بعد سنة من أزمة النفايات تعود النفايات...
بعد سنة من أزمة النفايات تعود النفايات...
لن أتكلم في السياسة او في الحلول للأزمة، وهي حلول موجودة ومؤكدة وصحية وعديدة، ولكهنا مرفوضة من مافيات السياسة في لبنان لأن مصالحها أهم من الصحة والبيئة والإنسان!
نعم، نحن نعيش في حكم النفايات، في حكم الاهمال، في حكم المتاجرة بأرواحنا!
اليوم مشهد النفايات من جديد على الطرق وقرب المستشفيات وقرب المطاعم والمعامل، مرفوض ومثير للاشمئزاز، ولا يقبل به أي مواطن يعتبر نفسه ذا كرامة.
روائح النفايات التي بدأت تعود فيتنشقها أولادنا وشبابنا وكل من يمر في لبنان أمر مرفوض كليا من اي إنسان يحب أولاده ويهتم بسلامتهم.
ومع أنه يجري تداول بوادر حل سريع لأزمة النفايات، فإن الحل مطلوب اليوم قبل الغد. من غير المسموح أن يعيش اللبنانيون الكابوس من جديد، وهو كابوس العيش بين النفايات، فالمطلوب حل صحي بيئي وجذري في أسرع وقت ممكن.
ولا يفهم المواطن لماذا في كل مرة ننتظر تمدد النفايات وزحفها الى الشارع ومن بعدها يتسابقون لإيجاد الحلول، كما ينتظرون في كل مرة حلول موعد الانتخابات النيابية كي يتنافسوا على طرح قانون جديد. فلماذا يتحركون بعد وقوع المصيبة ولا يستبقون حصولها بالحلول المتوافرة والإلزامية إذا كانوا يدركون معنى تحمل المسؤولية الوطنية؟
أتت الحكومة بمشاريع كمشروع السلام الغذائي وإجراء الانتخابات البلدية وطروحات مختلفة، وكل ذلك سقط عندما عادت البلاد تغرق في النفايات وذهبت جهود كل الوزراء من دون جدوى، لانه لن يسجل عليهم الا انهم يشاركون في فشل حكومة، حكومة النفايات.
اليوم إذا عادت النفايات امام منازلنا، المطلوب استقالة كل الحكومة فوراً لأن اللبنانيين ما عادوا يتحملون أن يكونوا ضحايا نزاعات سياسية يجب ألا تمتد الى هذا الحد من الاستلشاق والاستهتار!
المطلوب أن نفهم ان من سرق الرئاسة الاولى من دون تردد ومن مدد لمجلس نيابي غير شرعي مرتين، ومن عطل الحكومة، ومن سلبنا الديموقراطية والدستور، يعود مرة ثانية بكل وقاحة بعد كل ما حصل ويقذفنا بالنفايات دون تردد! على أبواب انتخابات نيابية لماذا؟ هل لانه يعلم اننا لا نحاسب حتى النهاية؟ هل لأنه يعلم أننا بتنا نتقبل الفشل والفراغ والروائح الكريهة في الفساد وفي الطرق، ولاننا مهما فعلوا نبرر لهم ونفهمهم ونقتنع بأنهم يحمون طوائفهم التي نتبعها ويحرسون حقوقنا؟ فأي حقوق يحرسون اذا كان حقنا في العيش من دون نفايات غير محترم؟
طفح الكيل من الفشل والوقاحة والفساد ...
حان وقت التغيير من دون هوادة ومن دون رحمة.
نقلا عن / النهار
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة