أغسطس اليمن.. صنعاء في متناول الجيش والحوثيون يتراجعون
شهر أغسطس/آب الجاري شهد عددًا من مستجدات الأحداث باليمن سواء من ناحية الوضع السياسي أو العسكري
تنوعت الأحداث في اليمن خلال شهر أغسطس/آب الجاري، سواء من ناحية الوضع السياسي أو العسكري، حيث شهدت أيام الشهر عددًا من مستجدات الأحداث.
ففي الوقت الذي رفض الحوثيين التوقيع على المبادرة الأممية للسلام مطلع الشهر الجاري، أصبح تراجع مليشيات الحوثي وحليفهم على عبد الله صالح على مستوى العديد من الجبهات السياسية والعسكرية أمرًا واضحًا، وهو ما انعكس في محاصرتهم في آخر معاقلهم بتعز وقرب تحرير صنعاء.
وشهد مطلع شهر أغسطس/آب الجاري اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة لوقف القتال وتسليم الحوثيين للسلاح ومليشياتهم، ووافق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على توقيع مشروع الاتفاق الذي تقدم به المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلا أن الحوثيين رفضوا التوقيع على الاتفاق، وأعلنوا عن إطلاق ما أسموه بـ"المجلس السياسي لإدارة شؤون الانقلاب".
إلا أن الحديث عن الوضع السياسي عاد من جديد بعد اجتماع للجنة الرباعية (السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا) في جدة قبل أيام، وسبقه اجتماع خليجي، أمريكي، بريطاني، بهدف الوصول لحل سلمي للأزمة اليمنية.
وخرج اجتماع الرباعية باقتراحات؛ أبرزها استئناف المفاوضات بين الحكومة الشرعية والانقلابيين بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو الأمر الذي رحبت به الحكومة اليمنية -المعترف بها دوليًّا- لإنهاء 18 شهرًا من القتال في اليمن، إلا أن الحوثيين لم يصدروا أي بيانات أو تعليقات حول ترحيبهم أو رفضهم للمبادرة، وهو ما يفسره مراقبون بأن الحوثيين يسعون إلى سياسة الأرض المحروقة، وتدمير البلاد تحت ضوء أخضر من إيران.
وفيما يسعى الحوثيون لفرض قانون وضع اليد على الأراضي اليمنية بقوة السلاح؛ ومع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية بمشاركة التحالف العربي على الأرض؛ إلا أن الحكومة الشرعية والدول العربية تسعى إلى الحل السياسي لإيقاف الدماء، ومنع الحوثيين من استغلال الشعب اليمني واستخدامهم كدروع بشرية في بعض مناطق الاشتباك، كما تسعى الدول العربية إلى الوقوف بجانب الشعب اليمني، وهو ما تمثل خلال الشهر الجاري في تكفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاج 1500 جريح ممن تأثروا جراء الحرب.
أما على الصعيد العسكري؛ فقد شهدت اليمن مواجهات على جبهات مختلفة بين القوات اليمنية بمشاركة التحالف العربي والحوثيين، فيما انحصر دور مليشيات الحوثي أمام هجمات القوى العربية التي تهدف لإعادة الشرعية للبلاد.
ففي العاصمة صنعاء وقبل يومين، قال رئيس هيئة الأركان اليمنية محمد علي المقدشي، إن العاصمة صنعاء "باتت في متناول اليد"، مشيرًا في كلمة أمام مقاتلي معسكر النصر التدريبي بمحافظة مأرب، إن "قوات الجيش والمقاومة يتقدمون باتجاه صنعاء التي باتت قريبة وفي متناول اليد".
فيما أكد المتحدث الرسمي لمحافظة صنعاء عبداللطيف المرهبي أن قوات الجيش الوطني وبمساندة قوات التحالف العربي تواصل التقدم نحو مواقع سيطرة المليشيات الانقلابية في اتجاهات متعددة بمديرية نهم (شرقي صنعاء)، وأن المعارك تدور وبشراسة، مؤكدًا أن المليشيات تتلقى خسائر في مواقعها ومقاتليها وعتادها العسكري.
ومع قرب نهاية الشهر، تواصل قوات التحالف العربي الجوية والبرية قصفها العنيف والمكثف على تجمعات ومواقع وآليات جماعة الحوثي وقوات صالح في محافظة صعده وحجة وعلى الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، حيث تكبدت المليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات فجر اليوم الإثنين ولليوم الثالث على التوالي، وخلال الـ"12" ساعة الماضية شنت القوات أكثر من 50 غارة على المعسكرات ومخابئ المليشيات ومخازن أسلحة بصعدة، بالتزامن مع تصدي القوات المشتركة لمحاولات تسلل جديدة في حدود نجران وعسير وقصف تجمعات وآليات للمليشيات.
وفي تعز، بات الحوثيون محاصرون في جنوب غرب المدينة الأكبر عددًا من حيث السكان، بعدما كانت مليشيات الحوثي تحاصرها في مارس/آذار الماضي.
وهو الوضع الذي حاولت جماعة الحوثي الخروج منه عبر إطلاق صواريخ مباشرة على السعودية، في محاولة منها لإثبات أنها تسيطر على الأرض، وهو ما قوبل برفض واستنكار دولي.
aXA6IDE4LjE5MS42Mi42OCA= جزيرة ام اند امز