هددت الانسحابات المتتالية بقاء تحالف "دعم مصر" البرلماني الذي أصبح عليه السعي لتشكيل تحالفات جديدة في فترة لا تتجاوز 6 أيام
برودة الطقس في مصر قابلتها سخونة سياسة ملتهبة بخلافات بين الأحزاب السياسية بعد توالي الانسحابات من تحالف "دعم مصر"، الذى تشكل من قائمة "في حب مصر" الانتخابية التي اكتسحت الانتخابات البرلمانية، وذلك قبل انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وكان تحالف "دعم مصر" بقيادة النائب سامح سيف اليزل سعى خلال الأسابيع الماضية إلى تشكيل تكتل وائتلاف تحت قبة البرلمان، يراه كثيرون أنه حزب سياسي، وليس ائتلاف يسعى إلى ضم نواب الأحزاب الأخرى تحت مظلته، لكن أصحابه برروا وجوده بأنه لدعم الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المرحلة المقبلة.
وفى خطوة مفاجئة أعلن حزب "مستقبل وطن" وهو أحد الأحزاب الرئيسية المكونة لهذا التحالف ولقائمة "في حب مصر" التي خاضت انتخابات البرلمان، الأحد، الانسحاب من التحالف، وتبعه انسحابات مشابهه قادها حزبي الوفد والمصريين الأحرار هما الأخران، اتهما التحالف بـ"الشمولية".
وأعلن محمد بدران رئيس "مستقبل وطن" انسحاب حزبه من ائتلاف "دعم الدولة"، وقال خلال الاحتفالية التي عقدها الحزب للنواب الفائزين مساء الأحد: "انسحبنا من الائتلاف حتى لا نسمح لأحد بأن يحوّل البرلمان إلى تورتة (كعكعة)".
وقال الإعلامي توفيق عكاشة عضو مجلس النواب المستقل، وأحد المشاركين في ائتلاف دعم مصر، إنه "عقب انسحاب حزب مستقبل وطن من ائتلاف دعم مصر توالى انسحاب عدد كبير من النواب المستقلين من هذا التحالف".
وأضاف عكاشة في تصريحات صحفية "أغلب النواب المستقلين أعلنوا انسحابهم من هذا الائتلاف، ومن الطبيعي أن ينهار الائتلاف، وعلمت أيضًا أن حزب الوفد انسحب أيضًا، ولم يتبق سوى الزميل سامح سيف اليزل".
وتضع هذه الانسحابات والانقسامات "تحالف سيف اليزل" في مأزق وموقف حرج، ولا يتبقى أمامه إلا السعي إلى تشكيل تحالفات جديدة مع أحزاب أخرى في فترة لا تتجاوز 6 أيام.
كما أن انسحاب أحزاب مستقبل وطن والمصريين الأحرار والوفد، وهما أصحاب أعلى تمثيل برلماني من التحالف، يجعله على شفا الانهيار قبل بدء الجلسة الإجرائية للبرلمان.
وكانت الساحة السياسية المصرية تبادلت خلال الأيام الماضية، الاتهامات والتراشق بالألفاظ بين أعضاء التحالف ورجل الأعمال نجيب ساويرس، رئيس حزب المصريين الأحرار، حيث وصلت إلى التهديد باللجوء إلى القضاء بسبب ضم نواب تابعين لحزبه في التحالف دون الرجوع له أول للهيئة العليا لحزبه.
ووصف ساويرس رئيس الائتلاف سامح سيف اليزل بأنه "المرشد العام لجماعة الإخوان وأن الائتلاف يشبه جماعة الإخوان المسلمين".
وبالرغم من الموقف الواضح للأحزاب المنسحبة من الائتلاف حرص سيف اليزل على التأكيد أن المفاوضات مع الأحزاب ما زالت مستمرة وأن ائتلافه ما زال قائمًا.
ورد اليزل في تصريحات صحفية على تلك الانسحابات بأن هناك محاولات من أحزاب وأطراف سياسية عديدة فشلت في عمل تكتلات انتخابية موحدة أثناء الانتخابات البرلمانية، بدأت تهاجم ائتلاف دعم مصر لنجاحه في إنجاز ذلك عبر إيجاد صيغة تفاهمية، جمعت العديد من الأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان الجديد حولها.
وأضاف، في تصريحات صحفية سابقة: "قمنا بصياغة ذلك في وثيقة مبادئ تكونت من عدة بنود ووقع عليها غالبية النواب الذين فضلوا الدخول في الائتلاف معنا، لكن الكثيرين هاجمونا دون داع أو مبرر".
وقال اليزل، إن "وصفى بالمرشد يعد إهانة لا يمكن السماح بها أو قبولها"، كما رفض تشبيه ائتلافه بأنه يشبهه جماعة الإخوان المصنفة كجماعة إرهابية في مصر، مشددًا على أن أي أغلبية برلمانية في العالم تتخذ قائدًا لها.
وأضاف "لا يوجد داعي لتوجيه مثل هذه الاتهامات، وما زالنا مستمرين في التفاوض مع باقي الأحزاب والقوى السياسية لعبور تلك الأزمة".
تشكيل تحالفات جديدة
على صعيد متصل أعلنت أحزاب سياسية أخرى وبينها حزب الوفد تشكيل تحالفات جديدة تحت مسمى "تحالف الأمة المصرية".
وقال نائب رئيس حزب الوفد حسين منصور، إن حزبه سيسعى لعمل ائتلاف واسع للأمة المصرية، ولمن يرغب من القوى السياسية والنواب المستقلين بأن يكون هناك كتلة برلمانية، وليس شكلًا من أشكال الحزبية، كما ورد باللائحة الخاصة بائتلاف "دعم مصر".
وأضاف في تصريحات صحفية أن "حزبه طرح فكرة الدعوة لائتلاف سياسي موسع".
لكن النائب عن حزب "مستقبل وطن"، عبد الفتاح محمد، قال: "سنحاول تشكيل ائتلاف آخر قوى داخل البرلمان، وسندرس خلال الفترة المقبلة، إمكانية تشكيل تحالف قوى تحت القبة أو الاكتفاء بالهيئة البرلمانية للحزب والتنسيق مع الأحزاب الأخرى".
ويتألف مجلس النواب الجديد من 568 عضوًا منتخبًا: 448 نائبًا بالنظام الفردي، و120 نائبًا بنظام القوائم المغلقة، ويحق لرئيس الدولة تعيين ما نسبته 5% من عدد أعضائه، حسب نص الدستور، بينما حصد مؤيدو الرئيس السيسي أغلب المقاعد وبينهم قائمة "في حب مصر" وحزب "مستقبل وطن" الذى حاز على 51 مقعدًا، كما حصل حزب "المصريين الأحرار" على 65 مقعدًا، وفاز حزب الوفد (أقدم الأحزاب المصرية) بنحو 45 مقعدًا.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز