النص المفتوح يخفق في امتحان "الرواية"
"أخفق التجريب في الرواية؛ لأن كل اختبار يوسع آفاق الجنس الأدبي، لكنه لا يصنع جنساً جديداً"
"أخفق التجريب في الرواية لأن كل اختبار يوسع آفاق الجنس الأدبي، لكنه لا يصنع جنساً جديداً أو يكنس أجناساً سابقة"، بهذه الجملة الإشكالية فتح الناقد والروائي التونسي د.شكري المبخوت باب الخلاف مع الروائيات الإماراتية؛ فاطمة سلطان المزروعي، واللبنانية هدى بركات، والأديبة أسماء الزرعوني التي أدارات جلسة "تماهي الأجناس الأدبية"، والتي أُقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الرابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
المبخوت صاحب رواية "الطلياني" الفائز بجائزة البوكر العربية لعام 2015؛ اعتبر أنه "لا يوجد نص مغلق، لأن كل نص هو نص مفتوح، والرواية هي الأقرب للتعبير عن الحياة"، مؤكداً أن "النص المفتوح ليس هو النص الذي يحمل طاقة شعرية"، غامزاً في هذا الباب من قناة الروائية أحلام مستغانمي، التي تتهم بأنها تكتب روايات شعرية، حيث أشار إلى أن "قوة النص في ترجمته إلى لغات أجنبية، وبقاء المعنى على حاله، لا كما يحصل عند استخدام ألاعيب اللغة".
إلا أن الروائية الإماراتية فاطمة المزروعي عبرت عن عدم مبالاتها بتصنيفات النقاد بقولها: "من غير المهم أن يقال بأنني أكتب نصًّا مغلقاً أو مفتوحاً، لأنه لا يؤثر في جذب القارئ، فمهمة تصنيف النصوص ليست من مهام القارئ، فهو يبحث دائماً فقط عن النص الجميل والمؤثر، الذي يرافقه ويشعر به، ولا يهمه جنس هذا النص بقدر ما يهمه احترامه لعقليته وتفكيره"، وأضافت الكاتبة الإماراتية أن النص طالما "يأتي من مؤلف معروف ويتوجه نحو قارئ معروف، ولكنه لا يحمل معنى واحداً، أو أنه يتعرض لجملة من التفسيرات المتعددة، فنكون هنا أمام ما يسمى بالنص المفتوح، وعكسه تماماً النص المغلق، حيث تم تعريفه من الدارسين بأنه نص قد يكون ضبابيًّا ورمزيًّا، لكنه على الرغم من هذا فإنه لا يحمل إلا رؤية واحدة، فمثلاً عندما تقرأ نصَّا علميًّا أو قانونيًّا أو دراسة جغرافية أو تاريخية؛ فأنت تقرأ شيئاً محدداً، وإن اختلف الأسلوب وقوة الكلمات، فالمعنى واحد والنتيجة واحدة، وفي مجال الأدب قد تلاحظ النص المغلق في الروايات أو القصص القصيرة التي تحمل طابعاً بوليسيًّا وجاسوسيًّا".. المرزوعي وضعت خلاصة مباشرة لمداخلتها "أنا كمؤلفة لست مشغولة بمثل هذه المصطلحات".
الانفتاح على الفنون الأخرى كان وجهة نظر الروائية اللبنانية هدى بركات، الذي تعتبره "المعيار الوحيد الذي يمكن من خلاله أن نحدد أن النص الذي أمامنا مفتوحًا أم لا، فللرواية وللنص سلطة قوية في هضم واحتواء الفنون الأخرى، لذلك نلاحظ مدى أهمية تفاعل الروائي مع الفنون الأخرى التي من حوله".. وأضافت أن النص المفتوح هو أحد المقاصد التي يرتكبها الروائي، وهو ما استخدمته في روايتها "أهل الهوى"، التي تبدأ بين جريمة قتل وتنتهي بعدم تأكد البطل أنه قاتل، لتترك النهاية مفتوحة دون جواب، لأنها تعتبر أن ما سردته بين البداية والنهاية أكثر أهمية بكثير من النتيجة النهائية من خلال كون البطل قاتلاً أم لا.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA= جزيرة ام اند امز