روسيا تبني أسرابا من المسيّرات بأيدي رجال كيم.. 25 ألف عامل

ذكرت تقارير دبلوماسية غربية وروسية أن موسكو تستعد لاستقبال نحو 25 ألف عامل صناعي من كوريا الشمالية.
وبحسب تقرير لمجلة "مليتري ووتش" ستسهم هذه الأيدي العاملة في تعزيز خطوط إنتاج الطائرات المسيرة العسكرية بمصنع "شاهد" الواقع في المنطقة الاقتصادية الخاصة "ألابوغا" بتتارستان.
وتمثل هذه الخطوة أهمية استراتيجية متعددة الأبعاد لكوريا الشمالية، التي تمتلك قوة عاملة صناعية عالية المهارة من الناحية التعليمية والفنية. فبالإضافة إلى الحصول على تحويلات مالية مهمة لاقتصادها، ستتيح الفرصة لاكتساب خبرات تقنية متقدمة من خطوط الإنتاج الروسية، وتعزيز قدرات حليفها العسكري في مواجهة خصوم مشتركين في الغرب.
وقد شهدت روسيا منذ منتصف 2022 قفزة غير مسبوقة في إنتاج الطائرات المسيرة الهجومية ذات الاستخدام الواحد، خاصة بعد حصولها على ترخيص تصنيع طائرات "شاهد-136" الإيرانية.
وكانت مجلة الإيكونوميست قد كشفت عن تضاعف الإنتاج أكثر من عشر مرات، من 300 شهرياً إلى أكثر من 100 طائرة يومياً، مع توقعات بالوصول إلى 500 طائرة يومياً قريباً.
هذا التوسع يأتي ضمن نهضة أوسع في الصناعات الدفاعية الروسية التي زادت إنتاجيتها بأضعاف ما كانت عليه قبل عام 2022، حيث ارتفع إنتاج الصواريخ الباليستية "إسكندر-إم" وصواريخ كروز "كيه إتش-101" بشكل كبير، كما تضاعف إنتاج مقاتلات "سو-34" وازداد إنتاج دبابات "تي-90إم" ثلاثة أضعاف.
وتحظى الخبرات الكورية الشمالية أهمية خاصة في هذا السياق، نظراً لتراجع مستوى التعليم الفني في روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، بينما حافظت بيونغ يانغ على معاييرها التقنية. ويتوقع أن يمتد دور الخبراء الكوريين الشماليين إلى مجالات أوسع في قطاع الدفاع الروسي تتجاوز خطوط إنتاج الطائرات المسيرة.
يواكب هذا التقرير إعلاناً من الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو عن نية الجيش الشعبي الكوري إرسال 1000 خبير لإزالة الألغام و5000 مهندس عسكري لدعم إعادة إعمار منطقة كورسك بعد تحريرها من القوات الأوكرانية في أبريل/ نيسان الماضي.
وقد كثّف شويغو زياراته الأخيرة إلى بيونغ يانغ لمتابعة تنفيذ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، في إطار تزايد الأهمية الاستراتيجية لكوريا الشمالية في حسابات الأمن القومي الروسي.
وتبرز بيونغ يانغ حالياً كأكبر مورد أجنبي للأسلحة للجيش الروسي، حيث تحظى هذه المعدات بالتقدير ليس فقط لقدراتها التقنية المتقدمة، بل أيضاً للكميات الضخمة المتاحة منها، والتي تفوق أحياناً ما تنتجه روسيا ذات الاقتصاد الأكبر.
كما يشكل نشر القوات الكورية الشمالية في منطقة كورسك سابقة تاريخية، إذ يشارك الجيش الشعبي الكوري للمرة الأولى في عمليات عسكرية أوروبية، حيث لعب دوراً محورياً في صد الهجوم الأوكراني المدعوم من مقاتلي شركات عسكرية تابعة لحلف الناتو.
ويعكس هذا التعاون العسكري المتنامي تحولاً جيوسياسياً عميقاً في تحالفات القوى في المنطقة، مع تداعيات محتملة على موازين القوى الإقليمية والعالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز