احتفل المخرج محمد خان، أمس (الأحد)، في مكتبة "الكتب خان" بالمعادي، مع قرائه ومحبيه بإطلاق الكتاب، وتوقيعه، ومناقشته.
يحدث وراء الكواليس في إخراج الأفلام، يكون هناك "مخرج" يضبط حركة الممثلين ويوجه دفة الكاميرا ويعدل من زوايا التكوين والصورة، تفاصيل عديدة لا يعلم عنها المشاهد شيئا، كل ما يراه على الشاشة فيلم جميل يمتعه ويثير أحاسيسه، لكن ما وراء الصورة أو المشهد قليلون هم من يكشفون عنه شيئا أو يسجلون تفاصيله..
في كتابه الجديد «مخرج على الطريق» للمخرج المصري القدير محمد خان، يقدم وعلى مدار صفحاته التي تقترب من الـ600، خلاصة لمشوار طويل مع السينما، عشقًا وصناعةً وإخراجًا، عبر عشرات المقالات التي تناول فيها قضايا وموضوعات كلها عن السينما؛ همومها وأجاعها، حنين السنوات البعيدة، ذكريات لندن، وغيرها مما سجله خلال أكثر من خمسة وعشرين عامًا على صفحات الجرائد العربية والمصرية والمواقع الإلكترونية: "الحياة اللندنية"، "القبس" الكويتية، "الدستور الأصلي" المصرية، وأخيرًا جريدة "التحرير" المصرية.
«مخرج على الطريق» ليس مجرد كتاب جُمعت فيه مقالات محمد خان فحسب، لكنه يقدم خلاصة وحصاد لتجربة عريضة وممتدة مع فن السينما، ودرسًا عمليًّا بين يدي عشاقها ومحبيها عما وراء الكواليس، أو "ما وراء الكاميرا - تجربتي مع السينما"، وربما يرى فيها البعض سيرة مولع "حقيقي" بالسينما.
المخرج محمد خان احتفل، أمس (الأحد)، في مكتبة "الكتب خان" في المعادي، مع قرائه ومحبيه بإطلاق الكتاب وتوقيعه ومناقشته أيضا، بحضور وتقديم الناقد السينمائي عصام زكريا، والناقد السينمائي محمود عبد الشكور، وعدد كبير من الفنانين والكتاب والمثقفين المصريين. المناقشة حضرها جمهور كبير من عشاق سينما خان ومحبيه خصوصًا من الشباب، الذين امتلأت بهم المكتبة وفاضت حتى وصلت إلى الرصيف الخارجي للشارع وتجمع بعضهم خلف زجاج المكتبة ليتابع المناقشة من ورائها!
"مخرج على الطريق" قال بدايةً: "من المفترض أن أقول كلمة أو أرد على الأسئلة ثم أوقع على نسخ من الكتاب لمن جازف واشتراه. والحقيقة أن شعورًا غريبًا انتابني منذ الرابعة فجرًا من صباح اليوم، شعور بالقلق والرهبة من الموقف كله؛ فهو جديد تماما عليّ. إخراج "كتاب" غير إخراج "فيلم"، وعلى الرغم من أن الكتاب هو مجموعة مقالات (أعمدة) نُشرت وتنقلت في عدة جرائد عربية ومحلية منذ أوائل التسعينيات حتى الآن فهو كله على بعضه يحكي عن تجاربي السينمائية ونظرتي لهذا العالم".
"كتاب متميز ولا غنى عنه لأي محب للسينما أو مهتم بها"، بتوصيفه للكتاب، استهل محمود عبد الشكور تعليقه المفصل عن «مخرج على الطريق»، قائلا "أنا أصلا من متابعي سلسلة مقالات محمد خان البديعة التي كانت تحمل نفس الاسم، وكان ينشرها أسبوعيا في السنوات الثلاث الأخيرة في جريدة "التحرير"، ويحكي فيها ذكرياته مع السينما ومع عشق الأفلام، وهي شهادة مهمة جدا كُتبت بأسلوب سلس ومشوّق عن عصر بأكمله، بنجومه وشخصياته، ووقائعه، وعن حياة ثرية ما بين القاهرة ولندن، عاشها خان، وانعكست على عالمه وأفلامه.
عبد الشكور أضاف: "عندما يتحدث خان عن السينما تشعر أنها تقريبا محور حياته، العالم بالنسبة إليه فيلم كبير وطويل وممتد، إنه يرى الدنيا من خلال عدسة واسعة، وكل شيء يحكيه يتحول إلى صور متتابعة. ذهب إلى لندن لدراسة الهندسة فعاد مخرجًا. اكتشف بالمصادفة البحتة أن هناك دراسة للسينما، المونتيرة العظيمة نادية شكري هي التي طلبت من خان العودة إلى مصر، جاء مصممًا على أن ينتج بنفسه فيلمه الأول «ضربة شمس» بتحويشة العمر، لكن العظيم نور الشريف تحمس لكي يتحمل المخاطرة الإنتاجية بدلا من خان، وحقق الفيلم نجاحًا ساحقًا عند عرضه، ومن هنا بدأ المشوار. هذا كتاب ممتع جدا عن عشق السينما وصناعة الأطياف بوصفهما تعبيرًا عن عشق الحياة، وحب الإنسان".
«مخرج على الطريق» هو الكتاب الأول لمحمد خان (أصدره وهو في الرابعة والسبعين من عمره، وبعد ما يقرب من 30 فيلمًا أكثرها من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية والعربية) يستعيد فيه بعضًا من ذكرياته وسيرته عبر مشوار حياته مع السينما والبشر. يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي عن الكتاب: "محمد خان يقف في بدايات العقد الثامن من عمره، لكن أتحداك أن تشعر أبدا بحكاية أنه تجاوز السبعين من عمره بعامين أو ثلاثة، فهو دائما يستقبل الحياة بكل حضور وحبور وشباب، وتستطيع أن ترى هذه الشقاوة وتلك الحيوية في فيلم يحمل توقيعه على الشاشة، أو في مقال له في جريدة أو نكتة يرويها، فهو يستحق عن جدارة لقب صاروخ النكتة الأول بين الفنانين، ولكن هذه حكاية أخرى".
بينما يقول مدير التصوير سعيد شيمي: لا يفوت كل محب ومهتم بالسينما الجميلة أن يقرأ كتاب محمد خان الجديد «مخرج على الطريق». الكتاب وجبة دسمة من الذكريات السينمائية والحياتية ويحمل في طياته تجارب ونجاحات وإحباطات وأماني مر بها صديق عمري المخرج محمد خان.
محمد خان، أحد أبرز مخرجي السينما الواقعية التي انتشرت في جيله من السينمائيين نهاية السبعينيات وطوال ثمانينيات القرن الماضي، انحسر نشاطه السينمائي خلال السنوات الأخيرة، لكنه شارك في كتابة 12 قصة من 21 فيلمًا قام بإخراجها، من أفلامه المشهورة: «ضربة شمس» 1978، «الرغبة» 1979، «الحريف» 1983، «خرج ولم يعد» 1984، «زوجة رجل مهم» 1987، «بنات وسط البلد» 2005، «في شقة مصر الجديدة» 2007، «فتاة المصنع» 2013.. وغيرها من الأفلام المطبوعة في ذاكرة عشاق السينما.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg
جزيرة ام اند امز