"عمر الفيومي 40 سنة".. بساطة الحياة اليومية المصرية في لوحات
عمر الفيومي ولد عام 1957 وتخرج من كلية الفنون الجميلة – قسم التصوير الجداري عام 1981، ثم غادر إلى روسيا عام 1986.
يمثل معرض "عمر الفيومي 40 سنة" المقام بقاعة "مارجو فيلون" في مركز التحرير الثقافي بمقر الجامعة الأمريكية بوسط العاصمة المصرية القاهرة مناسبة لتأمل المسيرة الفنية لتشكيلي مصري متميز عرفت تجربته على مدار 40 عاما، تحولات لافتة، وعبر تلك المسيرة تمكن صاحبها من تأكيد اسمه بين أبناء جيله من الفنانين البارزين.
ولد عمر الفيومي عام 1957 وتخرج من كلية الفنون الجميلة – قسم التصوير الجداري عام 1981، ثم غادر إلى روسيا عام 1986 واستكمل دراسته حيث التحق عام 1986 بأكاديمية "ريبين"-أكاديمية الفنون الجميلة بمدينة بطرسبورغ (الأكاديمية الإمبراطورية للفنون والتي تأسست عام 1757) ودرس هناك التصوير الجداري في صفوف طلبة الفنان التشكيلي الروسي الكبير، فنان الشعب، أندريه ميلنيكوف (1919-2012)، وحصل على أستاذية الفن من الأكاديمية.
وحصل على شهادة عام 1991 من قسم التصوير الجداري بأكاديمية الفنون الجميلة "ريبن" في سانت بيترسبرج، روسيا.
يتحرر مشاهد معرضه الجديد من الكثير من المقولات التي حصرت تجربة الفيومي في إطار النظر إليه كرسام للجداريات أو البورتريهات وهي الخيارات التي سيطرت علي غالبية معارضه في السنوات الأخيرة.
وتبدو تجربة الفنان من خلال المعرض المنتظم في قاعتين، فضلا عن قاعة بالطابق العلوي كشريط متتابع يظهر التحولات التقنية من جانب، ومن جانب آخر الهواجس التي قادت الفنان للانشغال بموضوع معين تحول معه من هاجس أو سؤال إلى رؤية العالم.
ما يؤكد عليه المعرض هو أن الفيومي فنان تصوير زيتي قبل كل شيء وهو ملون بارز أيضا على وعي طويل بالإرث الفني للحركة التشكيلية المصرية، ففي الكثير من لوحات البدايات تتجلى الرغبة في العمل بانضباط الاسكتش المعروف في أعمال الفنان التشكيلي المصري حسن سليمان، وهناك الكثير من اللوحات التي يمكن وصفها بلوحات الطبيعة الصامتة وتبدو فيها قدرة الفنان على الاختزال وإجراء إزاحة لونية والعمل بتقشف بالغ.
وتجري مقاومة هذا الشعور في لوحات أخرى تنطلق من رغبة في تبني الصخب اللوني الموجود في لوحات الأخوين المصريين سيف وأدهم وانلي التي تبدو في طريقة بنائها أقرب لرسوم المناظر المسرحية، ولا يغيب عن تلك اللوحات الخيال السوريالي الذي تنامى في لوحاته التي تتابعت بعد ذلك وبدا أقرب للوحات متعددة الخلايا.
وعلى صعيد الموضوع يبدو الولع اللافت برسم الجداريات والبورتريهات في المرحلة التي أعقبت سفره لروسيا وهي مرحلة حاول فيها الفنان إيجاد حلول تجمع إرثه كرسام مصري ورسوم الأيقونات الروسية المعروفة وجداريات الكنائس.
وفي اشتغاله على الجداريات هناك اهتمام مبهر بتفاصيل الحياة اليومية المصرية والرغبة في تثبيت المشاهد والطقوس والانتقال بها من مستوى الرصد لمستوى التأويل، فوقوف السيدات في الشرفات يتحول من مشهد متكرر لعالم متكامل يحاط بالأسئلة الرغبات، بينما يتجلى المقهى كتفصيلية رئيسية في عالم الفيومي ولوحاته التي أنتجها في العشر سنوات الأخيرة، وفي تلك اللوحات تتجلى السمة الكرنفالية بالمعنى الذي تحدث عنه الناقد الروسي ميخائيل باختين حيث الكرنفال هو حدث شعبي يتوجّه ضد الثقافة الرسمية السائدة.
ومن سماته مواجهة الازدواج القيمي بتعدّد الأصوات والضحك، وهي حالة نقدية تشكّك طقوسها في الأخلاق السائدة والمعايير المتّبعة.
الكرنفالية وفقا لهذا المفهوم لا تُفصل عن السياق الاجتماعي، لانها تمكن من تقريب الشيء، وإدخاله في دائرة الاتصال الفظ إلى جانب الشك فيه وتشريحه وتعريته وفضحه، لذلك في الكثير من أعمال الفيومي روح الفنان الفطري والرغبة في التعبير ببساطة دون فذلكات تأخذ لوحاته إلى التجريد.
ولا يمكن أن نفصل اللوحات التي تعالج موضوع الشيطان عن هذا السياق، الذي يظهر الجانب الهزلي في الصور التي تنتجها المخيلة الشعبية للشياطين والسحرة، فالوجوه هنا أقرب لأقنعة.
وتجدر الإشارة الى أن أعمال عمر الفيومي عرضت فى عدة معارض جماعية بالإضافة إلى معارضه الفردية التى أقامها فى أماكن متعددة، ومن ضمنها كريم فرانسيس جاليرى، إخناتون جاليرى، أتيلية القاهرة، وجاليري القنصلية الروسية، ويستمر معرضه الحالي حتى منتصف الشهر الجاري.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز