اقسم وزنك بالكيلوجرام على طولك بالأمتار، ثم اقسم إجابتك على طولك مرة أخرى، للحصول على مؤشر كتلة الجسم الخاص بك.
وعلى سبيل المثال، إذا كنت تزن ٧٠ كيلو جراما، وطولك ١٧٥ سم، فاقسم ٧٠ على 1.75، فيكون الناتج هو ٤٠، ثم اقسم ٤٠ على 1.75، فيكون الناتج هو 22.9، وهو مؤشر كتلة جسمك.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز