خبير لـ"العين": تركيا رفضت "الهدنة" رغبة في التوسع بالداخل السوري
رجائي فايد قال إن الرفض التركي للهدنة التي عرضتها واشنطن؛ لرغبة تركيا في التوسع بالمنطقة العازلة داخل سوريا
أعلنت واشنطن موافقة كل من تركيا والقوات الكردية على هدنة في شمال سوريا، حيث تدور معارك عنيفة منذ أسبوع، لكن تركيا سارعت برفض تلك الهدنة، ووصفت الإعلان الأمريكي بـ"غير المقبول"، كما طالبت الإدارة الأمريكية بالإيفاء بتعهداتها بانسحاب قوات حماية الشعب الكردي إلى شرق الفرات.
وأرجع الدكتور رجائي فايد، رئيس المركز المصري للدراسات الكردية، إن الرفض التركي للهدنة التي عرضتها واشنطن، والذي جاء على لسان رئيس الوزراء بن علي يلدريم، ووزير الشؤون الأوروبية عمر شيليك، لرغبة تركيا في التوسع بالمنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن هذا الهدف "سعت إليه تركيا منذ سنوات طويلة".
وأضاف فايد في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، أن وصف شيليك للأكراد بأنهم "منظمات إرهابية"، لم يأتِ في محله؛ حيث إن قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب تتبع سيادة دولة أخرى وليس تركيا، على الرغم من تفاوض النظام التركي في فترات سابقة مع حزب العمال الكردستاني الذي لم يصف أكراد تركيا بـ"الإرهابيين".
وتابع أن الرفض التركي يُعَد محاولة من الرئيس رجب طيب أردوغان لإثبات أن الأحداث الأخيرة المتعلقة بمحاولة الانقلاب العسكري الذي نفذته عناصر من الجيش التركي لم يؤثر على قوة وأداء الجيش وأنه لا يزال على وضعه السابق.
وأكد أن الهدنة كانت في مصلحة تركيا، ولكن الوضع اختلف الآن، حيث إن جيش أنقرة سيتوسع داخل الأراضي السورية وبلدة جرابلس الحدودية ستكون مجرد بداية لهذا التوسع بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ولكن في حقيقة الأمر أن تركيا تسعى لإجهاض أي كيان كردي يقام في الشمال السوري على غرار العراق.
وأوضح أن عدم الاتفاق على هدنة بين الأكراد وتركيا سيخلف أحداثًا دموية في الداخل التركي، ما سيجعل حزب العمال الكردستاني ينفذ عمليات نوعية ضد وحدات عسكرية أو أهداف استراتيجية أو مؤسسات مثلما نفذت قوات الكريلا منذ يومين هجومًا على مطار ديار بكر العسكري.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن بلاده ستواصل الحرب ضد كل الجماعات التي وصفها بالإرهابية في إطار حكم القانون، وأن الجيش التركي يزداد قوة وفاعلية مع القضاء على من وصفهم بـ "الخونة" بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وكانت أنقرة قد أعلنت في وقت سابق يوم الأربعاء رفضها لأي اتفاق هدنة مع المقاتلين الأكراد، ودفع الجيش التركي بـ10 دبابات إضافية إلى الداخل السوري.
وقال الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جيليك، لوكالة الأناضول الحكومية، "لا نقبل في أي ظرف تسوية أو وقفًا لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية".
aXA6IDMuMTIuMzQuMTUwIA== جزيرة ام اند امز