إرهابي في مالي يطلب الصفح من شعبه بعد أن اعترف، أمام المحكمة الجنائية الدولية بتدمير أضرحة مدرجة على لائحة التراث العالمي
طلب إرهابي في مالي الصفح من شعبه بعد أن اعترف، الإثنين، أمام المحكمة الجنائية الدولية بأنه أمر وشارك بتدمير أضرحة مدرجة على لائحة التراث العالمي للإنسانية في مدينة تمبكتو في مالي، ودعا المسلمين إلى عدم القيام بمثل هذه الأعمال "الشريرة".
وتشكل هذه المحاكمة سابقة للمحكمة الجنائية الدولية في عدة نقاط: فالإرهابي التائب هو أول متهم يحاكم لجرائم حرب تتعلق بتدمير تراث ثقافي وأول شخص يعترف بذنبه في تاريخ المحكمة.
وهو أول مالي يشتبه بأنه إرهابي يمثل أمام القضاء الدولي والأول الذي يحاكم لجرائم وقعت خلال النزاع في مالي.
وقال أحمد الفقي المهدي بعد تلاوة محضر الاتهام "يؤسفني القول إن كل ما سمعته حتى الآن صحيح ويعكس ما حصل". وأضاف "أقر بأنني مذنب".
وبثت خلال الجلسة صور تظهره أثناء قيامه بتدمير الأضرحة.
وبثت النيابة العامة مقابلة كان الفقي المهدي أجراها مع وسائل إعلام فرنسية وشرائط فيديو عديدة لعمليات التدمير وللمتهم اتخذت قبل وبعد الدمار.
ومن المتوقع أن يدلي 2 من الشهود بإفاداتهم، الثلاثاء، قبل أن يبدأ الدفاع مرافعاته بعد ظهر الأربعاء أو الخميس.
وتابع الفقي المهدي: "أطلب منهم الصفح وأطلب منهم أن يعتبروني ابنًا ضل طريقه".
وقال: "أمثل أمامكم يملؤني الندم والأسف"، مضيفًا "أشعر بالندم على أفعالي وعلى كل الأضرار التي سببتها لأحبائي لإخوتي ولأمي، لوطني، جمهورية مالي والإنسانية جمعاء".
وتتهم المحكمة في هذه المحاكمة غير المسبوقة، الفقي المهدي الذي ينتمي إلى الطوارق بأنه "قاد عمدًا هجمات" على 9 أضرحة في تمبكتو وعلى باب مسجد سيدي يحيى بين 30 يونيو/ حزيران و11 يوليو/ تموز 2012.
وكانت مدينة تمبكتو التي أسستها في القرن الخامس قبائل من الطوارق، ازدهرت بفضل قوافل التجارة وأصبحت مركزًا ثقافيًّا كبيرًا للإسلام بلغ ذروته في القرن الخامس عشر.
"صفحة سوداء"
وأمر الفقي المهدي بصفته رئيس "الحسبة" التي تشرف على تطبيق الشريعة، بشن هجمات وشارك في الهجوم على أضرحة الأولياء وتدميرها بالمعاول وأدوات هدم أخرى.
ويؤكد الاتهام أن هذا الرجل الذي يضع نظارات رقيقة والمولود قرابة عام 1975، كان عضوًا في جماعة "أنصار الدين" المؤلفة من الطوارق والتي سيطرت في 2012 على شمال مالي، وضمنه تمبكتو على بعد ألف كيلومتر شمال شرق باماكو، مع تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، لنحو 10 أشهر قبل تدخل دولي بدأ في يناير/كانون الثاني 2013.
ويطلق على تمبكتو اسم "مدينة الـ333 وليا" بوحي من أضرحة الأولياء الذين يتبرك بهم سكان المدينة في حياتهم من الزواج إلى صلوات الاستسقاء في أوقات الجفاف أو لمكافحة الفاقة.
ويقول محضر الاتهام إن الإرهابيين حاولوا القضاء على هذه الشعائر قبل أن يلتفتوا إلى تدمير الأضرحة.
وأكد مصدر في مكتب المدعي العام أن الاتهام سيطلب السجن بين 9 و11 عامًا للفقي المهدي.
واكد أحد محاميه جان لوي جيليسن أن المتهم ينوي استئناف الحكم إذا صدر الحكم بهذه المدة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز