وفي الواقع، كل هذه الخطوات غير مستغربة على دولة ظلت تمارس الإرهاب وتنتهك القانون الدولي
قبل أن تنتهي تداعيات الأزمة التي اختلقها النظام الإيراني بمهاجمة السفارة السعودية في طهران والقنصلية، والتي أثارت موجة غضب عارمة في المنطقة، وأدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتضامن عدة دول عربية وإسلامية مع المملكة بقطع علاقاتها مع إيران، ها هي الحكومة الإيرانية تفتعل زوبعة جديدة مع المملكة بتسمية أحد شوارع العاصمة طهران باسم مدان بالإرهاب حكمت عليه محكمة بالإعدام بعد سنوات من التقاضي عبر مراحله المختلفة، واختارت أن يكون هذا الشارع على مقربة من السفارة السعودية في طهران.
وإيران التي تعد ثاني دولة في العالم من حيث تنفيذ أحكام الإعدام في العالم - حيث بلغت أحكام الإعدام فيها وفقاً لإحصائيات مؤكدة 753 حالة للعام المنصرم- جعلت من إعدام داعية، كل خطبه المحفوظة على الشبكة العنكبوتية عبارة عن زمجرة فارغة وتحريض على العنف والقتل والإرهاب قضية، وسلطت عناصر«الباسيج» لاقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد والعبث بمحتوياتهما، ورفضت التوقيع على محضر الحج رغم كل التسهيلات التي قدمتها المملكة، وإمعاناً في التصعيد أعلن مصدر قضائي إيراني أن السلطات في بلاده لم تحاكم مقتحمي السفارة والقنصلية.
وفي الواقع، كل هذه الخطوات غير مستغربة على دولة ظلت تمارس الإرهاب وتنتهك القانون الدولي، وتعتدي على السفارات والمقار الدبلوماسية الأجنبية، حيث بلغت جملة اعتداءاتها الموثقة 19 اعتداء، ولعل آخرها كان احتجاز السفير الياباني في إبريل/نيسان الماضي في حفل خاص وتعرض سيارته الدبلوماسية إلى تفتيش مهين.
لقد جعل النظام الإيراني ومنذ قيام ثورة الملالي في 1979 أحد أهم أهدافه تصدير توجهاته وأيديولوجيته الطائفية إلى دول المنطقة، ومنذ ذلك التاريخ لا تتورع إيران عن التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها، فكان تدخلها الفج في الشؤون الداخلية للبحرين، ومحاولاتها إثارة الفتنة الطائفية ودعم المخربين بالمال والسلاح للقيام بتفجيرات واغتيالات في أوساط رجال الشرطة، وفي الكويت، ظلت تعمل على تهريب الأسلحة والمتفجرات وزرع شبكات التجسس، ومازالت ترفض التحكيم الدولي في قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها، هذا علاوة على تدخلها السافر في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وممارستها البلطجة والقرصنة البحرية في الخليج العربي، حيث حذر البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي من خطورة تحركات زوارقها، خاصة بعد اقترابها بطريقة عدوانية واستفزازية من مدمرة أمريكية.
لقد آن الأوان، لكي يقف المجتمع الدولي وقفة جادة ضد العبث الإيراني الذي تجاوز خطره حدود المنطقة، إلى إفريقيا ودول أمريكا الجنوبية، والعمل سوياً لكبح هذه التدخلات التي تتنافى والمواثيق الأممية في احترام سيادة الدول وسياسات حسن الجوار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة