محمد بن زايد يختتم زيارته للصين
ولي عهد أبوظبي كان في زيارة للصين استمرت ثلاثة أيام وقّع خلالها البلدان مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات.
اختتم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية.
كان ولي عهد أبوظبي قد قام اليوم بزيارة عدد من المؤسسات الاقتصادية في قطاعي المال والصناعة في مدينة شنغهاي في إطار زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية. واستهل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارته اليوم لمدينة شنغهاي بزيارة سوق شنغهاي المالية.
واستمع محمد بن زايد من المسؤولين في سوق شنغهاي المالية إلى شرح عن مراحل تاريخ إنشاء السوق الذي تعود بداياته إلى عام 1891 حيث زادت نسبت تداول أسهم المعادن، مما أدى إلى تأسيس "رابطة مساهمين شنغهاي" وهي أول سوق مالية في الصين وقد أُعيد تشييدها وافتتاحها بتصميمها الحالي عام 1990.
وشاهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مكونات قاعة التداول الرئيسية وما زُوِّدت به من شاشات عرض وأجهزة إلكترونية خاصة تسهّل على المتعاملين تداولهم في أسهم السوق.
واطّلع على المتحف الخاص بالسوق المالية وتاريخ نشأتها ومراحل تطورها وما ضمته من وثائق وسندات كانت متداوَلة في بدايات إنشاء السوق وأهم الشركات التاريخية التي أسهمت فيها، حيث أشار المسؤولون عن السوق المالية إلى الشركات المسجلة في السوق حاليا والتي تتنوع بين الشركات العملاقة في السلع الأساسية وشركات التكنولوجيا المتطورة والتقنيات المتقدمة وما تقوم به السوق من تجارة الأوراق والسندات المالية والصناديق الاستثمارية والمنتجات التجارية.
وسجل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمة في سجل الشرف قال فيها: "يسعدني أن أزور سوق الأوراق المالية في مدينة شنغهاي، أحد الرموز الاقتصادية والمالية في الصين والاطلاع على تاريخها وأعمالها ودورها في رفد الاقتصاد الصيني وتعزيز مكانته على الخارطة العالمية ".
كما قام الشيخ محمد بن زايد، بزيارة المؤسسة الصينية للطائرات التجارية "كوماك"، واستمع إلى شرح من المسؤولين الصينيين حول المؤسسة التي تأسست في شنغهاي عام 2008 وأعمالها في مجال تصنيع الطائرات المدنية وما تضمه من مجموعة شركات ومعاهد ومختبرات متخصصة في البحوث والتطوير وتصميم الطائرات والإنتاج والتصنيع والخدمات.
وذكر القائمون على الشركة أن أول إنتاج لطائرة ركاب كبيرة من طراز "C919" في خط التجميع النهائي في شركة "كوماك" كان خلال شهر نوفمبر 2015 وهي تتسع لـ158 راكبًا، حيث يبلغ مدى الطيران 4000 كيلومتر، وستبدأ تجربة إقلاع الطائرة "C919" في رحلتها الأولى في السنة المقبلة وتتبعها الرحلات التجريبية لها لنحو ثلاث سنوات قبل التشغيل للغرض التجاري.
وتعرف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على نوعية المراكز الفرعية التي تتبع مؤسسة "كوماك" وأهم أعمالها وأنشطتها وهي مراكز التجميع والطيران التجريبي والبحوث المتطورة والقدرات الأساسية.
بعدها زار سموه مختبر الإلكترونيات والتقنيات المتقدمة ومختبر مقصورة الطائرة واطلع على مشبهات الطيران وأجهزة المحاكاة، متعرفًا على مكوناتها والتقنيات المستخدمة فيها.
وشاهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فيلمًا يروي لمحات من مراحل تصميم الطائرة وسير أعمال إنتاجها والخطط التطويرية للمؤسسة.
واختتم ولي عهد أبوظبي زيارته لمدينة شنغهاي بلقاء يانغ غيونغ، عمدة المدينة.
وتم خلال اللقاء بحث علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين وسبل تعزيزها وتنميتها بما يحقق مصالح الطرفين وتبادل الآراء والأفكار التي من شأنها أن تعزز فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بهدف إقامة الشراكات والمشاريع التنموية والاقتصادية التي تخدم البلدين.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن سعادته بزيارة مدينة شنغهاي في إطار زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية، مثمنًا الإنجازات والخطوات الجبارة التي حققتها شنغهاي في مسيرة التطور والتحديث، موجهًا الشكر إلى عمدة شنغهاي على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد عمق علاقات الصداقة التاريخية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية واستمرار تطورها عامًا بعد عام بما يجسّد حرص قيادتي البلدين على جعلها نموذجًا يحتذى به في علاقات الدول القائمة على أسس الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة.
وقال: "كانت زيارتنا لبكين مميزة، ونحن في دولة الإمارات وخلال المرحلة المقبلة لدينا اهتمام كبير بتعزيز وتطوير وتنمية التعاون بين البلدين خصوصا في المجالات الاقتصادية". مشيرا إلى أن "العلاقة بين الصين والمنطقة العربية علاقة قديمة ومتميزة وسنعمل معًا على إحياء تلك العلاقة التاريخية وتعزيزها لما فيه خير ومصلحة مستقبل بلدينا".
وأعرب ولي عهد أبوظبي عن تطلعه إلى أن تشهد علاقات البلدين تحولا كبيرا خلال الفترة القادمة وأن تلعب شنغهاي دورا كبيرا ومحوريا في تعزيز تلك العلاقة.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتطورات التي يشهدها قطاع الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في شنغهاي خصوصًا في قطاع الطيران والنقل الجوي. ونوه سموه بأن البلدين يمتلكان شركات طيران وطنية وأسطولًا من الناقلات الحديثة تتمتع بكفاءة عالية من الخدمات يمكن الاستفادة منها لتطوير التبادل التجاري وزيادة معدلات السائحين والزوار في كلا البلدين.
من جانيه رحب عمدة شنغهاي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، معربًا عن حرص قيادة جمهورية الصين الشعبية على توطيد أواصر الصداقة والتعاون مع دولة الإمارات قيادةً وحكومةً وشعبًا، مؤكدا أن زيارته الأخيرة لأبوظبي خلال مايو الماضي أثمرت عن نتائج طيبة وفتحت آفاقًا جديدة للتعاون والشراكة الاستثمارية والتجارية والثقافية والسياحية.
وقال: "تابعتُ نتائج زيارتكم لبكين ولقائكم مع الرئيس الصيني ونائبه إضافة إلى زيارة سور الصين العظيم"، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة بقوة في الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين وتعزيز روابط التعاون والعمل الثنائي بما يحقق الرؤية والمصالح المشتركه لكلا البلدين الصديقين.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4yMjQg جزيرة ام اند امز