تستعد 15 جماعة جهادية في سوريا، قوامها 65 ألف مقاتل، تتبني نفس الأيديولوجية التوسعية لـ"داعش"، لملء الفراغ وحل محل التنظيم حال هزيمته.
تستعد 15 جماعة جهادية في سوريا، قوامها 65 ألف مقاتل، تتبنى نفس الأيديولوجية التوسعية لـ"داعش"، لملء الفراغ وحلّ محل التنظيم حال هزيمته، حسب تقرير مؤسسة بحثية مدعومة من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وفي تقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، على موقعها الإلكتروني بعنوان "تحذير للغرب.. 15 جماعة جهادية مستعدة لتحل محلّ داعش"، قالت إن الجماعات، وتشمل "جبهة النصرة"، و"أحرار الشام"، تتبني نفس طموحات وأيديولوجية تنظيم "داعش"، التي تهدف إلى تأسيس دولة إسلامية، وربما تنفيذ هجمات إرهابية ضد العالم الغربي، وذلك نقلا عن تقرير "مركز الدين والجغرافيا السياسية" (سي آر جي)، وهو مركز أبحاث تديره مؤسسة "توني بلير للعقيدة".
وحذر التقرير من أن العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف الدولي وتشمل بريطانيا، ضد "داعش" في سوريا عرضة لخطر التحول إلى "فشل استراتيجي"، بإغفال الجماعات الجهادية الأخرى العاملة في البلاد، التي ستستفيد من هزيمة التنظيم، وأن 60% من الجماعات المتمردة هم "متطرفون إسلاميون".
وذكر التقرير، الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة "للربيع العربي" الذي أدى إلى انتفاضات شعبية ضد الديكتاتورية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن هذه الجماعات تتبنى منهج "السلفية الجهادية"، وبعضها لديه مخططات لمهاجمة الغرب، على رأسها "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، التي تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا وفرضت الشريعة الإسلامية الصارمة، وتحارب الجماعات المتمردة المحلية، والقوات الموالية للرئيس الأسد.
"التركيز الحالي على الهزيمة العسكرية لداعش، لا يأخذ بعين الاعتبار مجموعات أخرى في سوريا (وحول العالم) لديها تمامًا نفس الطموحات والفكر العالمي"، وفقًا للتقرير، الذي أضاف: "أظهرت دراستنا لـ48 من فصائل المتمردين في سوريا أن 33% (ما يقرب من 100 ألف مقاتل) يتّبعون نفس فكر "داعش". وإذا أخذ أيضا في الاعتبار الجماعات الإسلامية (أولئك الذين يريدون دولة تحكمها الشريعة الإسلامية)، يقفز هذا الرقم إلى 60%".
من جانبه، قال "إد حسين"، مدير التخطيط في المركز لصحيفة "صنداي تايمز"، إن أيديولوجية داعش "ليس لديها حدود أو حاجز"، وأظهرت بالفعل أنها يمكن أن تلهم أتباعه "للقتل بالسهولة ذاتها في باريس كما في الرقة (عاصمة الخلافة)".
وأضاف: "يجب علينا أن نتنبه إلى حقيقة أن هذا (سيصبح تهديدًا) عالميًّا، إلا إذا لم نستأصل تلك الأيديولوجية لمنعها من الانتشار، فإننا سنجد أنفسنا نتعامل مع المشكلة نفسها مرارا وتكرارا".
ويحذر التقرير أيضا من محاولات التحالف للتمييز بين المتمردين المعتدلين و"المتطرفين غير المقبولين"، وذلك بسبب تداخل المجموعات على الأرض، فنظرا إلى الطبيعة المسامية وتغيير الخطوط الأمامية في سوريا تتقاسم الجماعات في كثير من الأحيان الموارد، وتتعاون لمحاربة قوات الأسد، التي تشمل مقاتلي "حزب الله" اللبناني.
وكان زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد جولاني، قد نفى أي نية لمهاجمة الغرب في مقابلة مع فضائية "الجزيرة" القطرية في وقت سابق من هذا العام، إلا أن المتحدث باسم الجماعة "أبو فراس السوري" قال إن أهداف المجموعة لا تقتصر على سوريا.
أبرز الجماعات الجهادية
وحسب التقرير، فإن من أبرز الجماعات "جيش الإسلام"، وتضم معظم المقاتلين وعددهم 17 ألفًا، تأسست في صيف 2011، ويتزعمها زهران علوش، وتنتشر في عرسال (لبنان)، ودمشق وحمص، واللاذقية، وتصف نفسها بأنها "قومية إسلامية"، وتركز فقط على محاربة النظام، والغالبية العظمى من مقاتليها سوريون، وليسوا جهاديين أجانب.
بينما تضم "جبهة النصرة" 10 آلاف مقاتل، وتأسست في يناير 2012، ويتزعمها أبو محمد جولاني، وتنتشر في محافظتي إدلب وحلب. وتضم جماعة "أحرار الشام" 15 ألف مقاتل، وتأسست في ديسمبر 2011، وتنتشر في إدلب، وحلب، ودمشق، ودرعا والقنيطرة. أما جماعة "لواء الأمة" فيبلغ عدد مقاتليها 6000 مسلح، وتأسست في أبريل 2012 وتنتشر في حماة.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز