رئيس "سوق دبي السينمائي" لـ"العين": خلقنا مساحة قيِّمة لخدمة السينما العربية
يعتبر "سوق دبي السينمائي" الحدث الأبرز ضمن "مهرجان دبي السينمائي" حيث منصات لشركات وجهات ومؤسسات عربية وعالمية
في كل زاوية من هذه القاعات الكثيرة لـ"مهرجان دبي السينما" نُظم لقاء ما، حوار ما، نقاش ما.
"مهرجان دبي السينمائي" الذي يختتم بعد ساعات ليس لعشاق السينما فقط، ولا للمهتيمن لمشاهدة آخر أفلامها فقط، ولا للنقاد الحاضرين لكتابة قراءاتهم عن عشرات الأفلام..
"مهرجان دبي السينمائي" حدث ثقافي شامل يعتبر أن من مسؤولياته الأساسية المشاركة بجدية وفعالية بالنهوض بالسينما العربية ودعمها بشتى السبل الممكنة.
"سوق دبي السينمائي" الحدث الأبرز ضمن المهرجان الذي يترجم هذه المسؤولية، هنا حيث يجري كل شيء.. منصات لشركات وجهات ومؤسسات عربية وعالمية عاملة في قطاع السينما بطريقة أو بأخرى، يشاركون في المعرض لعرض إنتاجاتهم أو خدماتهم أو للتعرف على آخر الإنتاجات وعقد الصفقات وشراء المحتوى السينمائي والتلفزيوني العربي.
"سوق دبي السينمائي" الذي بات يُعرف بأنه القلب التجاري النابض للمهرجان، انطلق هذا العام بدورته التاسعة ضمن الدورة الثانية عشرة لـ"مهرجان دبي السينمائي"، مقدمًا باقات ضخمة من الخدمات للعارضين والمنتجين والفنانيين على حد سواء، وفاتحًا قاعاته لجمعهم وتسهيل الشراكات فيما بينهم.
"العين" التقت رئيس السوق سامر المرزوقي، للحديث عن أهمية السوق ودوره في عملية النهوض بالسينما العربية ومساعدة توزيع إنتاجاتها في كل أنحاء العالم.
يقول المرزوقي: إن "السوق ضم في الدورة 12 من المهرجان 31 منصة للعارضين من 12 دولة، وكنا انطلقنا في العام 2007 بثماني منصات من أربع دول فقط، والتطور الذي نشهده اليوم لا يقتصر فقط على عدد المنصات، فالسوق دعم حتى اليوم أكثر من 240 مشروعًا، ورافق الكثير منها من مرحلة السيناريو مرورًا بكل مراحل الإنتاج وصولاً إلى شاشات السينما".
ويؤكد المرزوقي أن "العديد من هذه الأعمال حصدت جوائز عالمية واستحسان النقاد الجمهور ونأخذ فيلم "عمر" لهاني أبو أسعد على سبيل المثال لا الحصر".
في هذه المنصات تعرض المنتجات والخدمات وإلى جانبها تفتح مقاعد السوق المجال للقاءات واجتماعات خاصة تمهد لعقد صفقات هامة، يقول المرزوقي، إن "السنوات الأولى لانطلاقة السوق كان أصحاب القنوات، وكل من يهتم بشراء المحتوى يقصد المهرجان ليلتقي المنتجيين والمعنيين، ويحدد معه موعداً في مكاتبهم خارج المهرجان لتتم الصفقات، أما اليوم فبات "سوق دبي السينمائي مساحة حاضنة لربط المنتج بالموزع وعقد الصفقات من ألفها إلى يائها هنا، حيث يتم تأسيس علاقات مع كبار صنّاع القرار إقليميًّا ودوليًّا".
