26 مليار دولار تعاملات.. الإمارات ثالث أكبر سوق تشفير في المنطقة
لا تخترق مجالا وإلا تترك بصماتها وتقدم النموذج العالمي، الذي يتحول لإلهام ومصدر للنجاح، هكذا هو حال دولة الإمارات في عالم التشفير.
الأمر لم يتطلب إلا القليل من الوقت، لتصبح دولة الإمارات ثالث أكبر سوق تشفير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحجم تعاملات يقارب 26 مليار دولار.
الأرقام أعلنها الدكتور جمعة المطروشي، مدير عام واحة دبي للسيليكون، والذي أكد خلال القمة العالمية للاستثمار في الصناعة الرقمية بدبي.
الدكتور جمعة المطروشي، أكد أنه قبل أكثر من عقدين، وضع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رؤيته المستقبلية التي استشرفت الدور المحوري للإنترنت والتكنولوجيا كما نراه في عالمنا المعاصر، وسعى منذ ذلك الوقت إلى تحويل دبي لمركز تكنولوجي متقدم.
وقال المطروشي، إنه على مدار السنوات الماضية، توالت خطوات ترسيخ دور دبي الريادي في هذا القطاع، وكان آخرها إصدار أول قانون من نوعه لتنظيم التشفير والأصول الافتراضية في التوقيت المثالي، مع تشكيل هيئة تنظيمية لها بما يعزز ريادة دبي عالمياً من حيث التقنيات الناشئة مثل العملات المشفرة والبلوك تشين، مشيراً إلى أن سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية ستعمل مع جميع الشركاء لتعزيز الأمن والشفافية لمستثمري هذا النوع من الأصول.
ويضم سوق التشفير العملات المشفرة الرقمية والعملات اللامركزية والأصول الافتراضية، بداية من الشركات المتخصصة في تطوير منصّات التداول المدعومة بتقنية البلوك تشين ووصولاً إلى المؤسسات المعنية بطرح الأصول المشفّرة وإصدارها وإدراجها وتداولها.
تسارع التحول الرقمي
وأعلن المطروشي، أنه منذ بداية تفشي فيروس كورونا تسارع التحول الرقمي بشكل كبير، ليرتفع حجم الإنفاق العالمي على تقنيات وخدمات التحول الرقمي في عام 2021 إلى 1.5 تريليون دولار، متوقعاً أن يصل الرقم إلى 2.8 تريليون دولار بحلول عام 2025.
وتعقد أول قمة عالمية للاستثمار في الصناعة الرقمية في دبي للمرة الأولي لترسيخ ريادة الإمارات عالميا في قطاع التكنولوجيا الرقمية والخدمات المرتبطة به، حيث عقدت من قبل في العديد من الدول وبمشاركة أكثر من 26 دولة.
وتهدف القمة التي تنظمها جمعية الاستثمار الصينية بالتعاون مع مركز الأعمال الصيني بمجمع دبي الرقمي ومقره واحة دبي للسيليكون، وغرفة الاستثمار الآسيوية الصينية بالمركز التجاري الآسيوي، ومجموعة Coiuc - FZCO،وGdis Associates - FZCO،وSilicon Harbour Capital، إلى بناء منصة استثمار رقمي رائدة عالمياً، والترويج للتعاون الوثيق وتعزيز التبادل الاقتصادي الرقمي العالمي والارتقاء بمستوى التعاون العالمي في مختلف مجالات صناعة الاقتصاد الرقمي، وتحسين القدرات الأساسية للشركاء في الاقتصاد الرقمي ورفع مستويات نموها، إلى جانب دعم الجهود الدولية لتطوير سلاسل الاقتصاد الرقمي.
نافذة جديدة للحوار مع العالم
من جانبها، قالت مين لي، رئيس مجلس إدارة مركز الأعمال الصيني بمجمع دبي الرقمي، إن القمة تعد أكبر فعالية للمستثمرين في الصناعة الرقمية على مستوى العالم، وستكون نافذة جديدة للحوار مع العالم في مجال الاقتصاد الرقمي، حيث ستضم الآلاف من أصحاب المصلحة والمهتمين في مختلف جوانب القطاع، وستحظى بمشاركة الصناديق العالمية والمستثمرين وأصحاب الثروات العائلية وكبريات شركات ريادة الأعمال في مجال الصناعة الرقمية وكبار مزودي الحلول الرقمية عالية الجودة في الصين.
فيما أكد ويونغوي تشانغ، نائب الرئيس والأمين العام لجمعية الاستثمار الصينية، أهمية تسريع الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي باعتباره الخيار الأول للنمو الاقتصادي، خاصة في قطاعات الاقتصاد الجديد التي تعتمد كليا على التحول الرقمي، داعياً الدول والمؤسسات العالمية إلى إدراك أهمية نمو الاقتصاد الرقمي في مواجهه التحديات الحالية والعمل على استغلال الفرص التي قد تنتج عنه.
كراكن.. أول منصة
فيما أصبحت بورصة كراكن العالمية أول منصة لتداول العملات المشفرة والأصول الافتراضية تحصل على تصريح مالي كامل لتقديم خدماتها في دولة الإمارات.
وبموجب الترخيص، ستعمل بورصة كراكن على إتاحة تداول الأصول الافتراضية في سوق أبوظبي العالمي، لخدمة احتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وستبدأ "كراكن" في تقديم خدماتها للمستثمرين وإمكانية الاستثمار والتداول وسحب وإيداع الأصول الافتراضية مباشرة بالدرهم الإماراتي.
كراكن هي واحدة من أكبر وأقدم بورصات بيتكوين في العالم كما تصف نفسها عبر موقعها الإلكتروني. وتعد أول بورصة عالمية تحصل على ترخيص لتداول العملات.
وقد تأسست كراكن عام 2011، وتمتلك حاليا أكثر من 2300 موظف في طواقمها حول العالم.
وتعمل كراكن في أكثر من 60 دولة وهي تتيح الاستثمار في أكثر من 90 عملة مشفرة وأصل افتراضي، في حين تتيح شراء تلك الأصول بـ7 عملات تقليدية.
وكان سوق أبوظبي العالمي قد قدم أول إطار تنظيمي شامل لتداول الأصول الافتراضية في العالم في عام 2018، ومنذ ذلك الحين رسخ مكانته كمحور عالمي رائد ومنصة أعمال أساسية لأنشطة الأصول الافتراضية للشركات المحلية والإقليمية والدولية.
ويشتهر الإطار التنظيمي لتداول الأصول الافتراضية في سوق أبوظبي العالمي بعالمية مستواه وذلك لما يقدم من أنظمة وتطبيقات شاملة.
وبذلك يعد سوق أبوظبي العالمي أكبر سلطة تنظيمية لتداول الأصول الافتراضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.