جراحة "ما قبل التاريخ" أحدث طريقة لإنقاذ مصابي المخ من الموت

علماء بجامعة كامبريدج يكتشفون أن اللجوء إلى جراحة قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ، يمكنها إنقاذ الملايين من مصابي المخ.
كشفت دراسة جديدة لجامعة كامبريدج البريطانية أن اللجوء لجراحة إزالة جزء من الجمجمة، على غرار ما كان متبعا في عصور ما قبل التاريخ، سيساعد في منع نصف حالات الوفيات الناجمة عن إصابات المخ.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن إزالة جزء من الجمجمة يمكنها تخفيف الضغط على المخ بعد تعرضه للإصابة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الجراحة المسماة "قطع القحف"، أو "نقب الجمجمة"، هي تقنية مثيرة للجدل؛ حيث يتم قطع جزء من سقف الجمجمة بعيدا لتخفيف التورم الخطير الذي يمكن أن يعيق تدفق الدم ويؤدي إلى الوفاة.
وتعد هذه الجراحة أقدم تقنية جراحية وجدت من أي وقت مضى في سجلات الآثار، بعد العثور على أمثلة في مواقع أوروبية تعود لـ٨٥٠٠ عام مضى. ويعتقد الخبراء أن المعالجين في العصر الحجري استخدموا هذه الطريقة لإحياء الرجال الذين عانوا من إصابات الصيد.
وأوضحت جامعة كامبريدج أنه ثبت لها أن هذه الجراحة يمكن أن تخفض حالات الموت من إصابات المخ الشديدة والتورم الكبير إلي النصف.
وأشار علماء الجامعة إلى أنهم توصلوا لذلك بعد فحص أكثر من ٤٠٠ شخص تعرضوا لإصابات في الدماغ من حوادث السيارات والاعتداءات أو السقوط، في ١٩ دولة.
وبعد ستة أشهر من إصابتهم توفي حوالي واحد من كل أربعة مرضى فقط ممن خضعوا لهذه الجراحة السابقة الذكر، مقارنة بما يقرب من نصف المرضى الذين تلقوا فقط العلاج الطبي المعتاد. وبعد ١٢ شهرا كان ما يقرب من نصف المرضى الذين خضعوا لتقنية إزالة الجمجمة قادرين على العيش بشكل كامل ومستقل، مقارنة مع الثلث فقط من المجموعة الخاضعة للعلاجات التقليدية.
وأشار العلماء إلى أن الخطوة التالية هي البحث عن المزيد من التفاصيل في العوامل التي تتنبأ بنتائج وسبل الحد من أي آثار سلبية محتملة بعد الجراحة. وأضافوا أنه يجب معرفة نوعية حياة المرضى بعد هذه العملية الذين تراوحت حالاتهم بين التعرض لغيبوبة أو التعرض لإعاقة أو الشفاء التام.
والمعروف أنه بعد الجراحة يحتاج المرضى عادة إلى الانتظار عدة أشهر قبل اللجوء إلى تركيب عظام لسد الجمجمة مجددا. وغالبا ما يتم إعادة القطعة الأصلية في هذه الفجوة.