مبادرات إبداعية تكسر جدار الصمت حول قضايا اجتماعية مثيرة للجدل بغزة

أبرزها العنف الأسري، وإدمان المخدرات، والزواج المبكر، وغياب الشباب في مراكز صنع القرار، والتمييز على أساس النوع، والصحة الإنجابية.
نجح مجموعة من الشبان والفتيات الفلسطينيين في المزاوجة بين الفن والإعلام، لتسليط الضوء على قضايا اجتماعية جدلية، من خلال أعمال إبداعية؛ بهدف إحراز تغيير إيجابي لصالح مجتمعهم، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
واستثمر الشبان دعمًا من جمعية مختصة في رعاية المرأة والطفولة، ليطرقوا جدار الصمت حول قضايا تتعلق بالتمييز بين الذكور والإناث، والعنف ضد المرأة والأطفال، عبر أعمال إبداعية عرضت خلال الأيام الثقافية والفنية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي ترعاها جمعية الثقافة والفكر الحر.
الشبان المبادرون نجحوا بمساعدة فنانين تشكيليين ومسرحيين وإعلاميين بمخاطبة مشاعر وعقول مختلف فئات المجتمع تجاه قضية الزواج المبكر من خلال فيلم "لسه صغيرة"، والعنف الموجَّه ضد الأبناء من خلال العرض المسرحي "لفت نظر"، وظاهرة التمييز بين الإناث والذكور من خلال معرض فني "نصف القمر" وستاند آب كوميدي.
وأوضحت مدير عام جمعية الثقافة، مريم زقوت، أن هذه الإنتاجات المميزة والأفكار المبدعة جاءت في سياق مشروع شباب ونساء ضد العنف كنتاج لجهد استمر ثلاث سنوات من التدريب والتمكين.
وأكدت أن الشباب قادر على صناعة التغيير في حال أعطيت لهم المساحة الكافية، مع تدريبهم وتمكينهم من الأدوات والمهارات المناسبة.
وتفاعل الجمهور مع مبادرات الشباب والفتيات التي عرضت في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بغزة تحت عنوان "مبادرات على طريق التغيير"، وتنوعت ما بين عرض مسرحي وفيلم قصير وستاند آب كوميدي ومعرض فني.
ويؤكد المخرج رأفت السالمي أن المبادرات نجحت في مخاطبة العقول والقلوب بعيدا عن التكلف والمباشرة التي قد لا تحدث نفس التأثير. وقال: "الوسائل التي اتبعها المبادرون كانت فعالة ولامست القلوب وخاطبت العقول بشكل مؤثر وذكي".
وعن هذه التجربة، تروي الشابة الفلسطينية، وفاء القطاع، مبينة أنها واحدة من حوالي 24 من الشبان الناشطين المجتمعيين، عملوا في مجموعات موزعة جغرافيا لرصد وتوثيق انتهاكات الأمن الإنساني في المجتمع المحلي، من خلال جمع قصص تعرض أصحابها لأحد الانتهاكات سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو البيئي والصحي وحتى الشخصي، ومن ثم جرى تصميم وتنفيذ مجموعة من المبادرات التي هدفت إلى تعزيز الأمن الإنساني في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن المشروع أعطاهم الفرصة للتعرف بشكل أعمق على قضايا المجتمع، وإدراك نقاط القوة والضعف فيها، مضيفة أنهم استثمروا نقاط القوة الكثيرة، وقاموا بالبناء والعمل عليها وتعزيزها لإحداث التغير الإيجابي المنشود.
وأوضحت أنهم سعوا إلى تعزيز روح المشاركة المجتمعية لدى الأهالي في المناطق المستهدفة، وشعروا بالأمل في ظل الاستجابة من عدد كبير من صناع القرار ورجال الدين في اتخاذ خطوة إيجابية نحو التغيير.
وتبين ميسون الفقعاوي، منسقة مشروع شباب ونساء ضد العنف، أن الشبان المبادرين اختاروا عدة مبادرات تسلط الضوء على عدد من القضايا التي تعتبر الأكثر خطورة وحساسية في مجتمعاتهم المحلية، بحسب وجهة نظرهم، منها المتعلق بالعنف الأسري، وإدمان المخدرات، والزواج المبكر، وغياب دور الشباب في مراكز صنع القرار، والتمييز المبني على النوع الاجتماعي، والصحة الإنجابية لذوي الإعاقة السمعية.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات الأيام الثقافية والفنية خلال الأيام القادمة، يعرض خلالها مبادرات نوعية منوعة، منها فيلم "قيادات شابة"، وعرض مسرح حكواتي حول الزواج المبكر، وفيلم عن ظاهرة الإدمان، إضافة لمعرض نصف القمر وحلقة ستاند آب كوميدي حول التمييز .
ويشعر القائمون على المشروع بالرضى، لأن المنتجات الفنية والإعلامية جسّدت بإبداع وبرمزية عالية المضمون، خطورة بعض الظواهر الموجودة في المجتمع الفلسطيني المسكوت عنها، نحو إحداث التغير الإيجابي المطلوب.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI4IA== جزيرة ام اند امز