قطف الزيتون.. موسم تراثي واجتماعي في غزة
المؤسسات الفلسطينية تحرص على تنظيم فعاليات خاصة في هذا الموسم، تحيي التراث الوطني، وترسم لوحة تراثية خلال عمليات قطاف الزيتون.
تتعدد طقوس قُطاف الزيتون في قطاع غزة، ما بين الدبكات الشعبية والأهازيج وأغاني الفرح، وإعداد وجبات الطعام الشعبية على النار.
الحاج عبدالرحمن أبوصبيح، صاحب الـ65 عاماً، اصطحب جميع أفراد أسرته لحقله لقطف الزيتون مع انطلاق موسمه في قطاع غزة، مستبشراً بموسم خير وبركة.
وفيما انهمك "أبوصبيح" في متابعة العمال وأفراد الأسرة في قطف الزيتون، انشغلت زوجته وبناته وزوجات أبنائه في إعداد الطعام بطريقة تقليدية.
وقال "أبوصبيح": "هذا موسم خير وبركة، والحمدلله هذا العام الأجواء مبشرة والثمار جيدة"، آملا أن يعوض ذلك خسائر الأعوام السابقة.
وأشار إلى أن موسم الزيتون يعد فرصة لاجتماع الأهل والأحباب، والتعاون فيما بينهم، حيث يقوم هو بتوزيع المهام والأدوار، ما بين إعداد الطعام وما بين القطاف وجمع المحصول وفرزه.
وتحرص المؤسسات الفلسطينية على تنظيم فعاليات خاصة في هذا الموسم، تحيي التراث الوطني، وترسم لوحة تراثية خلال عمليات قطاف الزيتون، حيث تنطلق فرق المتطوعين لمساعدة المزارعين.
ويستغل الشبان فترات الاستراحة للدبكات الشعبية والأغاني والأهازيج، وسط أجواء تبدو أشبه بالعرس والاحتفالية الخاصة.
وقال أحمد عزالدين، وهو شاب مشارك في حملة تطوعية لقطاف الزيتون، إنه اتفق مع زملائه في المؤسسة على تخصيص يومين هذا الشهر لمساعدة المزارعين في المنطقة الحدودية المحاذية لشمال قطاع غزة.
وأوضح "عزالدين" لـ"العين الإخبارية" أن فريقا من المتطوعين يضم 15 شاباً وشابة ساعدوا المزارعين في قطف الزيتون، وخلقوا أجواء بهجة خلال عملية القطف، وهو ما أدخل السعادة على نفوس المزارعين، لا سيما أن الموسم كان جيداً.
"يلا نقزدر" هو اسم المبادرة التي أطلقتها بلدية عبسان الكبيرة جنوب قطاع غزة، وجمعت خلالها مجموعة من الصحفيين للمشاركة في موسم الزيتون، بما أتاح أمامهم المشاركة في هذا العرس الوطني، وتغطيته، كل بطريقته الخاصة.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في قطاع غزة نحو 39 ألف دونم، منها 32 ألف دونم (الدونم ألف مترمربع) مُنتجا ومُثمرا، وفق المتحدث باسم وزارة الزراعة بغزة أدهم البسيوني.
وأكد أن موسم الزيتون هذا العام، حقق نسبة عالية وجيدة مقارنةً بالسنوات السابقة، ويغطي نسبة كبيرة من احتياجات غزة من الزيت والزيتون.
وتوقع "البسيوني" أن يصل حجم إنتاجية موسم الزيتون هذا العام إلى 30 ألف طن تقريباً، منها 6 آلاف لتخليل حبات الزيتون، و24 ألف طن لإنتاج زيت، بمعدل إنتاج 4 آلاف طن.
وأوصى "البسيوني" المزارعين بتأخير موعد قطف الزيتون، لتحقيق كميات أفضل وجودة أعلى من الزيت، بناءً على دراسات علمية وتجارب سابقة في هذا المجال.
وتتعدد أنواع أشجار الزيتون في قطاع غزة، إلا أن أشهرها هي: السري، والشملالي، وK18، والسري هي الأجود.
ويبين المهندس نزار الوحيدي، مدير عام الإرشاد والتوعية في وزارة الزراعة بغزة في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن متوسط الإنتاج لدونم الزيتون الواحد يبلغ 550 كجم.
وأكد "الوحيدي" أن المنتج هذا العام أفضل كثيراً من العام الماضي، وهو يلبي احتياج القطاع تقريبا.
ورغم الإنتاج الوفير، إلا أن حجم الطلب على الزيت والزيتون لا يزال محدوداً بسبب التدهور الاقتصادي في قطاع غزة.
ويشير "الوحيدي" إلى أن التدهور الاقتصادي الناجم عن الحصار في غزة، ينعكس سلباً على سعر بيع الزيت والزيتون، مشيراً إلى أن سعر بيع كيلو الزيتون لا يزيد على 1.5 دولار، في حين تصل تنكة الزيت إلى 100 دولار فقط.
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز