العالم يحتفل باللغة العربية.. لاستعادة مكانتها وتعزيزها محتواها
مبادرة "بالعربي" من مؤسسة محمد بن راشد "تغزو" مواقع التواصل
هذا ليس بيوم عادي.. هذا يوم للغة نحب، وللغة تُحَب.. اليوم يوم اللغة العربية، الذي نريد ونحلم ونطمح أن يكون كل يوم
هذا ليس بيوم عادي، ليس يومًا ينطلق بـ"جود مورنينج"، أو "بونجور".. هذا يوم لـ"صباح الخير"، لـ"مساء الخير".. هذا يوم للغة نحب وللغة تُحَب.. لغتنا الأم التي لا بد أن نحبها كأمنا.. اليوم 18 ديسمبر، يوم اللغة العربية، الذي نريد ونحلم ونطمح أن يكون كل يوم لئلا ننسى..
في هذا اليوم، الذي يحتفل العالم بأسره باللغة العربية، وتحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" هذا اليوم تحت شعار "اللغة العربية والعلوم".. أشارت إيرينا بوكوفا -المديرة العامة لليونسكو، في رسالتها بهذه المناسبة- إلى أننا نحتفل باليوم العالمي للغة العربية تحت راية العلم والتواصل العلمي، موضحة أن الاحتفال يتيح إبراز الدور التاريخي للغة العربية في البحث العلمي ونشر المعرفة، وإبراز أهمية التعدد اللغوي للأوساط المعنية بالبحث العلمي في الوقت الحاضر؛ حيث يعد العلم ركنًا من أركان الثقافة العربية مند البداية، ويبدو الشغف بالعلم جليا في النصوص العربية القديمة، إذ يتجلى فيها حب المعرفة والاطلاع والاكتشاف عن طريق الاهتمام بالكيمياء القديمة وعلم التنجيم والكيمياء السحرية في البداية ثم عن طريق الاهتمام بالعلوم الحديثة.
واعتبرت أن "اللغة العربية سادت كلغة علمية دولية منذ العصور الوسطى وتبوأت في هذا المجال مكانة لم تسبقها إليها أية لغة أخرى، وأسهمت في حفظ المعارف ونقلها منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، فضلا عن العلماء الذين كانوا يكتبون باللغة العربية، ومنهم ابن سينا وابن رشد، وترجمت مؤلفاتهم الخالدة ونشرت في جميع أرجاء العالم".
أما مبادرة "بالعربي" التي أطلقتها "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم" فتنطلق بدورتها الثالثة لتشجيع استخدام اللغة العربية ومفرداتها في حياتنا اليومية، واستعادة مكانتها كلغة عالمية وتعزيز حضورها في وسائل الإعلام الرقمي والاجتماعي من أجل زيادة المحتوى العربي، من خلال حث الجمهور على الاستخدام الدائم لمفرداتها في حياتهم اليومية.
وستركز المبادرة على تقديم فعاليات متنوعة على منصات خاصة أقامتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في عدد من أكبر مراكز التسوق، وتهدف الفعاليات إلى زيادة استخدام اللغة العربية عبر الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي ونشر الوعي بجماليات اللغة العربية وكنوزها التي ترتبط بتراثنا وتاريخنا العربي الأصيل.
وأكد العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم جمال بن حويرب أن مبادرة "بالعربي" تتوافق مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الرامية إلى جعل دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً للامتياز في اللغة العربية في إطار رؤية الإمارات 2021.
وقال: "نحن في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم نضع نصب أعيننا هدفًا ساميًا متمثلاً في تمكين اللغة العربية في مجتمعاتنا العربية، وخصوصاً بين جيل الشباب بهدف تغيير الصورة النمطية عن اللغة العربية وإثبات أنها لغة عالمية وحيوية، وتشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم بشكل عام وبالأخص عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي".
وأشار إلى أن المبادرة تسعى ضمن الفعاليات المتنوعة إلى إبراز جماليات وسلاسة استخدام اللغة في كافة المجالات بعيدًا عن الصورة التقليدية المرسومة في بعض الأذهان عنها، كما أنها تعمل على الكشف عن أخطاء اللغة العربية وتصحيحها منوهًا إلى أنَّ كافة مبادرات المؤسسة تحث جميع فئات المجتمع على استخدام اللغة العربية وإثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، لذا توجهنا من خلال فعاليات المبادرة للإعلام الاجتماعي، الذي تعاني وسائله من فقر كبير في المحتوى العربي والسلامة في استخدام المعاني والعبارات العربية.
وتأتي الدورة الثالثة لمبادرة "بالعربي" هذا العام بمجموعة كبيرة من الفعاليات التي ستشهدها وسائل الإعلام الرقمي وقنوات التواصل الاجتماعي.
وتشمل قائمة الفعاليات "مسابقة الخط العربي مع سامسونغ" الهادفة إلى اكتشاف مهارات الشباب في الخط العربي عبر الكتابة بخط أيديهم على أجهزة سامسونغ اللوحية، وسيتم تخصيص جوائز قيمة للفائزين، وهناك أيضا فعالية "التعهد الاجتماعي" التي تحث المغردين والناشطين على إثراء المحتوى العربي عن طريق تسجيل أسمائهم في وثيقة والتعهد باستخدام اللغة العربية في كافة التفاعلات على شبكة الإنترنت وعبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
كما ستشمل أنشطة مبادرة بالعربي فعالية "تطبيقات الفيديو مع كونان"؛ حيث يمكن للجمهور أخذ مقاطع فيديو لهم على منصات المبادرة المتواجدة في مراكز التسوق باستخدام خلفية الانستغرام أو وسم مبادرة بالعربي، ثم تحميل هذه المقاطع على قنوات وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام وسم #بالعربي.
واستشهد "وي سويدي" بقول للإمام الشافعي بقوله: "مَن تعلّم القرآن عظم قدره، ومَن تعلّم السنة قَويت حُجته، ومَن تعلّم العربيّة رق طبعه".
وكتب محمد الحسن "لغتنا هويتنا ومحل فخرنا ويكفيني فخرا واعتزازا أنها لغة القرآن".
واعتبر سليمان الظهوري أن اللغة العنصر الأساسي الثاني في تشكيل الهوية بعد الدين، ودورها كبير في الترابط الوجداني بين العرب".
أما محمد الشحي فكتب "اللغة وسيلة اتصال خاصة لمجموعة من الكائنات (الحيوان لديه لغة) تميزه عن البقية.. لتجعل له هوية (اللغة من أسس الهوية).
جدير بالذكر أن مبادرة "بالعربي" -التي تقدم بها مجموعة من طلبة جامعات الإمارات- تشهد مشاركة مجموعة كبيرة من الشباب المتطوع من عدة جامعات في الدولة، كما سينظَّم الحدث بالشراكة مع قناة العربية، كراعٍ وشريك إعلامي للمبادرة في دورتها الثالثة.
من جهة ثانية أكدت سعادة أمل العفيفي -أمين عام جائزة "خليفة التربوية"- أهمية مبادرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بتخصيص يوم 18 من شهر ديسمبر الجاري كيوم عالمي للاحتفاء باللغة العربية؛ تحت شعار "اللغة العربية والعلوم".
وأضافت أن هذه المبادرة تجسد المكانة الكبيرة للغة العربية كأحد الركائز الثقافية في العالم، فضلا عن أن ربط اللغة بالعلوم يترجم مكانة هذه اللغة ودورها في النهوض بالعلوم والمعارف على مر العصور، ويبرز ما قدمه علماء العرب من إسهامات علمية في مختلف المجالات شرقًا وغربًا.
وأشارت العفيفي إلى أن جائزة "خليفة التربوية" أولت اللغة العربية اهتمامًا كبيرًا في دوراتها المختلفة، بتوجيهات من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء الجائزة، وحرص سموه على أن يكون للجائزة دور حيوي في تعزيز مكانة اللغة العربية في مختلف المؤسسات التعليمية والأكاديمية والمجتمعية.
وذكرت أنه من هنا طرحت الجائزة مجالًا فريدًا هو "الإبداع في تدريس اللغة العربية على مستوى الدولة والوطن العربي"، ويهدف إلى مكافأة وتحفيز العاملين في ميدان تدريس اللغة العربية بجميع فروعها في التعليم العام والجامعي في الدولة والوطن العربي، وتأهيل كوادر متميزة في تدريسها على هذين المستويين في الدولة والوطن العربي.
وأوضحت أن هذا المجال يستهدف معلمي اللغة العربية في المدارس الحكومية والخاصة، سواء كانت عربية أو أجنبية في الدولة، وأساتذة تعليم اللغة العربية في الجامعات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية التي تدخل تدريس اللغة العربية ضمن مساقاتها في الدولة والوطن العربي.
وأشارت إلى أن الجائزة تمنح في الفروع الآتية.. المعلم المبدع في تدريس اللغة العربية في الدولة، والأستاذ الجامعي المبدع في تدريس اللغة العربية في الدولة، والأستاذ الجامعي المبدع في تدريس اللغة العربية في الوطن العربي.
وقالت العفيفي: إن الجائزة استقبلت مشاركات واسعة في دوراتها الماضية والحالية للمشاركة في هذا المجال، وهو ما يعكس مستويات عالية من الإبداع في تدريس اللغة العربية محليًّا وعربيًّا.
وأعربت عن أملها في مواصلة هذا التميز من قبل العاملين في الميدان التربوي والأكاديمي للارتقاء باللغة العربية إلى مكانتها اللائقة وتوظيفها لخدمة العلوم والتقنيات المتطورة التي يزخر بها عصر المعرفة.
وكان المجلس التنفيذي لليونسكو قرر بعد اقتراح قدمته المغرب والسعودية وليبيا خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس في أكتوبر 2012، تكريس يوم 18 ديسمبر للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وجاء اختيار هذا التاريخ لأنه اليوم الذي أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولكل المنظمات الدولية المنضوية تحتها.