"التزكية" ترجح كفة "فتح" مبكرا في الانتخابات المحلية الفلسطينية
43.5% من المجالس حسمت نتائجها بشكل مسبق
مع إغلاق باب الترشح للانتخابات المحلية في فلسطين، تميل الكفة باتجاه حركة فتح للفوز بالتزكية بنحو 43.5 % من نسبة المجالس
مع إغلاق باب الترشح للانتخابات المحلية في فلسطين، تميل الكفة باتجاه حركة فتح للفوز بالتزكية بنحو 43.5 % من نسبة المجالس، المقررة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ووفق الإعلان الصادر عن لجنة الانتخابات المركزية، الإثنين، تبين أن قائمة واحدة فقط تقدمت في 181 مجلسًا محليًا جميعها بالضفة الغربية، ما يعني فوزها بالتزكية، أي أن 43.5% من المجالس حسمت نتائجها بشكل مسبق قبل الانتخابات، فيما لم تتقدم أية قوائم في 38 مجلسًا، بينما تقدمت قوائم متنافسة في 196 مجلس من أصل 416 إجمالي عدد المجالس.
أبعاد عشائرية
وبحسب مصدر في حركة "فتح" فإن الحركة شكلت القوائم التي فازت بالتزكية إما بشكل منفرد أو ضمن توافقات جزئية مع فصائل وشخصيات عائلية ومهنية.
وقال فهمي الزعارير، نائب أمين السر المجلس الثوري لحركة "فتح"، لـ"بوابة العين"، إن هذا النجاح يدلل على حيوية فتح ونجاحها في بناء التوافقات، سواء مع فصائل العمل الوطني أو النسيج المجتمعي بشكل عام.
وشدد على أن القوائم "لم تفرض وإنما جاءت بعد حراك عشائري وتنظيمي داخلي، ومن ثم تم التوصل إليها".
أما صلاح الخواجا، ممثل حركة "المبادرة الوطنية" في لجنة الانتخابات، فقال في حديثه لـ"بوابة العين"، إن "كنا نفضل إجراء الانتخابات في الهيئات المحلية كافة"، لافتًا إلى أن البعد السياسي، والعشائري كان العامل الأساس في مسألة تشكيل مثل هكذا قوائم.
انعكاس لحالة اليأس
من جانب آخر، اعتبر إبراهيم دحبور، النائب عن حركة حماس، أن "الديمقراطية الحقيقية بالانتخابات وليس بالتزكية"، مشددًا على أن عدم الترشح من قوائم عديدة يعكس البعد عن الانخراط في الحياة العامة، ويؤشر على حالة يأس وفقدان اليقين بإمكانية التغيير والقدرة على تقديم الأفضل.
ورأى دحبور أن التزكية تسلب حق الانتخاب من الناخب وتصادر رأيه، معتبرًا أنها شكل من أشكال التعيين، مضيفًا أن "قوائم التزكية جاءت في ظل غياب الحريات وسيادة عقلية الهيمنة".
كانت حركة حماس اتهمت، في بيان لها، جهات أمنية فلسطينية بتهديد بعض المرشحين الذين تقدموا للانتخابات في الضفة الغربية ما دفعهم للانسحاب، وهو ما نفته بشدة السلطة الفلسطينية وحركة فتح.
وهو الأمر الذي يعلق عليه ناب أمين السر المجلس الثوري لحركة "فتح" بالقول، إن حالة الانقسام الناجمة عن الانقلاب الذي نفذته حماس عام 2007 بغزة، وفر بيئة لأطراف عديدة حول مثل هذه الادعاءات، "لكن في حقيقة الأمر لا صحة لمثل هذه التهديدات".
واعتبر الكاتب عدنان الصباح أن قوائم التزكية "ظاهرة مرضية خطيرة تشير إلى وجود حالة من الخمول السياسي والاجتماعي لأي مجتمع".
وأوضح أن ذلك يعني أنه "لا حراك ولا تنافس ولا رؤى مختلفة تسعى للوصول نحو الأفضل".
وتابع "أتساءل أي مجتمع هذا المتوافق بالمطلق إلا إذا كان قد وصل إلى حالة متردية جدًّا بفكره ورؤاه؟".
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA= جزيرة ام اند امز