صحف أمريكية: تخوف من نزاع بين الأكراد والأتراك في جرابلس
نشرت عدد من الصحف الأمريكية تخوفا من أن تنقلب العملية التركية في جرابلس السورية إلى نزاع واسع النطاق بين الأتراك والأكراد
بعد دخول العملية العسكرية التركية لتحرير مدينة جرابلس السورية من جيوب تنظيم داعش الإرهابي يومها الثاني، أشارت بعض الصحف الأمريكية، الخميس، إلى وجود تخوفات من تحول الدعم الأمريكي من الأكراد إلى الحكومة التركية سببا في اشتعال نزاع واسع النطاق على الحدود التركية السورية.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، إن جهود واشنطن لدحر تنظيم داعش الإرهابي تضمنت دعم المقاتلين الأكراد كونهم نجحوا في فتح جبهة لوقف مد التنظيم إلى مناطق مختلفة في شمال سوريا، إلا أن تحول الدعم إلى تركيا، خصوصا مع الصراع التركي الكردي الحالي، قد يفجّر فتيل نزاع واسع النطاق بين تركيا والأكراد في شمال سوريا.
وقال مسؤول عسكري تركي للصحيفة "سنستمر في العمليات حتى اقتناعنا بأن الخطر الذي يداهم أمن تركيا القومي قد تم تدميره"، ولا يعرف إذا ما كان القصد بذلك على تنظيم داعش الإرهابي أم الأكراد أم كليهما.
وطبقا للصحيفة أيضا، فإن صالح مسلم، زعيم الجماعة السياسية الكردية السورية المشرفة على قوات حماية الشعب الكردية، قال إنه إذا ما دخلت تركيا "مستنقع" سوريا فسيصبح مصيرها الهزيمة مثل ما حل بتنظيم داعش.
ومن ناحية أخرى، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن هناك قلقًا تركيًّا من توسع عمليات ونفوذ الأكراد في جرابلس والمنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، حيث ترى أنقرة أن السيطرة على مدينة جرابلس سيمنع الأكراد من محاولة السيطرة عليها لكي لا تتحول إلى قاعدة جديدة وقريبة لهم لمهاجمة تركيا.
وأشار موقع ستراتفور الأمريكي للدراسات العسكرية والاستراتيجية إلى أن هناك طرفا ثالثا في الصراع على نفوذ الحدود السورية التركية، وهو الجيش السوري الحر، والذي سيسابق للسيطرة على جرابلس لضمان السيادة السورية ولمنع الأكراد من أي محاولات للاستقلال الذاتي التي قد تؤدي لانفصال ذلك القسم من سوريا.
وبحسب تلك الصحف، فإن حالة من عدم الثقة بدأت في الظهور بين الأطراف المشاركة في العملية ضد داعش، لكن السبب الرئيسي الذي أدى بواشنطن لتحويل دعمها من الأكراد إلى تركيا هو استمرار تجاهل الأكراد لتوجيهات واشنطن حول التحضير لعملية جرابلس، طبقا لتصريح لمسؤول أمريكي لصحيفة "وول ستريت جورنال"، حيث قام على أثر ذلك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعلان انسحاب الأكراد خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التركي يلدريم أمس في أنقرة.
وبالنسبة للموقف الروسي من ذلك التوتر، فإن موسكو قد اكتفت بالتعبير، بلسان وزارة الخارجية الروسية، عن قلقها العميق من تصاعد التوتر على الحدود التركية السورية.
