من الكاسب ومن الخاسر فى قضية الصور المفبركة المنسوبة للفنان والنائب البرلمانى خالد يوسف؟!.
من الكاسب ومن الخاسر فى قضية الصور المفبركة المنسوبة للفنان والنائب البرلمانى خالد يوسف؟!.
ببساطة شديدة فإن الجميع خسروا بسبب هذه الصور المشينة والطريقة التى تم التعامل بها.
ليس دورى أو دور غيرى ان نحكم هل هذه الصور صحيحة أم لا، ولن أناقش الآن الجانب القانونى، لست واعظا كى احكم على أخلاق خالد يوسف أو غيره، لكن المهم ان نركز على الجانب السياسى للقضية بأكملها.
ببساطة شديدة فإن مصر كلها خسرت بسبب هذه القضية التى لا يمكن وصفها إلا بأنها وضيعة، وخصوصا فى ظل الملابسات التى صاحبتها والعرض غير الأخلاقى لها على شاشات قناة صدى البلد.
حصيلة المعركة ان هناك صورا مفبركة أو حتى غير مبركة تم عرضها لفنان مشهور ونائب برلمانى فاز من الجولة الأولى ستجعل كل خصوم الحكومة والنظام خصوصا الذين يدعون انهم حراس الفضيلة والمبادئ يقولون: انظروا هذا هو الحال وتلك هى الأخلاق؟!
قد يكون البعض يقوم بتصفية حسابات قديمة أو جديدة مع خالد يوسف أو صراع بين اطراف خفية، لكن هؤلاء لا يدركون أيضا أن الضرر كبير ويشوه صورة المجتمع تقريبا بما فيها من قام بالتسريب.
فى هذه المعركة خسرت الرئاسة والرئيس والحكومة والبرلمان الجديد بل ومعظم المجتمع، وبدلا من النقاش حول القضايا والقوانين التى ينبغى أن يناقشها البرلمان، ومن الذى سيصبح رئيسا له، صارت القضية التى سيطرت على الصحف والفضائيات خلال الأيام الثلاثة الماضية هى الصور ولا شىء سواها، لدرجة أنها احتلت حيزا فى الإعلام المصرى اكثر من الذى تم تخصيصه «للجيش الاسلامى الجديد» الذى قد يتسبب فى لخبطة خريطة المنطقة بالكامل.
ستقول الرئاسة والحكومة وسائر الأجهزة المختصة ولماذا تتهموننا فى القضية، ولماذا تريدوننا أن نتدخل فيها؟!.
والإجابة ببساطة أن هذه الأطراف ستدفع ثمنا فادحا مقابل هذه القضية من سمعتها وشعبيتها. هذه القضية ستكون سلاحا جيدا فى يد جماعة الإخوان كى تقول هذا هو حال البرلمان الجديد ونوابه وهذا هو حال الاعلام.
وسيقول حزب النور لماذا انتفض الجميع ضد النائب على ونيس، ولم يفعلوا الشىء نفسه مع خالد يوسف، وسينسى الحزب أن ونيس ارتكب فعلا فاضحا فى الطريق العام!!.
وسيقول البسطاء اننا كنا على حق حينما انفصلنا عما يفعله أهل القاهرة وأهل النخبة، وهذا هو أخطر التداعيات أى ترسيخ الصورة النمطية الشائعة بأن كل الكبار والمشاهير فاسدون ومنحلون.
ليس مهما إذا كانت الصور مفبركة أم صحيحة فالضرر وقع فى كل الأحوال وينال من سمعة الجميع ويصرفهم عن قضاياهم الرئيسية.
البعد الثانى والمهم فى القضية هو من الذى سرب هذه الصور وما هى مصلحته؟!.
ليس سرا ان غالبية الصحف تلقت نفس الصور عبر فلاشة تم توزيعها من قبل مجهولين لمحررى محافظة الإسكندرية. وصلت النسخة لـ«الشروق» وأهملناها تماما كما فعلت معظم الصحف.
الذى سرب الصور لا يريد الانتقام من خالد يوسف، بل الاساءة إلى صورة البرلمان المقبل، وإلى المشهد السياسى برمته. وبالتالى فالسؤال هو: لمصحلة من يتم ذلك، ومن الذى أعطى الإذن لشيوع هذه الفضيحة مكتملة الأركان؟!.
خسر الجميع وخسرت صدى البلد وأحمد موسى والحياة السياسية بأكملها، والأهم ان سمعة الإعلام تعرضت لضربة شديدة جديدة ستجعل اعداءه والمتربصين به يقولون: «هذا إعلام غير راشد لا يستحق الحرية، ولابد أن يظل تحت الوصاية!!».
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة الشروق المصرية وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة