"نعم أنا مطلقة".. حملة المطلقات السعوديات لمواجهة المجتمع تحلم بإطلاق "فضائية"
"نعم.. أنا مطلقة! فلماذا أنا منبوذة؟!".. حملة تدعو إلى تغيير نظرة المجتمع الخليجي للمرأة المطلقة، وتساعد المطلقات في تلبية احتياجاتهن.
أطلقت مجموعة من السيدات السعوديات اللاتي تعرضن للطلاق حملة خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى تغيير نظرة المجتمع الخليجي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص، للمرأة المطلقة، ولكن الجديد هذه المرة أنها تبحث الإجراءات اللازمة لتحويلها إلى قناة فضائية.
وحمل شعار الحملة سؤالًا استنكاريًّا يصرخ بالاحتجاج من جانب المطلقات، وهو: "نعم.. أنا مطلقة! فلماذا أنا منبوذة؟!".
رئيسة الحملة والناشطة في حقوق المرأة المطلقة، السعودية كوثر الشبيلي، أوضحت ظروف إطلاق الحملة لـ"العين"، قائلة: "كانت بدايتي بعد سنتين من طلاقي، الذي كان بالنسبة لي نقطة تحول كبيرة في حياتي، حيث أظهر ألم الطلاق عندي موهبة تصميم الأزياء، فكانت انطلاقتي الحقيقية عبر شبكة الإنترنت، ومنها بدأت ولادة مجلة "سمو الأناقة" الإلكترونية، كمجلة معنية بالأناقة والموضة".
وأضافت: "بدأت بفكرة برنامج أو حملة (نعم أنا مطلقة ولكن لن أكون منبوذة)، وهو برنامج معني بتغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، وكذلك فكرة مول الكوثر الخيري، وهو معني بالأسر المنتجة، ومنتدى (رفقًا بالقوارير)، والمعني باتحاد أعمال الجمعيات والمراكز الخيرية، خاصة ما كان منها يسعى إلى تقديم خدماته للمرأة المطلقة وأبنائها، وتبادل الخبرات والبرامج فيما بينهن، ليكون لدى الجميع أكبر تجمع بالمملكة يهدف لخدمة المطلقات أينما كان تواجدها".
وعن الحملة وهدفها قالت كوثر الشبيلي: "تهتم بتغيير نظرة المجتمع للمطلقات وتفعيل دور المطلقة في المجتمع بالتهيئة والتوعية لجميع العناصر المستهدفة للبرنامج، وترتكز رؤيتنا من خلاله على خلق بيئة اجتماعية مثالية للنساء عمومًا، وللمطلقات بشكل خاص، ورسالتنا تهدف لتوعية المجتمع وتهيئته لاستيعاب المطلقات، وتغيير النظرة السائدة نحوهن، وإعادة دمجهن بالمجتمع ومساعدتهن على العطاء" .وأضافت: "بعد الانطلاقة ذهلنا من إعداد المطلقات، اللواتي أصبحنا يتواصلن معنا على صفحاتنا بالفيس بوك وتوتير".
وأوضحت أن الحملة تحتوي على برنامج ثقافي تثقيفي، معني بأسرة المطلقة، يهدف للحد من سلوك النبذ لبناتهن المطلقات، وحرمانهن من حقوقهن بالحياة كالعمل، والدراسة واختلاطهن بمجتمعهن كما كانوا قبل الطلاق.
وقالت، إن الحملة تضم أيضًا برنامج "من أجل حياة أفضل"، وتصفه بأنه أهم برنامج في الحملة، ويقوم على بحث حالة المطلقات، من حيث الوضع الأسري والاجتماعي والصحي، وجميع ما يتعلق من أمور تعنى بها كل أنثى، بهدف معرفة مدى احتياجاتها للخدمات التي يقدمها برنامجنا والجمعيات المنتمية لحملتنا.
وأكدت أن تفعيل الخدمات بشكل تعاوني يثمر في تقديم خدمات متكاملة تصب في صالحهن، وبشكل عام، كما أن البرنامج يشمل وجود استمارة تعد بمثابة تحليل نفسي، تملأها كل مطلقة، ومن ثم تدمج بالملف الخاص بها، مشيرة إلى أن بعض المطلقات لا تستطعن البوح بما في نفوسهن من باب الحياء والعفة، أو من باب الاضطرابات النفسية، التي مرت بها مع طليقها أثناء حياتهم الزوجية، أو بعد الطلاق، وتغير نظرة المحيطين لها.
ولفتت إلى مشاركة عدد كبير من الأخصائيين والإعلاميين والاستشاريين النفسيين في هذه الحملة.
وعن سبب التركيز عن وسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت، قالت، إن هذه الوسيلة تتيح للعديد من المطلقات التواصل مع الحملة بسهولة وأمان تام وفي سرية وخصوصية. وأضافت: "نسعى إلى مساعدة المطلقة لتحقيق الهدف الرئيسي، فأول من يجب أن يزيل النظرة السوداء عنها هم عائلتها، التي يجب أن تواجه المجتمع، وألا تخجل من الطلاق؛ لأنه أمر مشروع من الله عز وجل إن استحال العيش بين الزوجين".
ولعل المفاجأة الكبرى التي كشفتها كوثر الشبيلي، تتمثل في سعيها لإطلاق قناة فضائية تحمل اسم "من أجلها"، من أجل خدمة المطلقات والمعلقات والأرامل. وقالت، إن الحملة تبحث في الإجراءات اللازمة لذلك ومصادر التمويل.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز