إبراموفيتش .. سفاح المدربين الذي لا يهتم سوى بألقاب "البلوز"

لا يُحبِّذ إبراموفيتش الظهور الإعلامي، مُفضِّلًا العمل في الخفاء، ولكن بعض القرارات تُجبر الصحف على تسليط الأضواء عليها.
لا يُحبِّذ الروسي رومان إبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الإنجليزي، الظهور الإعلامي، مفضلًا العمل في الخفاء، ولكن بعض القرارات تُجبر الصحف على تسليط الأضواء عليها، وكان آخرها إقالة البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق، ليُكمل بذلك الملياردير الروسي، سلسلة المدربين الذين ضحى بهم.
مورينيو انضم إلى قائمة طويلة من نجوم التدريب الذين أقصاهم إبراموفيتش على مدار 13 عامًا، منذ أن انتقل النادي إلى حيازته، وكانت البداية مع إقالة كلاوديو رانييري عام 2004 ليحل البرتغالي جوزيه مورينيو في المنصب، ويبقى لثلاث سنوات حتى عام 2007 ليرحل هو الآخر عن الفريق.
ووقتها أصر إبراموفيتش على تحرير شرط جزائي، يقضي بألا يتولى مورينيو وقتها أي عمل داخل إنجلترا لفترة زمنية معينة بحيث لا يستغله أي فريق في البريميرليج، وإذا ما جرت المقارنة بين هذا الوضع، والطريقة التي خرج بها المدير الفني البرتغالي من أبواب "ستامفورد بريدج" حاليًّا، فإن النتيجة المستخلصة تؤكد أن الملياردير الروسي لم يعد يكترث بأي فريق سيذهب إليه الملقب بـ"سبيشيال وان".
وكان قدوم مورينيو إلى تشيلسي قد جرى تأمينه بوضع شرط جزائي يقضي بحصول المدرب على 40 مليون جنيه إسترليني، إذا تمت إقالته عن النادي، ولكن النتائج المخيبة منعته من المطالبة بالرقم بعد أن تم الاتفاق على جميع البنود، كي يرحل في هدوء.
وعقب رحيل مورينيو الأول تولي الإسرائيلي إفرام جرانت المسؤولية الفنية حتى مايو 2008، ثم البرازيلي لويس فيليبي سكولاري والذي لم يحتاج وقتًا طويلًا للبقاء ليرحل في فبراير 2009، وفي غضون ثلاثة أشهر انضم الهولندي جوس هيدينك إلى ستامفورد بريدج ليتولى المسؤولية لفترة قصيرة بشكل مؤقت، حتى يتسنَّى لإبراموفيتش البحث عن اسم لامع، وبعدها تم التعاقد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليستمر حتى مايو 2011.
وسطع اسم أندريا فيلاس بواش في البرتغال وبات الحديث يتكرر عن أنه مورينيو الجديد ليتعاقد إبراموفيتش معه كي يخلف الإيطالي أنشيلوتي، وما هي إلا ثمانية أشهر ليرحل في مارس 2012.
وحل الإيطالي دي ماتيو بشكل مؤقت بعدها واستطاع تحقيق أهم الإنجازات بالفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا ليحصل على عقد دائمًا، بعدها ولكن بعد ثلاثة أشهر فقط من التوقيع رحل بسبب تردي النتائج، ليحل الإسباني رافا بينيتيز خلفًا له حتى نهاية موسم 2013 ليترك الفريق، ويجري الإعلان عن عوده جوزيه مورينيو إلى البلوز مجددًا، بعد تجربة خاضها مع ريال مدريد الإسباني.
وفي 17 ديسمبر 2015 رحل مورينيو، وسيصبح الهولندي جوس هيدينك ثاني العائدين من جديد في حال توليه إدارة الفريق خلال حقبة رئاسة إبراموفيتش.
وتوضح قرارات الرحيل عن تدريب تشيلسي، مدى إصرار الروسي إبراموفيتش على ألا يبقى المدير الفني لفترة طويلة طالما حدث تراجع في النتائج، دون أن يمنحه بعض الوقت ليثبت جدارته واختياره للاعبين، وبات البرتغالي مورينيو من أكثر المدربين الذين حصلوا على فرصة وفقًا لحسابات مالك النادي.
وربما كان وجود الفريق في المركز السادس عشر، في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، سببًا رئيسيًّا في إعادة الحسابات بشكل مبكر، بحيث يبدأ الفريق مع رجل جديد يمكنه الوقوف أمام التحديات الجديدة المنتظرة، وهو ما يفسر توقيت رحيل مورينيو الحالي، حيث اعتبر مالك النادي أنه من الخطأ أن يكون اسم البرتغالي ضمن معادلة التعاقدات الجديدة، في الشتاء، بسبب سوء اختياراته، وحصوله على أكثر من فرصة بداية من المصري محمد صلاح، ومرورًا بخوان كوادرادو، ثم الإسباني بيدرو.
وكانت نسبة انتصارات مورينيو مع الفريق قد وصلت إلى 25% فقط، من إجمالي المباريات بعد أن خسر الفريق تسع مباريات، وتعادل في ثلاثة لقاءات وحقق أربعة انتصارات فقط في حصيلة لا تدل بأي حال من الأحوال أن الفريق كان بطل المسابقة في الموسم الماضي، في الوقت الذي حافظ فيه النادي على التشكيلة الأساسية للفريق، دون إجراء تغييرات سلبية عليها.
ولم يشفع لمورينيو أنه حقق 3 ألقاب دوري من أصل 5 في تاريخ تشيلسي أن يستمر ويحصل على فرصة جديدة، في الوقت الذي نفد صبر الروسي إبراموفيتش عليه.
aXA6IDMuMTQxLjMwLjIyMiA= جزيرة ام اند امز