صور.. مهد المسيح تعزف تراتيل الموسيقى رغم الاعتداءات الإسرائيلية
أعياد الميلاد تحل على فلسطين وسط ظروف صعبة
مدينة بيت لحم تعاني من تصعيد إسرائيلي وعزل بالجدار الفاصل؛ إلا أنها ستتزين وستعزف التراتيل الموسيقية فرحًا وابتهاجًا بذكرى ميلاد المسيح
أجراس الكنائس تدق في مدينة بيت لحم إيذانًا ببدء موسم الأعياد المسيحية، والتي تعتبر من أقدس مدن العالم، فهي مسقط رأس السيد المسيح، وقبلة المسيحيين من مختلف الطوائف في العالم، كل هذا لم يشفع لها أو يحميها من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
ورغم ما تعانيه المدينة من تصعيد إسرائيلي وعزل بالجدار الفاصل؛ إلا أنها ستتزين وستعزف التراتيل الموسيقية فرحًا وابتهاجًا بذكرى ميلاد المسيح، فإن لم تحتفل بلاد مهد المسيح بالأعياد، من في العالم سيحتفل؟
الأب مانويل مسلّم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات وراعي كنيسة اللاتين السابق، قال لـ"بوابة العين": إنه لا يجوز أن تغيب الفرحة عن مدينة بيت لحم مهد المسيح وخصوصًا في أعياد الميلاد، رغم ما يحصل من إرهاب إسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
مسلّم أوضح أن بيت لحم سترسل رسالة من خلال فرحتها واحتفالها بأعياد الميلاد، أن فلسطين أرض المحبة والسلام، ليعرف العالم أن بلاد مهد المسيح تتوق للحرية والسلام، وأن الشعب الفلسطيني شعب محب للسلام، مشيرًا إلى أن أعياد الميلاد ستجسّد الوحدة بين الكل الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وتقتحم قوات الاحتلال بشكل شبه يومي مخيم الدهيشة، أحد أكبر مخيمات مدينة بيت لحم، وتدور مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، الذين يطلقون عددًا كبيرًا من قنابل الغاز، بالإضافة للأعيرة النارية لترهيب المواطنين، ومنع الاحتفالات بعيد الميلاد.
ودعا مسلّم أبناء الشعب الفلسطيني المسلمين للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد؛ لأن العيد هو للكل الفلسطيني، مشددًا على ضرورة مشاركة المسلمين في احتفالات أعياد الميلاد، بسبب منع وعرقلة قوات الاحتلال للمسيحيين المتواجدين في مدن الضفة وغزة من الوصول إلى كنيسة المهد في بيت لحم، لتظهر فارغة من الزوار أمام العالم.
وبيّن مسلّم أن إسرائيل ترفض معظم التصاريح المقدمة من مسيحيي غزة من أجل زيارة مدينة بيت لحم، كما أنها تعمل على تفرقة الأسرة الواحدة، من خلال منح تصاريح لبعض أفراد الأسرة فقط، ورفض إعطاء تصاريح للجميع، مشيرًا إلى أن 70% من المتقدمين لطلب تصريح يتم رفضهم في كل عام.
وحول مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في احتفالات أعياد الميلاد وحضور القداس، أكد مسلّم أن الرئيس عباس سيشارك في الاحتفالات والقداس، لأنه يمثل الشعب الفلسطيني بطوائفه كافة.
لن تسلب الفرحة
وانطلقت احتفالات بيت لحم بإنارة شجرة عيد الميلاد، بمشاركة مئات المواطنين والشخصيات الدينية والرسمية، وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله، وجرت العادة أن تطلق الألعاب النارية عقب إنارة شجرة الميلاد، لكنها بُدّلت بقرع الأجراس في كنيسة المهد والعشرات من الكنائس حول العالم في رسالة سلام وتضامن مع الشعب الفلسطيني، في ظل إجراءات أمنية مكثفة نظرًا للأوضاع الصعبة التي تواجها الأراضي الفلسطينية نتيجة الهبة الشعبية.
وجابت شوارع مدينة بيت لحم قافلة الميلاد، بمشاركة مئات من المواطنين، واصطف الآلاف من المواطنين على جانبي الطريق، خلال مرور القافلة، معبرين عن فرحتهم بقدوم أعياد الميلاد، مؤكدين أن الاحتلال لن يستطيع سلب الفرحة من الفلسطينيين خلال احتفالاتهم بالأعياد.
أعياد بلا سياح
مدينة بيت لحم والتي تصبح مزارًا لعدد كبير من السياح المسيحيين في مثل هذا الوقت من كل عام، تعاني هذه السنة من قلة عدد الزوار وانخفاض الإقبال على المحلات التجارية بشكل كبير، بسبب ما تعانيه الأراضي الفلسطينية بشكل عام والمدينة بشكل خاص؛ فالمتاجر والفنادق فارغة وعدد السياح لا يرتقي للنصف ممن يزورون المدينة كل عام.
"بوابة العين" جالت في أرجاء مدينة بيت لحم واستطلعت آراء التجار وأصحاب الفنادق المنتشرة في المدينة، حول الحركة التجارية وإقبال السياح في ظل الأوضاع الراهنة.
التاجر جورج عيسى صاحب محل لبيع متعلقات عيد الميلاد من قبعات وملابس بابا نويل وزينة الأشجار، قال: إن الإقبال على الشراء هذا العام ضعيف جدًّا مقارنة بالأعوام السابقة، وحمّل عيسى إسرائيل مسؤولية انخفاض عدد الزوار والسياح، بسبب تكثيف الحواجز ورفض دخول السياح إلى مدينة بيت لحم.
أما بشّار القاضي صاحب أحد الفنادق في مدينة بيت لحم، فأوضح أنه في موسم الأعياد تمتلئ جميع الفنادق في المدينة بالسياح من أنحاء العالم كافة؛ إلا أن أكثر من 70% من غرف الفنادق فارغة تنتظر وصول السياح هذا العام، وهو ما سيتسبب بخسارة فادحة لأصحاب الفنادق، ويزيد من معاناة المدينة نتيجة ارتفاع نسبة البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل عام في فلسطين.
بدوره، عبّر المرشد السياحي عيسى أنطوان، عن صدمته من عدد الزوار، وقال إن مدينة بيت لحم كانت تستقبل بشكل يومي أكثر من 60 حافلة في موسم الأعياد، إلا أن هذا العام شهد انخفاضًا كبيرًا في أعداد السياح، حيث تصل 5 حافلات في أفضل الأيام من هذا الموسم.
وأشار أنطوان إلى أن الإقبال الضعيف من قبل السياح أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في المدينة، لتعويض الخسائر الفادحة التي مني بها التجار، مشيرًا إلى أن الحواجز الإسرائيلية وحصار المدينة واستمرار المواجهات، أدى إلى خوف السياح من زيارة المدينة وعزوفهم عن إحياء أعياد الميلاد والقداس التقليدي في مهد المسيح.
كنائس رام الله تتضامن
مدينة رام الله لن تضيء هذا العام شجرة الميلاد المجيد كما جرت العادة في الأعوام السابقة، على أمل أن تُنيرها مجددًا العام المقبل بالفرح والمحبة، بعيدًا عن مشاهد القتل والتعذيب التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأطفال والنساء والشباب الفلسطينيين، وذلك حسب بيان صادر عن بلدية رام الله ومجلس كنائس المدينة وصل "بوابة العين" نسخة منه.
كما أعلن البيان، اقتصار إحياء عيد الميلاد المجيد لهذا العام بمسيرة يشارك فيها المواطنون في مدينة رام الله وشخصيات مسيحية وإسلامية ومؤسسات عدة في المدينة.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز