هبة أيوب لـ"العين": أنا أول طاهية عربية تفوز بمسابقة Global Chef School
مهنة "الشيف" للفتاة.. عالم محفوف بالرفض الاجتماعي
حققت الشيف هبة أيوب حلم والدها في دراسة "جرافيك ديزاين"، لكنها بعد ذلك قررت أن الوقت قد حان لتحقيق حلمها الخاص في دراسة فنون الطهي.
في البداية حققت الشيف هبة أيوب حلم والدها في دراستها لتخصص "جرافيك ديزاين"، لكنها بعد ذلك قررت أن الوقت قد حان لتحقيق حلمها الخاص في دراسة فنون الطهي، حتى أصبحت الآن بمرتبة "شيف" بعد دراسة كثيفة في جامعات ومعاهد عالمية متعددة، ومستمرة إلى هذه اللحظة.
تعلم الفتاة لفنون الطهي والانتقال لمراحل محترفة لتصبح مهنة فيما بعد، عالم محفوف بالرفض الاجتماعي المركب، فهو رفض ينطلق من أصحاب المهنة ذاتها، ورفض ممن يحيط بتلك الفتاة التي ترغب بتعلم هذه المهنة، لكن "هبة" قاومت كل هذه الضغوط وبحثت عن الدرب الذي سيوصلها إلى حلمها بأن تصبح طاهية محترفة، وبالفعل وصلت لما تريد.
"العين" التقت الشيف "هبة" لتتعرف على أبرز محطات كسيرتها.
كيف ظهرت ميولك للطهي؟
لاحظت أمي أن الطبخ كان بالنسبة لي متعة، وأمضي أوقاتاً كثيرة في المطبخ لأجرب الوصفات منذ صغري، وعندما وصلت لعمر 13 عاماً، كنت قادرة على طهي الكثير من الوصفات الأساسية في منزلنا دون إشراف أمي، هذه الميول لا تعد غريبة بالنسبة للعائلة كون أمي طاهية من الدرجة الأولى، وأيضا أخوالي متخصصون بفنون الطهي.
وكانت أول وصفة غربية طبقتها هي "الكوكيز سبلاي" وأيضاً سلطة الفواكه وكنت في مرحلة المدرسة.
أين درستِ فنون الطهي؟
درست فن الطهي في جامعة (city and guilds) البريطانية في عام 2013، وحصلت على شهادة دبلوم في فنون الطهي الحديث من جامعة (global chef school)، والدراسة مستمرة لا تنقطع في فنون الطهي، الآن عمري 29 عاماً، وما زال لديّ الكثير من الرغبة في التعلم.
ما التحديات التي واجهتيها؟
تحديات كثيرة، لم تفتح لي الأبواب بسهولة، فبعض الفنادق رفضت أن أتدرب لديها، كوني مجرد فتاة دون الاطلاع على مهاراتي، وعندما تدربت مع الزملاء لاحظت رفضهم لفكرة وجودي معهم في المطبخ، ولا ننسى رفض بعض أفراد العائلة والأصدقاء.
ولكن كان لدي إصرار وعزيمة بأن أدرس فن الطهي، فكنت أعمل في شركة والدي، وبعد الثالثة عصرا أتجه نحو الفندق لأتدرب تسع ساعات، وهكذا إلى أن أصبح لدى الطهاة الذين حولي يقين بأنني ماهرة.
وأشكر أهلي بالدرجة الأولى لأنهم ساندوني، وأيضا كلاً من الشيف مها أيوب، رامي حماد، زياد هديب، ومحمود القيسي، فقد شجعوني لأحقق حلمي والانتقال من مرحلة هاوية للطهي إلى شيف بدرجة الاحتراف.
هل توجد تجارب مفصلية في حياتك كطاهية؟
نعم بدون شك، اشتركت في مسابقة طبخ "هوريكا" في عام 2014 التي تشرف عليها لجنة عالمية، وتم اختيار فئة الطعام النباتي لي لأعد طبقا وأتحدى به المشتركين، وبالفعل أعددت طبق "الكسكس المغربي" وأاضفت عليه فاكهة مجففة، وحصلت على جائزة برونزية، وهذا التحدي كسر لدي حاجز الخوف.
وقبل فترة خضعت لامتحان وتحدٍّ بين الطهاة في (global chef school)، وكان يتطلب إعداد 3 وصفات بطعم الكحول، وكوني فتاة مسلمة، رفضت الطهي بالكحول وطلبوا مني إعداد وصفات دون الكحول، والمهم أن يتنافس الطعم مع الوصفات المطهوة بالكحول، والحمد لله تحديتهم وحصلت على معدل 98% أي الأولى بالتحدي مع مرتبة الشرف، وكنت أول عربية مسلمة، تحصل على هذا المعدل وترفع علم الأردن في هذا التحدي.
الوجبات السريعة هل تنافس الطعام المنزلي لتغير أساليب الحياة؟
يبقى الطعام المعد في المنزل له مكانة خاصة، ولا نستطيع تجاهلها، ولكن الزوجة الحالية تعاني من مشكلة ضيق الوقت، كونها تعود من العمل بوقت متأخر وتشعر بالإجهاد، إلا أننا كطهاة نشجع ربات المنازل على الطهو المنزلي لأنه اكثر سلامة وصحة، وهنالك وصفات سريعة لا يزيد تطبيقها عن نصف ساعة، ومن الممكن أيضاً أن تنظم ربة المنزل وقتها وأن تحضر نصف الوصفة قبل يوم وتكملها باليوم الذي بعده.
ماذا عن خططك المستقبلية؟
خططت لخوض تجربة البرامج التليفزيونية، وبالفعل خضتها في قناة رؤيا، والتلفزيون الأردني هذا العام، بالإضافة إلى تجربتي مع إذاعات "صوت الغد"، و"فن إف إم"، و"مونت كارلو".
وحاليا أعمل على تأسيس أكاديمية طهي بأسعار رمزية، تعمل على تأهيل المرأة غير العاملة، وأيضا الطلاب الذين لا يستطيعون الدراسة في أماكن تعليم الطهي المكلفة.
ماذا تقولين للفتيات اللاتي لا يتقن فن الطهي؟
من المهم أن تتحدى الفتاة نفسها في أي أمر تفشل به، والتجربة أفضل طريقة للتعلم، والفتيات المقبلات على الزواج من المهم أن يكون لديهن مهارات الطهي، لأنها ستصبح "أمًّا" فيما بعد، وتحتاج إلى تغذية أطفالها وأسرتها بشكل صحي وسليم، لأن الطهي في المنزل لا يضاهيه أي أسلوب آخر، فالطعام السريع مضر جدا للصحة، كما أثبتت الدراسات.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز