"ماسبيرو زمان" تعيد المصريين إلى "الزمن الجميل"
قناة "ماسبيرو زمان" تعيد لمّ شمل العائلات المصرية أمام لقاءات نادرة من "الزمن الجميل" للفن والرياضة والثقافة في مصر
قبل 3 أشهر لم تعتقد السيدة "أمل" أن يجلس ابناها معًا أمام التلفاز ليشاهدا نفس البرنامج، لأنه لا يحدث عادة إلا خلال مباريات كرة القدم والتي يفضلان مشاهدتها على المقاهي، لكن ما كان مستحيًلا أصبح روتينا يوميا مع قناة "ماسبيرو زمان".
وقالت أمل لبوابة "العين" الإخبارية، إن أجمل ما في القناة، أنها جذبت أولادها للجلوس معها، وكذلك والدهما الذي كان يقضي وقت فراغه هو الآخر على المقهى، ليشاهدوا جميعًا برامج نادرة، ويتبادلون الضحك والسمر.
وأسرة أمل ليست الوحيدة التي عادت لمتابعة "الشاشة الفضية"، بعد بدء بث قناة "ماسبيرو زمان"، منذ من يونيو/حزيران 2016 على القمر الصناعي نايل سات، تحت شعار "من فات ماسبيرو تاه".
وتقدم القناة مجموعة من البرامج المصرية التراثية والنادرة، مثل اللقاءات التلفزيونية مع أبرز نجوم فن السبعينيات على غرار عندليب الطرب عبدالحليم حافظ، بجانب الأفلام والأغاني والمسلسلات والمباريات القديمة لأبرز نجوم التمثيل والغناء والرياضة في مصر.
وخلال 3 شهور لقيت القناة الجديدة، التي قدمت مجموعة من البرامج يشاهدها أجيال عديدة لأول مرة، استجابة واسعة من قطاعات شبابية، ليمتد صداها إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر" و"فيس بوك"، حتى أصبحت منصات للإعلان عن برامج القناة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات حول اللقاءات التي تذيعها القناة، فكتبت "إيمان المصري" لصديقاتها عبر "تويتر"، "في لقاء حلو جدا مع عبد السلام النابلسي يعرض على ماسبيرو زمان"، وعبد السلام النابلسي هو ممثل مصري لبناني الأصل اشتهر كثيرا في أفلام الخمسينيات بمصر، وتوفى عام 1968.
بينما علق "محمود عبد الشكور" عبر حسابه على "فيس بوك"، قائلا: "استمتعت كثيرا بحلقة أوتوجراف لطارق حبيب على قناة ماسبيرو زمان مع المهندس العبقري الراحل حسن فتحي.. ذوق وعلم وثقافة وأفكار مبتكرة وأسلوب راق في الحوار".
وطارق حبيب هو مذيع مصري مخضرم توفي في 2013 وكان أول من استضاف كبار أدباء مصر مثل طه حسين ونجيب محفوظ، أما حسن فتحي فهو مهندس معماري رائد ولد عام 1900 واشتهر بطرازه الفريد في التصميم وتوفي في 1989.
وسحرت القناة الجديدة ذات الطابع التراثي الإعلاميين المصريين أيضا، حيث قالت الصحفية "علياء قاسم" عبر حسابها على تويتر: "قناة ماسبيرو زمان رائعة.. تعرض حاجات نادرة عن مصر زمان.. فرق شاسع بين ما تعرضه القناة وبين الواقع الآن".
واهتم سيد محمود رئيس تحرير جريدة "القاهرة" بحلقة للعندليب عبد الحليم حافظ، حيث علق قائلا عبر حسابه على "فيسبوك": "لهواة التاريخ.. ماسبيرو زمان تعرض حالا لقاء مع عبد الحليم حافظ.. في النواة الأولى لبرامج المنوعات، حاجة جميلة جدا الحقيقة".
وروى الإعلامي المصري محمود التميمي لبوابة "العين" الإخبارية، الأسباب التي جذبته لمشاهدة القناة بالساعات، قائلًا: "وجدت بها الأشكال البرامجية والأفكار، وأساليب الحوار التي تمتد لأكثر من 50 عامًا، وهي الأرقى من كثير من الأشكال الحوارية الحالية".
وأضاف التميمي الذي تمتد سنوات خبرته في مجال الإعلام لقرابة 18 عامًا، "أنا منبهر بطريقة تقديم المذيعين والمذيعات في هذه البرامج، وطريقة حديثهم مع الضيوف، كيف كانوا يبتعدون عن كافة صور الابتذال ورفع الصوت والمقاطعة غير المبررة، وهو ما يمكن تلخيصه في كلمتين هما النضج الإنساني الذي نفتقده حاليًا".
وأشار التميمي إلى أن هذا الرقي الذي يمتد لمظهر المذيعين، لم يغادر المصريين في ذلك الوقت، حيث كان أبناء هذا العصر يتسمون بأخلاق راقية جدًا، مستدلا بذلك على كيفية تعامل المصريين في إحدى الحدائق التي شهدت لقاء تلفزيوني بثته "ماسبيرو زمان" مؤخرا مع الراقصة المصرية الشهيرة نجوى فؤاد.
ورأى التميمي إلى أن أحد أسباب النضح عند المصريين في ذلك الوقت هو مشاهدتهم للقاءات مع أدباء مصريين مثل أنيس منصور، كمال الملاح، نجيب محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوي، الذين يقدمون وجبة ثقافية فكرية قد تكون سببا في تحسين كثير من المهارات سواء على مستوى التحدث أو حتى التعامل.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز