حكايا حيطان.. معرض يلامس أحلام وآلام الفلسطينيين بغزة
المعرض يحظى باهتمام واسع ويشهد تفاعلا من الجمهور الفلسطيني، خاصة طلبة المدارس الحكومية والمدارس التابعة للأونروا بغزة.
تنوعت اللغات التي ظهرت بها الكتابات والزوايا في معرض "حكايا حيطان" بغزة، ما بين الكنعانية والسريانية والعربية، لتعكس أحلام وطموحات جيل يافع مفعم بالأمل رغم ألم الواقع المعاش.
وحظي المعرض الذي أقيم، الإثنين، في غزة، باهتمام واسع، وشهد تفاعلاً من الجمهور الفلسطيني، خاصة طلبة المدارس الحكومية والمدارس التابعة للأونروا بغزة.
وأوضحت علا بدوي، مديرة مكتب كنعان في غزة، وهي الجهة المشرفة على الفعالية، أن "حكايا حيطان" هو معرض أنشطة تفاعلية لحكايات جدران الشوارع، يقودها فريق من اليافعين ضمن مشروع "كتابات"، وهو أحد مشاريع التكون المهني.
وقالت "بدوي" لـ"العين الإخبارية": "المعرض فعالية ختامية لرحلة تعليمية خاضها على مدار عامين مجموعة من الطلبة، ضمن أحد مسارات التعلم بمشروع أشرفت عليه مؤسسة عبدالمحسن القطان، في إطار الفعاليات التي تقام لأجل المجتمع، ومشاريع التكوين المهني التي يعمل عليها برنامج البحث والتطوير التربوي في المؤسسة".
وأشارت إلى أن المعرض نتاج مشروع "بين معلم وطلبة"، وقائم على فكرة التعلم، وهنا اختار الطلبة مشروع الكتابة لتأثيرها في المجتمع، مبينة أن المشروع جمع بعض العبارات المنتشرة في الشوارع والأماكن العامة؛ حيث تم جمع 30 عبارة وعرضها للزوار، في حين اشتمل المعرض على 5 زوايا كأنشطة تفاعلية.
ولفتت إلى أن الطلبة خرجوا من الإطار التعليمي التقليدي والمنهجي، للتعلم بالكتابة الكنعانية وكتابة الحيطان، واختاروا مجموعة من العبارات التي تحولت لأنشطة عن الحلم والقصص الحلوة والمحزنة وأبطال الحياة.
وانطلق المشروع التعليمي في منتصف 2017 بهدف التعلم، عبر استقصاء وفهم فعل الكتابة في حياة المجتمع، حيث بدأ مجموعة من الطلبة ومعلمهم، بالشراكة مع البرنامج، باستقصاء أصول الكتابة ونشأتها وفعلها في حياة الناس، وتتبعوا تطور أبجدياتها ورموزها لدى عدد من الحضارات القديمة.
كما عملوا على تفسير بنية هذه الرموز وتطورها، وبناء على ما توصلوا إليه من فهم، قاموا بابتكار رموز لـ8 أحرف في اللغة العربية، لا يوجد لها مقابل في الأبجدية الكنعانية.
وبينت "بدوي" أن الطلبة المشاركين في البرنامج انطلقوا عام 2018 يستقصون كتابات الجدران في قطاع غزة، يلتقطون لها الصور، ويعملون على فهمها وتحليلها وإنتاج قصصهم لها، ومن ثم خاضوا رحلة تعليمية جديدة، دارت حول تحويل مجموعة من عبارات الجدران إلى أنشطة تفاعلية تهدف إلى مشاركة مجتمعهم، عبر تصميم الأنشطة وتجريبها فيما بينهم، وإعادة العمل عليها وتطويرها، انتهاء بالعمل مع مؤسسة "مشارق" في إنتاجها، حتى وصلت الأمور إلى المعرض اليوم.
وتضم زوايا "حكايا حيطان" معرضاً مخصصاً للصور وأنشطة عدة، منها "أحلام باريسية"، و"كيف بتشوف غزة"، و"عيشوني بقصة حلوة"، و"اللي منغص حياتي"، و"زابط ومش زابط"، و"رسالة مصالحة"، و"اضحك لو مش زابطة معك"، إلى جانب زوايا صور من مشروع الكتابات وزاوية من منتجات الطلبة.
وخلف جدار تزيّن بصور لوحات جدارية وعبارات كتبت على حيطان الشوارع، وقف أبوبكر عابد، الطالب في الثانوية العامة، وأحد المشاركين في البرنامج، مبيناً أن هذه زاويته الخاصة، وأوضح لـ"العين الإخبارية": "البرنامج بدأ قبل عامين ونصف، وكنا مهتمين باللغة الكنعانية وتراثنا".
وأشار إلى أنه اختار مجموعة من الصور والكتابات والجداريات التي كتبها أبناء فلسطين بقهر ومعاناة، وهي كتابات حملت الأمل والحب والعزيمة، معبراً عن فخره بهذه المشاركة، آملاً أن تتحقق آمال الشباب وعموم الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال عبدالرحمن إسماعيل، وهو طالب توجيهي مشرف على زاوية "اضحك وإذا مش زابط معك بتزبط بعدين"، إنه "اختار العبارات والكلمات التي تضحك الناس"، مشيراً إلى أنه حرص على البحث عن مساحات الفرح والضحك وسط الهموم التي يعيشها أهالي غزة.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "بحثنا في قلوب الناس، وقرأنا المكتوب على الجدران ونقلناها للمعرض. نحاول أن نجذب الناس حول ماذا تحكي الكتابات على الجدران، والآن أحضرنا الناس هنا لنسمع منهم".
ومن الزوايا التي حظيت بإعجاب الحضور، الميداليات التي كتب عليها بالكنعانية، وكذلك كتابات بالكنعانية على العظام.
وترك المعرض مساحة للزوار بعدة زوايا ليكتبوا عن أحلامهم، فكتبت إحدى الطالبات عن أمنيتها بالعودة لبلدتها الأصلية، وأخرى عن تحرير فلسطين، في حين تمنت طالبة ثالثة أن تصبح طبيبة لتخدم شعبها، بينما كتب أحد الأطفال أمنيته أن يصبح محامياً ليدافع عن حقوق شعبه.
وفي زاوية أخرى تحت عنوان "كيف بتشوف غزة"، كتب الطلبة مشاعرهم عن جمال مدينتهم ومعاناتها تحت الحصار والانقسام.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز