تعد دولة الإمارات واحدة من أهم الدول التي باتت تهتم وتعمل على استحداث تطبيقات ريادية لمفاهيم التميز المؤسسي على مستوى العالم
هناك العديد من التحديات والعوائق التي تواجهها المؤسسات في جميع أنحاء العالم، ولكن بالإمكان معالجة تلك العوائق لتحقيق الأهداف ورؤى تلك المؤسسات، من خلال استخدام إستراتيجيات مبتكرة وخطط لجني نتائج مثمرة والحصول على ميزة تنافسية، والتي تمكن المؤسسات من مواكبة الأفكار الإبداعية الحديثة والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أهم الدول التي باتت تهتم وتعمل على استحداث تطبيقات ريادية لمفاهيم التميز المؤسسي على مستوى العالم، إذ تأتي هذه الخطوة كنظرة ثاقبة لحكومة دولة الإمارات لتحقيق رؤيتها 2021، وسعيها للريادة في هذا المجال، وهنا نستذكر المقولة المشهورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (نحن لا ننتظر الأحداث بل نحن من يصنعها).
ومن الجدير بالذكر أن مؤسساتنا المحلية والاتحادية استفادت من أفضل الممارسات العالمية المتبعة بهذا المجال لبناء ثقافة التميز ووضع حجر الأساس للعديد من الأنظمة المتبعة كالنظام الأوروبي للجودة كأحد أنجع الأنظمة، التي استحدثت في عام في 1991 ببلجيكا، وتتكون من تسع معايير، كما أنها باتت تستخدم في العديد من برامج التميز الحكومي على مستوى الدولة كبرنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي، وبرنامج أبوظبي للأداء الحكومي المتميز، وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وجائزة دبي للجودة، لتدعيم وتحقيق الأهداف الإستراتيجية قصيرة وبعيدة المدى، وكذلك تحقيق التنافسية.
ونتيجة لذلك فقد حققت دولة الإمارات العديد من الإنجازات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ الحصول على المركز الأول إقليميا في التنافسية العالمية لريادة الأعمال 2016، كما تصدرت أيضا في مؤشر السعادة عربيا وخليجيا بين الدول الأكثر سعادة في 2016، كما حلت دولة الإمارات في المركز السادس عالميا في مؤشر خدمات الحكومة الإلكترونية في 2012.
ولأن الطموح لا حدود له نستذكر هنا أيضًا المقولة الذهبية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (الابتكار في الحكومات ليس ترفا فكريا أو تحسينا إداريا أو شيئا دعائيا: الابتكار في الحكومات هو سر بقائها وتجددها، وهو سر نهضة شعوبها وتقدم دولها)، ولهذا فقد آن الأوان لتبادر دولة الإمارات باستحداث نموذجها الريادي في التميز المؤسسي، الذي أطلق عليه الجيل الرابع، لتحقيق الرفاهية والسعادة وتخطي توقعات المجتمع لتحقيق متطلباته في الحصول على خدمات حكومية بمستوى سبع نجوم، وبأعلى درجات الكفاءة والفعالية ودعم التوجهات الحكومية في مجال الابتكار.
علاوة على هذا فلم تعد برامج التميز الحالية تفي بالغرض للوصول إلى الريادة وتحقيقها، لذا فقد تم استحداث الجيل الرابع، الذي يرتكز على مفاهيم الريادة كالابتكار والتطوير المستمر واستشراف المستقبل، وتتربع الريادة على أهم أسباب النمو والنجاح وتحقيق الربحية بناء على أحدث التجارب العلمية الحديثة.
ومن هنا انطلقت الرؤى الريادية بدولة الإمارات عندما عقدت العزم على بناء أول قمر اصطناعي عالمي (خليفة سات) على أيدي مواطنيها، التي تعتبر كانطلاقة لمرحلة جديدة لدخول الوطن العربي عصر التصنيع الفضائي والمنافسة في مجال علوم الفضاء، وهي بحد ذاتها رسالة لكل العرب بأن لحاقنا بعصر الفضاء ليس بعيدًا ولا مستحيلًا، وأن دولتنا ستكون رائدة في هذا المجال.
من جانب آخر، يأتي مشروع "مسبار الأمل"، والمزمع وصوله إلى المريخ بحلول 2021 كأحد أهم الأهداف الإستراتيجية لدولة الإمارات، والتي اعتبرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رسالة للعالم وإننا أهل حضارة، وكما كان لنا دور سابق في المعرفة الإنسانية سيكون لنا دور لاحق أيضًا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة