التربية الذكية.. تجربة نسائية فلسطينية لمواجهة ضغوط الاحتلال
الحكاية بدأت باتصالات فردية عبر الهاتف أو من خلال صفحة فيسبوك حول موضوعات اجتماعية وتربوية ونفسية نتيجة الاحتلال والحصار في قطاع غزة
من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى مجموعات الواتساب، تتنقل حكمت بسيسو، خبيرة التربية الاجتماعية الفلسطينية، مقدمة بدورها أهم الاستشارات لمعالجة التداعيات السلبية والضغوط النفسية الناجمة عن الاحتلال والحصار في الأراضي المحتلة وقطاع غزة تحديدًا.
بدأت الحكاية باتصالات فردية عبر الهاتف أو من خلال صفحة فيسبوك، حول موضوعات اجتماعية وتربوية ونفسية، غالبيتها ناجم من تداعيات الاحتلال وحصاره لا سيما في قطاع غزة.
نحو تربية ذكية
استشعرت حكمت بسيسو أهمية المساهمة في إنقاذ الواقع الأسري، والانطلاق نحو تربية ذكية، تعزز قدرة الأهالي على تجاوز ضغوط الحياة، والنظر للمستقبل بإيجابية.
وقالت بسيسو لبوابة العين الإخبارية: "كنت أقدم إجابات وتوضيحات وحلولاً للناس بشكل فردي، ثم قررت تأسيس مجموعة على الواتساب ليستفيد أكبر عدد من المواطنين وأتمكن من تقديم المشورة لأكبر عدد ممكن".
تنشط بسيسو برفقة صديقتها حنان وليد، الأخصائية السلوكية والنفسية، في متابعة تساؤلات المتابعين والمتابعات مجيبات على الاستفسارات، حيث يقدمن بعض الحلول لتجاوز الصعوبات، وتركزن على تلافي الضغوط النفسية وتجاوز صعوبات التعلم وغيرها من الإشكالات النفسية والتربوية.
وقالت بسيسو: "فوجئنا بحجم الإقبال من الفلسطينيين في كل المحافظات وحتى الموجودين خارج فلسطين".
حصار غزة
وقطاع غزة الذي يعيش واقعا اقتصادية صعبا تصل نسبة الفقر المدقع فيه إلى 60% ومتلقي المساعدات إلى 80%، بعد 3 حروب و12 سنة من الحصار، خلفت واقعا اجتماعيا ونفسيا معقدًا زاد المسؤولية على بسيسو والفريق المتطوع معها.
وتوضح بسيسو أن الأسئلة من غزة تتركز حول العنف داخل الأسرة، والكوابيس والفزع الليلي عند الأطفال وحتى النساء وغيرها من الأسئلة الناتجة عن استمرار مظاهر الحرب الإسرائيلية؟ فمثلا كثيرون ترهبهم أصوات الطائرات المحلقة في سماء غزة، وفق بسيسو، فتأتي التساؤلات عن كيفية مواجهة خوف الأطفال من الأصوات المرتفعة وإطلاق الرصاص والقصف والانفجارات.
وأشارت إلى أن أسئلة الأهالي من غزة تؤكد مدى سوداوية نظرة الأطفال للمستقبل وقناعتهم أن الحياة محدودة ومحفوفة بالمخاطر، فيما الأهل يواجهوا مشاكل عدم قدرتهم على تقديم إجابات عن الاحتلال والعدوان والقصف والطائرة في السماء والحصار.
مقومات الصمود
وقالت بسيسو: "هذه المفاهيم للأسف عالقة في أذهان الأطفال وترهبهم"، مبينة أن الآباء عادة لا يمتلكوا الخبرة لتنشئة أبنائهم بالشكل السليم؛ لذلك يحتاجون لمساعدة خارجية تفكك لهم التعقيدات الموجودة في العملية التربوية والاجتماعية.
وأضافت "نحن نقدم واجبا إنسانيا وأخلاقيا للمجتمع.. لأن المجتمع بحاجة لهذه الخبرات التربوية والتعليمية لأنها مقوم الصمود للشعب الفلسطيني في ظل التوترات والضغوط العالية جدا الناتجة عن المحنة التي نعيشها".
حلول عن بعد
وتشير حنان وليد أخصائية سلوكية ونفسية إلى أن زيادة الضغوط الناجمة عن الحصار والاحتلال دفعت الأهالي إلى زيادة اللجوء للمتخصصين في الصفحات والمجموعات الإلكترونية ليقدموا لهم استشارات عن بعد.
وقالت وليد لـ"بوابة العين": "الناس عادة يبحثون عن حلول عن بعد للخروج من حالة الحرج خلال مواجهة الأخصائيين بالمشاكل الاجتماعية"، مشيرة إلى أن مبادرتهن قدمت العديد من الإرشادات للناس حول كثير من الأسئلة المتشابهة، وهنا يتابعن نتائج تطبيق الأهالي للإرشادات.
وأضافت "لن نتوقف عن تقديم كل ما نستطيع لحماية الأسرة الفلسطينية مما تتعرض له".