"مراكب البرلس".. معرض مصري يخلد حكايات رسمها الماء وفنانو العالم
المعرض يضم 10 مراكب كبيرة و30 مركب صغير، من أصل 60 مركب تم رسمهم خلال الملتقى هذا العام.
يستضيف جاليري "آزاد" بالقاهرة معرضاً بعنوان "مراكب البرلس" الذي يضم عدداً من المراكب التي تحمل على سطحها الكثير من حكايات النسخة الـ6 من ملتقى البرلس الفني العالمي الذي اختتم أعماله مؤخراً.
ويعد المعرض تتويجاً لاحتفالية فنية استمرت على مدار أسبوعين في مدينة البرلس الساحلية المصرية، وتعتبر المراكب المعروضة بالجاليري هي جزء من المراكب المرسومة كنتاج للورش التي نظمتها مؤسسة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر خلال الملتقى هذا العام.
وقال الفنان المصري عبد الوهاب عبد المحسن، مؤسس ملتقى البرلس الدولي للفنون، إن المعرض يضم 10 مراكب كبيرة و30 مركب صغير، من أصل 60 مركب تم رسمهم خلال الملتقى هذا العام.
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية": "التنوع الفني الذي ظهر من خلال المراكب والجداريات هذا العام كان لافتاً جداً، ففي بداية الملتقى قام المشاركون بالتجوّل في المدينة، فبعضهم استلهم من طبيعتها موضوعات لمشاركته، وآخرين عبروا عن تجاربهم الذاتية، مثل ما قدم أحد الفنانين من إيطاليا جدارية ضخمة طولها 10 أمتار تحمل تجربته الفنية الغارقة في التجريد باللونين الأبيض والأسود التي يقدمها في جاليريهات إيطاليا".
وتابع مؤسس ملتقى البرلس أنه لا يوجد أي إملاء للفنانين لرسم موضوعات بعينها، ما عدا التوجه الخاص بالملتقى بعدم التطرق لموضوعات دينية أو سياسية، لافتاً إلى أن موضوعات هذا العام تنوعت ما بين مفردات الحياة المصرية والطبيعة الحرة والبورتريهات وغيرها من الملامح الفنية.
وأوضح: "لعل أبرز ما في الملتقى هذا العام كان التفاعل والتقارب الشديد بين أهالي مدينة البرلس وخاصة الأطفال مع الفنانين المشاركين، فالمسافة بين الفنانين والأهالي تلاشت تقريباً هذا العام، وظهرت علامات الود، من ضيافة الأهالي للفنانين بالشاي والقهوة، وتجاسر الأطفال للإمساك بالفرشة والألوان بصورة مبهجة".
وشهد ملتقى هذا العام مشاركة أكثر من 40 فنان من 22 دولة، وظهر تنوع بين استخدام تقنيات البورتريه، من بينها وجه الأديب المصري نجيب محفوظ، ضمن وجوه تستلهم الملامح المحلية، وأخرى تُظهر الوجوه النسائية بتنويعاتها الفلكلورية والشعبية والحالمة.
كما ظهرت تقنيات الخط العربي في تشكيل الجداريات والمراكب، وكذلك تقنيات المُفردات المُستلهمة من الطبيعة الحيّة على ضفاف بحيرة البرلس، التي يعمل أغلب أهلها بالصيد، فتظهر مفردات اللون الأزرق والأسماك والطيور على عدد كبير من أسطح المراكب.
ويُنظم الملتقى في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام في مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ شمال دلتا مصر، وعلى رأس أعماله كل عام تجميل المدينة بالرسم على جدارانها ونوافذها ومراكبها، في مناخ فني عابر للحدود الجغرافية ومتنوع الثقافات، يسعى لفتح حوار عفوي مع أهالي المدينة، في تجربة للخروج بالفنون التصويرية والتشكيلية خارج الإطار التقليدي للجاليرهات الفنية، وتوسيع دائرة جمهور هذه الفنون.