عدد ساعات النوم يرتبط بالعمر.. والتكنولوجيا بريئة من الأرق

دراسة تبين أن البشر يقضون 25% من نومهم في مرحلة "حركة العين السريعة"، والتي تعد من أكثر مراحل النوم عمقًا، مقابل 5% لبقية الثدييات.

الحصول على قدر كافٍ من النوم يجعلك تستيقظ منتعشاً، نشطاً مليئاً بالطاقة والانتباه والحيوية.

وتختلف أنماط النوم وعدد الساعات التي يحتاجها كل إنسان باختلاف عمره، حسب دراسة أمريكية قام بها فريق بحث من جامعة دوك في نورث كارولاينا، ونشرت في صحيفة Evolutionary Anthropology.

وحسب مراكز مكافحة الأمراض والحماية منها، فإن ساعات النوم التي نحتاج إليها تختلف من شخص لآخر مع تقدمنا في العمر، فيحتاج الأطفال مثلا إلى النوم لمدة 10 ساعات، بينما يحتاج المراهقون ما يتراوح بين 9 و10 ساعات. أما البالغون فيحتاجون ما يتراوح بين 7 و8 ساعات يوميا، لكن استطلاعا صحيا أظهر أن 30% من الناس يحصلون على معدل أقل من 6 ساعات نوم يوميا.

وكشف باحثون بقيادة الدكتور ديفيد سامسون، أنهم جمعوا معلومات عن أنماط النوم عند الثدييات، ثم استخدموا أساليب إحصائية لحساب التسلسل الهرمي لكل نوع في شجرة العائلة الرئيسية للثدييات.

وأوضحوا أن البشر يقضون 25% من نومهم في مرحلة حركة العين السريعة، والتي تعتبر من أكثر مراحل النوم عمقًا، بينما تقضي الأنواع الأخرى من الثديات 5% من نومهم في هذه المرحلة.

وقد وجد الفريق أن البشر هم أقل الأنواع نومًا بمعدل 7 ساعات كل ليلة بينما تحتاج الأنواع الأخرى من 14 إلى 17 ساعة.

وقضى سامسون حوالي 2000 ساعة وهو يشاهد حيوان إنسان الغاب في مرحلة حركة العين السريعة ومرحلة حركة العين غير السريعة، كجزء من دراسة كان يجريها قبل انضمامه إلى جامعة دوك، ولاحظ أن البشر مميزون بنومهم القليل والعميق.

في عالمنا الحديث فإننا قد نلوم التكنولوجيا على تغير أنماط نومنا، لكن الفريق يقول إنها ليست السبب، لأن دراسة مختلفة لعادات النوم كشفت أن المجتمعات التي لا يوجد فيها كهرباء مثل تنزانيا، وناميبيا، وبوليفيا، تحصل على ساعات نوم أقل من تلك المجتمعات المهووسة بالتكنولوجيا.

ونتيجة لما وجدته الدراسة فإن فريق البحث قدم نظرية النوم الكثيف، التي تقترح أن البشر الأوائل واجهوا ضغوطًا معينة ليحصلوا على نوعية نوم أفضل وساعات نوم أقل، وأضاف أن النوم القليل كان يعطي البشر الأوائل مدة أطول من النشاط لإتقان مهارات جديدة ومعرفة أفضل بينما يعتبر النوم العميق ضروريا لدعم هذه المهارات ويؤدي إلى تحسين قدراتهم وتطويرها.