التوازن بين الأفكار والمشاعر.. وسيلة للتخلص من الضغط النفسي
يتعرض الكثيرون لضغط نفسي أثناء فترات العمل، وتقدم "سوزان ديفيد" الطبيبة النفسية حلولا لمواجهة هذا.
يتعرض الكثير منّا لمواقف يومية وضغط نفسي أثناء فترات العمل، وفي الوقت نفسه نبحث عن النصيحة للتخلص من هذا التوتر اليومي وما ينتج عنه من آلام نفسية وجسمانية.
ويعتبر البعض أن الفرصة الأولى للنجاة من هذه المواقف بالتوجه لصاحب العمل وطرح سؤال واضح عن مواعيد تسليم المهام، أو التعامل مع الانتقادات الموجهة بحكمة دون تحليلها بأنها انتقادات شخصية، بل النظر لها من الناحية العملية وارتباطها بالوظيفة.
وفي الوقت نفسه يراعي الأطباء النفسيون افتقاد بعض الأشخاص للحلول السابقة في التعامل مع الأوقات الصعبة والضغوط اليومية أثناء تأدية مهام الوظيفية.
وتقول سوزان ديفيد "الطبيبة النفسية بجامعة هارفارد" في كتابها "حركة المشاعر العاطفية" إن الجميع لا يستطيع إعادة ثقته بنفسه أثناء هذه المواقف، ولا يتوقف عن لوم نفسه والآخرين مع تكرار طلب الاستشارة من الأسرة والأصدقاء أغلب الأوقات.
وأوضحت أن هناك ارتباطا لدى البعض في صعوبة الفصل بين المشاعر والأفكار، والتعرض لضغوط مستمرة والشعور بقلة الحيلة وصعوبة التصرف لمواجهة الانتقادات من المدير أو من أصدقاء العمل.
ووجدت ديفيد بعض الأدوات لمواجهة هذه المواقف وتعتمد في هذه الحلول على ترك مسافة مناسبة بين المشاعر والأفكار والمعتقدات الشخصية التي كونها الشخص عن رؤساء العمل.
الخطوة الأولى: أثناء الموقف فكر في الشخص المناسب الذي تكن له كل احترام، وتفضل أن يصبح زميلك أو رئيسك في العمل، اذهب له بطلب النصيحة.
الخطوة الثانية: إذا كان هؤلاء الأصدقاء في نفس موقفك، تعامل معهم بنفس المنطق وقدم النصيحة المطلوبة.
وقدمت ديفيد نصيحة بضرورة اتباع تمرين يومي لخلق مسافة متساوية بين معتقداتك والظروف المحيطة بك بشكلي يومي، لتنظيم أفكارك والمهام الواجب إنجازها في العمل. خاصة وأن عبارة "أنا مهتم" تترجم بشكلًا فوريًا في التفكير وتعني أن تفكيرك ومشاعرك في نفس الاتجاه.
بينما عندما تردد عبارة "ماذا يجب أن أفعله اليوم وفي هذا الموقف" توحي بالكثير من التوتر والضغط النفسي اليومي لما يتبعه من نصائح بضرورة تكوين أصدقاء جدد والإنصات بجدية عند توجيه النصائح. ولكن تؤكد الطبية النفسية ضرورة النظر للمشكلة بمنظور آخر بعيدًا عن معتقداتك الشخصية والمشاعر التي تكونت مسبقًا عن الأشخاص والأماكن.
ووفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية فإن أفكار ديفيد تتركز حول قدرة الأشخاص للتحكم في الأفكار والمشاعر دون محاكمة الآخرين.