محللون دوليون لـ"العين": الحوثيون لا يريدون السلام في اليمن
أشار عدد من المحللين الدوليين إلى أن الحوثيون لا يريدون السلام بالرغم من التزام الأطراف الأخرى
يطلق الحوثيون بين حين وآخر أنهم "دعاة سلام"، وأخرها بالأمس، مع إعلان استعدادهم لاستئناف الحوار مع الحكومة اليمنية، شريطة أن يتوقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية عن مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ورغم هذا الزعم بالبحث عن السلام في اليمن، رفض الحوثيون التوقيع على المبادرة الأممية للسلام مطلع الشهر الجاري، لتتفق أمام ذلك الرؤى المحلية والعربية والدولية في تحميلهم أسباب الفشل في إيجاد مخرج للأزمة اليمنية وإنهاء القتال المستمر منذ 18 شهرا في البلاد.
فهل يرغب الحوثيون في تحقيق السلام حقًا في اليمن؟
السؤال طرحته "بوابة العين الإخبارية" هاتفيا مع عدد من الخبراء الدوليين في الشرق الأوسط..
الجماعات الإرهابية والحوثيون
يجيب أرثر مكالوفيتش، الباحث في معهد الشرق الأوسط لأبحاث السلام التابع لكلية لندن للعلوم السياسية والاقتصاد، بالقول إن "الدافع لدى الحوثيين في عدم إرساء السلام في المنطقة هو محاولتهم اثبات أنهم الأقوى على الأرض، بالإضافة الى أن الدعم الإيراني، خصوصا الدعم المعنوي والعسكري، يساهم في رسم صورة لدي الحوثيين أن باقي الأطراف الشرعية لن تستطيع إيقافهم عن السيطرة على اليمن".
وأضاف مكالوفيتش أن الحوثيين يبحثون عن أي طريقة لإثبات أنهم الأقوى، فالتقارير الاستخباراتية المتداولة حاليا تشير إلى تعاون وثيق بين الحوثيين وعدد من الجماعات الإرهابية لضرب أهداف في نفس التوقيت لجر الأطراف الشرعية إلى حرب استنزاف طويلة، بالإضافة إلى احتمال وجود صفقة بين الجماعات الإرهابية والحوثيين لتقسيم اليمن إذا ما نجحوا في حربهم على الشرعية، وهو أمر بعيد المنال نظرا للإدانات الدولية لجرائم الحرب الحوثية ضد المدنيين اليمنيين وإفشالهم مفاوضات الكويت عمدا بتعنتهم بمطالبات غير واقعية.
الدعم الإيراني
بدورها، تشير ريبيكا مالسن، أستاذة السياسة الدولية في كلية السياسة والعلاقات الدولية التابعة لجامعة ساسيكس في بريطانيا، إلى أن هناك 3 أسباب رئيسية لاستمرار الحوثيين في تعنتهم؛ الأول هو فرض الحوثيين أنفسهم كقوة سياسية وعسكرية لدفع الحكومة الشرعية اليمنية خارج السلطة والسيطرة على البلاد، والثاني هو رغبة الحوثيين في السيطرة الاقتصادية على الموارد اليمينة خصوصا حول النفط والموانئ المهمة في كل من البحر الأحمر والخليج العربي لضمان استمرار تمويل قوتهم العسكرية والسياسية المزعومة.
وأضافت مالسين أن السبب الثالث والرئيسي للتعنت الحوثي هو الدعم العيني واللوجستي والعسكري للمليشيات الحوثية، سواء كان بقوافل السلاح البحرية التي تعترضها القوات التابعة للتحالف العربي بشكل مستمر، أو بتهريب خبراء عسكريين إيرانيين لمساعدة الميليشيات الحوثية في إعادة تنظيم صفوفها بعد الهزائم المتلاحقة التي حققها التحالف العربي في اليمن.
وختمت أستاذة السياسة الدولية إجابتها بأن الوعود الإيرانية، بحسب عدد من التقارير الاستخباراتية التي نشرت على مواقع ستراتفور وانترناشونال انتيليجينس ليميتيد، حول الدعم المستمر هي أيضا عامل مهم أيضا يشجع الحوثيين على الاستمرار في تعنتهم وانتهاكاتهم ضد اليمينيين.
تعنت حوثي
كان عدد من المحللين الدوليين التابعين لمجموعة الأزمات الدولية قد أشاروا إلى أن الأمل في إنهاء الصراع اليمني يقع في يد الأطراف المتحاربة في اليمن، لكن تعنت الحوثيين في محادثات السلام وخرق اتفاقات وقف إطلاق النار والتعاون مع منظمات إرهابية لتحقيق مكاسب على الأرض يعد مؤشرا واضحا على عدم رغبة الحوثيين في تحقيق السلام في اليمن.
ونشر موقع المجموعة الدولية للأزمات تقريرا تحت عنوان "اليمن: هل السلام ممكن؟" والذي تضمن توصيات للأطراف المتحاربة في اليمن لتحقيق السلام، حيث أشار إلى أهمية عمل مشاورات فورية ورفيعة المستوى بين جميع الأطراف لحل الأزمة، ومطالبة مليشيات الحوثيين بوقف تصعيد الصراع فورا والسماح بدخول المواد الإنسانية والتوقف عن الاعتداءات على الأراضي السعودية، لإظهار النية في السلام قبل المفاوضات التي قادتها الأمم المتحدة.
لكن الحوثيين أظهروا عدم نيتهم في السلام خلال المفاوضات التي قادتها الأمم المتحدة في الكويت في الفترة من أبريل إلى يونيو والتي انتهت، طبقا للعديد من التقارير الإخبارية، باتفاق مبدئي تم خرقه من قبل الحوثيين بتشكيل مجلس رئاسي غير شرعي.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg
جزيرة ام اند امز