أعمال تشكيلية تسترد وجه القاهرة الخديوية
فنون معاصرة تتفاعل مع الملامح العتيقة ببناية "تمارا" القديمة بمنطقة وسط المدينة بالقاهرة وذلك من خلال معرض "الحرف الـ29 من الأبجدية".
في تجمع فني مُغاير تشارك 5 جاليريهات مصرية بنحو 100 عمل فني خلال معرض "الحرف ال29 من الأبجدية" الذي تتفاعل فيه الأعمال المعاصرة مع الملامح العتيقة لمكان المعرض الكائن ببناية "تمارا" القديمة بمنطقة وسط المدينة بالقاهرة.
ومنحت العروض التشكيلية البناية القديمة، التي يعود عمرها إلى عام 1929، بُعدا بصريا إضافيا وتجربة جديدة تختلف عن العروض التقليدية داخل الجاليريهات الفنية الحديثة.
يبحث المشاركون عبر فعالية "الحرف الـ29 من الأبجدية" عن لغة جديدة للتواصل بين لغة الفنان الفردية والمشاهد الذي يتفاعل مع العمل، إذ يضم المعرض مشاركات فنية لخمسة جاليرهات وهما جاليري بيكاسو، وكريم فرنسيس، ومصر، والمشربية للفنون المعاصرة وآتون، بالإضافة لمشاركات مستقلة، ويتبع هذا العرض الفني برنامج "سرديات معاد تخيلها" الذي تنظمه مؤسسة "آرت دى إيجبت" بالتعاون مع منظمة "اليونسكو".
وفي تتبع لحالة التواصل اللغوي التي تبحث عنها أعمال المعرض، تحتشد المدارس والاتجاهات الفنية المشاركة، سواء في الرسم أو التصوير والنحت، وكذلك يشهد المعرض حضور أسماء فنية مُخضرمة منهم الفنانين فاروق حسني، وعفت ناجي، وآدم حنين، ومحمد عبلة، وبريت بطرس غالي، ومدحت شفيق وفتحي حسن وغيرهم.
يُقام المعرض على امتداد طابقين يصل بينهما سلم خشبي عتيق، ويتسع للرؤى التقليدية للفن وكذلك الرؤى التجريبية والتفاعلية، ويحضر فن البورتريه بوجوهه التجريدية والتعبيرية، وتبرز أعمال الفنان السوداني صلاح المر الذي ظهرت في المعرض أعمال من مجموعته المتفرقة بين رسم ونحت، ووجوه الفنان نزير طنبولي الذي قدم أكثر من عمل تمتزج فيها بورتريهاته بمسحة سيريالية تتفرق فيها الملامح النمطية للوجوه، وتسود أطرها شاعرية مشتقة من ظلال الليل، وتُطلق الفنانة المصرية إيمان إبراهيم على وجوهها اسم "سلسلة المُحبين" التي منحت بها ألوانها الصاخبة وملامح أبطالها المطموسة الجسارة للتعبير عن انفعالاتها الفنية بثيمة الحب.
وتظهر الفوتوغرافيا والجرافيك وفنون "بوب آرت" في المعرض كتقنيات بصرية جاذبة بالتوازي مع الاستخدام البصري للخامات التقليدية وتوظيفها في مشروعات فنية كما قدم الفنان محمد الجنوبي من خلال استخدامه للفحم كمادة أولية تُحاكي البدايات البشرية واكتشافه للخامات من حوله.
وقدم 4 فنانين، هبة حسين وياسر نبيل وهالة عاشور ووفاء الباشاشيبي، لوحة زيتية ضخمة تستلهم رواية "الخبز الحافي" الشهيرة للكاتب المغربي محمد شكري، وبها خاض الأربعة فنانين تجربة التعبير المشترك على سطح اللوحة عن انفعالات الرواية المختلفلة وفقا لزاوية كل فنان منهم الخاصة.
ويشهد المعرض عروضا تفاعلية لعل أبرزها قيام الفنان المصري محمد عبلة بتجربة الرسم الحيّ أمام جمهور المعرض، وقدم في قاعة خاصة عددا من الأعمال التي تسودها فلسفة الفنان الغارقة في نوستالجيا الطفولة والتقنيات الشعبية والمشاهد المحلية الصاخبة.
كما تم تخصيص قاعة بالمعرض للمحاضرات المرتبطة بالحركة الفنية المعاصرة، من أبرزها محاضرات عن تأثير الفن على المجتمع، والتراث الإسلامي تحت أضواء فن اليوم، ويعد المعرض أحد نتاجات مشروع "سرديات معاد تخيلها" الذي تقوم فعالياته الرئيسية في شارع المعز الأثري بالقاهرة، ويهدف لتسليط الضوء على الفن المصرى المعاصر وربطه بالإرث الثقافي والتاريخي لمصر.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg جزيرة ام اند امز