كيف يأخذ "سوق دبي السينمائي" على عاتقه مسؤولية المشاركة في النهوض بالسينما العربية؟ نسأل المرزوقي، فيوضح أن "السوق ينجح عامًا تلو الآخر، تخطي عقبة أساسية أمام الإنتاج العربي ألا وهي التوزيع، نحن هنا نعمل جاهدين ليل نهار لنقدم باقة من الخدمات لتسهيل عملية الربط بين الطرفين، وعملنا لا يقتصر على الأيام الستة للسوق، بل يمتد طوال أيام السنة، فعملنا قبل افتتاح السوق وسفرنا إلى المهرجانات والأسواق العالمية وزيارات القنوات والشركات العالمية وشرح أهمية السوق بتعريفهم إلى الانتاجات العربية.. والتسويق لهذه الإنتاجات وتطورها، هو ما يجعلنا نرى أمامنا اليوم 31 منصة للعرض".
ويوضح المرزوقي "إننا نكتشف كل سنة أن العارضين باتوا يأخذون السوق على محمل الجد أكثر فأكثر، فهم يشاركون فيه على نفقتهم الخاصة، وبالتالي يعتبرونه استثمارًا رابحًا؛ لأنهم يعقدون هنا صفقات جيدة ومربحة، ويجدون المحتوى الذي يبحثون عنه، لهذا يعودون كل عام".
من هذا المنطلق، يعتبر "سوق دبي السينمائي" مساحة خدماتية قيمة لقطاع السينما بشكل عام، تنجح دبي من خلال سوقها بتعبيد الطريق أمام الكثير من الموزعين في هذا المجال؛ إذ يرى المرزوقي أن "سوق دبي الذي يشارك فيه نحو 2000 شخص يربط الأطراف بين بعضها البعض بسهولة وسرعة أكبر، مما قد تفعل الأسواق العالمية الضخمة التي قد يشارك فيها أكثر من 12000 شخص، (كان مثلاً)، لاسيما للمخرجين والموزعين غير المعتادين بعد على فكرة السوق السينمائي وما يمكن أن يوفره له من خدمات تساعد في إنتاج أعمالهم".
ليست منصات العرض وحدها التي تعزز الفرص التجارية الخاصة بالإنتاجات العربية؛ إذ يتضمن "سوق دبي السينمائي" أيضًا مكتبة رقمية ضخمة "تفتح أبوابها لوكلاء البيع والمبرمجين والموزعين والمشترين لمشاهدة عروض أولى وقت يريدون، وانتقاء ما ينال إعجابهم"، كما يشرح المرزوقي.
ويقول رئيس "سوق دبي السينمائي"، إن "المكتبة –"سينيتك" التي انطلقت منذ ثماني سنوات لا تضم الأعمال الطويلة المشاركة في البرنامج الرسمي لمهرجان دبي السينمائي الدولي فقط، بل أيضًا أفلام من شركاء سوق دبي السينمائي الدولي، ونقدمها هنا لتعزيز فرص بيعها وتوزيعها".
"سينيتك" التي ضمت العام الماضي أكثر من 230 فيلمًا تمت مشاهدتها أكثر من 2500 مرة خلال أيام المهرجان، تنطلق هذا العام بتحديثات عديدة، أبرزها بحسب المرزوقي بأنها "تتيح الفرصة لموزعين ووكلاء المبيعات والموزعين والمشترين وأشخاص معينين بمشاهدة محتواها لمدة شهر ونصف إضافية بعد اختتام المهرجان اليوم الأربعاء، وذلك من خلال الولوج إلى حسابات خاصة بهم على موقع المكتبة الرقمية".
ساعات قليلة ويختتم "مهرجان دبي السينمائي" أعماله وفعالياته، لكن ما هي إلا أيام قليلة ويعود فريق عمل "سوق دبي السينمائي" إلى شد الهمم وفتح جداول المواعيد واللقاءات لبدء ترتيبات سوق العمل المقبل.. "فما نراه هنا لأيام، ما هو إلا نتاج عمل سنة بأكملها وها نحن نبدء من الأن لسوق 2016".