"نسرين" أول سائقة تاكسي في الأردن: ممنوع ركوب الرجال
الانتقادات الاجتماعية وصعوبات المهنة لم تمنع الأردنية "نسرين عكوبة" أن تصبح سائقة تاكسي بالرغم أنها مهنة للرجال فقط.
الانتقادات الاجتماعية وصعوبات المهنة لم تمنع الأردنية "نسرين عكوبة"، البالغة من العمر 30 عامًا، أن تحقق حلمها وأن تصبح سائقة تاكسي بالرغم أنها مهنة للرجال فقط.
فمن العاصمة "عمان" الى المحافظة الجنوبية "العقبة" تتجول نسرين بحثًا عن فتاة أو عائلة ترغب في الوصول إلى مكان محدد.
كلمة "مستحيل" منحت نسرين الثقة وزادتها إصرارًا على هدفها، لتصبح سائقة " تاكسي المميز الوردي" المخصص فقط للسيدات والعائلات.
تقول نسرين: " بدأت حكايتي عندما تحديت أخي سائق التاكسي وأخبرته أن لدي كل المهارات والقدرات التي من خلالها سأحصل على رخصة القيادة العمومي، وتدربت على القيادة العمومي وامتحنت ومع الوقت حصلت على الرخصة بالرغم أنها صعبة ولا تقارن بالرخصة العادية. وبعدها قررت أن أصبح سائقة لأحد تكاسي العائلة، ومع الوقت أصبحت سائقة لتاكسي "المميز".
نسرين، بالرغم من أنها حاصلة على شهادة التمريض من جامعة البلقاء التطبيقية، لكنها فضلت السير وراء ما تحب وتحقيق هدفها.
تضيف: العمل في قطاع التمريض سهل جدًا، ولا يوجد لدينا بطالة في هذا التخصص بالذات. ومع ذلك وجدت أن تحقيق ما أرغبه أقوى من أي شيء آخر، لدي 3 أطفال وزوجي متوفي، والمسؤولية علي مضاعفة، فيجب أن أكون الأب والأم بنفس الوقت، وأحصل على دخل جيد من وراء مهنة السياقة، فالشركة توفر لي راتبًا شهريًا وأيضًا ضمانًا اجتماعيًّا والكثير من المميزات. ويوميًّا يجب أن أوفر للمكتب 30 دينار، بدل ضمان للتاكسي، وبعد ذلك ما أجمعه فهو دخل إضافي لي، أعمل ما يقارب 8 ساعات وأحيانًا أزيد ساعات دوامي إذا احتجت لدخل مضاعف".
تردف قائلة: "أعمل على توصيل السيدات والعائلات فقط، ولا يجوز توصيل أي رجل فهذه هي سياسة التاكسي المميز الوردي، الذي حدد لفئة معينة، الكثير ممن يتعرفن علي خلال جولتي معهن لمكان ما، يبدأن بسؤالي عن هذه المهنة وكيف تحديت المجتمع، وأيضًا يفصحن عن مدى الخوف الذي كان يحيطهن مع سائقي التاكسي الذين عرف عنهم التحرش والسرعة الزائدة وعدم احترام الفتيات، الآن لدى النساء خصوصية عالية وأمان، ويوجد الآن 8 سائقات تاكسي في الأردن، ولكن نهدف الى زيادة عددهن فيتوفر 20 تاكسي وردي، من خلال تجربتي أحاول تحفيز الفتيات اللواتي يملكن الرغبة في السياقة ولديهن طموح بذلك.
وتسرد نسرين المواقف التي حدثت معها ولا تستطيع نسيانها، فمن نقلها لسيدة كانت تمر في حالة ولادة صعبة إلى المستشفى وانتظارها حتى اطمأننت عليها وعلى مولودها، وإلى المواقف المزعجة التي تعرضت لها مثل غضب رجل عندما أخبرته نسرين أنه يجب أن يجلس في الكراسي الخلفية وزوجته في الأمام، فرفض أن يكمل الطريق وأصابته نوبة غضب.
والكثير من المواقف التي تسجل يوميًا في ذاكرة نسرين وتعكس نظرة المجتمع لها، تقول نسرين: "لا أواجه فقط مواقف وانتقادات من قبل الناس بل أيضًا سائقي التاكسي الأصفر لم يعجبهم أن يصبح هنالك سيدات يشاركوهن في المهنة ويصبح هنالك تاكسي زهري، ودومًا يخبرونني أنه لا يوجد لدي كفاءة حتى أبقى في هذه المهنة، ولكن كل هذه التحديات تزيدني قوة. لقد خضعت لامتحانات عدة من بينها الرخصة العمومي وامتحان من قبل الشركة وأيضًا امتحان في الميكانيك وكلها نجحت بها، ومادام أنني لا أعمل ما يخالف الدين والأخلاق سأبقى متمسكة بمهنتي".
وأثناء مقابلة نسرين، وهي على رأس عملها، قالت "ملكة الشيشاني" (23 عامًا)، قبل أن تستقل التاكسي، لبوابة "العين" إنها تفضل بدون شك أن تختار تاكسي تقوده فتاة على رجل، فالسائق - بحسب قولها - لا تشعر معه بالأمان، وخاصة إن كانت ترغب في الذهاب إلى أماكن بعيدة، فيبقى الجو في المركبة هادئًا ولا يسوده التوتر.
وأخيرًا تؤكد نسرين أن القيادة مهنة صعبة جدًا وخاصة في عمان، فهي تحتاج الى التركيز العالي والكفاءة والصبر بسبب الأزمات المستمرة، ورسالتها إلى كل سيدة أن تحقق حلمها مهما كانت الصعوبات التي تحيطه، فلا يوجد حلم بدون معيقات، المهم أن تصل المرأة إلى السعادة الداخلية، والعائلة تلعب دور مهم في دعم أي فتاة والحمد لله عائلتي وعائلة زوجي قدموا لي كل الدعم وفخورين بي.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز