السمنة تدفع الأردنيين إلى مركز عالمي.. وتصيب ربع الطلاب
سبب رئيسي للوفاة ومن شأنها زيادة الإصابة بالسكري وأمراض الغدد المزمنة بين صغار السن، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض العيون والفشل الكلوي.
لم تعد المرأة وحدها تخاف من السمنة حفاظاً على صحتها ومظهرها، فقد بات الرجل يشاركها في هذا الاهتمام، وبعض الدراسات التي تؤكد أن السمنة من الأسباب الرئيسية للوفاة، انطلق كل منهما لمتابعة صحة جسده وعمل كل ما يلزم للوصول إلى الحد الآمن.
لا يستطيع أحمد طيراوي أن يحرم نفسه من رياضة المشي بعدما تعلق بها، وأصبحت جزءا مهما من يومه، ويقول: "بعد الزواج أصبح وزني يزداد يوماً بعد يوم إلى أن وصلت إلى لحظة لم تعد ملابسي القديمة تناسبني، في تلك اللحظة وقفت أمام المرآة وأخبرت نفسي أن هذا الوزن الزائد الذي تراكم لديّ يجب أن يذهب، فالمظهر بالنسبة لي مهم كوني أعمل مضيف طيران أرضي، وزملائي انتقدوا شكلي الجديد".
قرر أحمد أن يمشي كل يوم لمدة ساعة لتذوب تلك الدهون، وبعد أن رجع لوزنه الطبيعي تعلق في رياضة المشي، يتابع أحمد: "أمشي دوما بعد صلاة الفجر، فالشوارع تكون هادئة ولا يوجد ضجيج للسيارات، وبعد هذه الساعة أعود للمنزل وأنطلق لعملي، في بداية ممارستي لرياضة المشي كنت أشعر بالتعب الشديد، وصعوبة التنفس وعضلاتي مرهقة، ومع الأيام تحسن الحال كثيراً، والآن عادت لي الثقة؛ فمظهري تحسن، وجسدي أصبح بعيداً عن السمنة".
ومع ذلك، لا يبدو أن الكثير من الأردنيين يفعلون ما يفعله أحمد، فقد باتت السمنة من الأمراض التي تضرب الأردن حتى احتلت مركزا عالميا فيها.
وكان تقرير، صادر عن المعهد الدولي لبحوث سياسات التغذية في واشنطن، أشار إلى احتلال النساء الأردنيات المرتبة 12 على مستوى العالم والسابعة عربيا من حيث السمنة. ووفقا للتقرير تعاني نحو 39% من الأردنيات زيادة في الوزن والسمنة، وهي نسبة تعد ضمن أعلى النسب عالميا.
أما الرجال الأردنيون فحلوا في المرتبة الثالثة من حيث الأكثر نحافة من العرب وأقلهم نسبة للسمنة بعد رجال تونس والجزائر الأكثر رشاقة.
وتبين طبيبة الجراحة هبة حواشين، من مستشفى الجامعة الأردنية، أن مشكلة السمنة تعتبر مشكلة العصر، حيث تعتبر خامس مسبب للوفاة في العالم، فبلغ عدد الوفيات الناتجة عن مرض السمنة 3.4 مليون حالة وفاة بالعالم عام 2013.
وأوضحت أن السمنة تؤدي إلى أمراض مزمنة لا يمكن تجاهلها مثل النوع الثاني من السكري، وأمراض القلب وتصلب الشرايين، بعض أنواع السرطان، والاضطرابات الايضية والتنفسية والهضمية، وبعض أمراض العظام والأمراض التنفسية والاجتماعية، واضطرابات النوم والوفاة المبكرة.
وتقول حواشين: "يعاني الشعب الأردني من السمنة بشكل واضح عند الرجال والنساء بسبب العادات الغذائية الخاطئة، وعدم ممارسة الرياضة، حيث بينت آخر الدراسات أن نسبة المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن في الأردن بين الذكور الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً بلغت 24 بالمائة، بينما الإناث 25 بالمائة، وبلغت نسبة المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 20 عاماً بين الذكور حوالي 71.6 بالمائة والإناث 75.6 بالمائة".
وتنبه حواشين أن السمنة أيضا تصيب الأطفال وتعرضهم لأمراض خطيرة، مشيرة إلى دراسة لمركز السكري بالأردن تبين أن نحو 25% من طلاب المدارس مصابون بالسمنة المفرطة، التي من شأنها زيادة نسبة الإصابة بالسكري وأمراض الغدد المزمنة بين صغار السن، كما أنها قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الفشل الكلوي والعيون عند هذه الفئة العمرية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز