وفاة المعارِض التاريخي حسين آيت أحمد آخر قادة ثورة الجزائر
توفي في لوزان في سويسرا، اليوم الأربعاء، حسين آيت أحمد، المعارض البارز وآخر القادة التسعة الذين أطلقوا الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954
توفي في لوزان في سويسرا، اليوم الأربعاء، حسين آيت أحمد، المعارض البارز وآخر القادة التسعة الذين أطلقوا الثورة الجزائرية في نوفمبر/ تشرين الثاني 1954.
وأعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي أسسه في 1963 في بيان وفاته في المستشفى إثر "مرض عضال" لم يوضح طبيعته، معربًا عن "ألمه العميق" دون أن يحدد تاريخ أو مكان تشييع زعيمه الذي توفي عن 89 عامًا.
ولد حسين آيت أحمد في 1926 في عين الحمام بولاية تيزي وزو وكان أحد كبار المحاربين ومن أبرز قادة جبهة التحرير الوطني التي قادت الجزائر إلى الاستقلال في 1962، وعرف في حياته المنفى والسجن.
توقف آيت أحمد عن القيام بأي نشاط سياسي في 2012 بعد أن كان لا يتوانى عن مهاجمة الجيش وما يسميه "البوليس السياسي" في بلاده.
وأعلن في 2013 استقالته من رئاسة الحزب معلنًا لأعضاء حزبه أنه لا يزال يحتفظ بقناعاته وحماسته كما كانت عليه الحال في بداية نضاله الممتد على سبعين عامًا "لكن عليَّ أن أقول لكم: إن الوقت حان لكي أسلم الراية" للجيل الشاب.
شخصية فذة
انضم آيت أحمد في سن 17 عامًا إلى حزب الشعب الجزائري بقيادة مصالي الحاج، ودعا منذ 1948 إلى الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي.
وكان القائد الأول للمنظمة شبه العسكرية والسرية التي انبثق عنها جيش التحرير الوطني في 1954.
على الإثر حُكِم عليه غيابيًّا فغادر إلى القاهرة في 1951 ثم انضم إلى جبهة التحرير الوطنية وشارك في إعلان حرب الاستقلال في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1956 أوقفته السلطات الاستعمارية الفرنسية بعد اعتراضها طائرة كانت متجهة إلى المغرب.
أفرج عنه في 1962 فانتقل سريعًا إلى المعارضة وأسس جبهة القوى الاشتراكية ومجموعات مقاتلة في منطقة القبائل.
اعتقل في 1964 وحكم عليه بالإعدام ثم أعفي عنه. هرب في أبريل/ نيسان 1966 واستقر في لوزان.
عاد في 1989 إلى الجزائر في نهاية حكم الحزب الواحد الذي تلاه ما يعرف باسم "الربيع الديمقراطي" وشارك حزبه في انتخابات الولايات في 1990 ومن ثم في الانتخابات النيابية في 1991 والتي فازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامية. ألغت الحكومة نتائج الانتخابية لقطع الطريق على قيام جمهورية إسلامية في الجزائر.
هاجم آيت أحمد القرار حينها باعتباره "انقلابًا" وطالب بمواصلة العملية الانتخابية فاتُّهم بالدفاع عن الإسلاميين.
في يوليو/ تموز 1992 اتجه مجددًا إلى المنفى بعد أسابيع من اغتيال رفيق دربه الرئيس محمد بوضياف الذي عاد إلى الجزائر من منفاه المغربي.
وفي 1995 وإبان الحرب الأهلية وقَّع اتفاق سانت إيجيديو في روما مع أحزاب جزائرية بينها جبهة الإنقاذ الإسلامية المنحلة لمطالبة الحكومة ببدء مفاوضات لإنهاء الحرب الأهلية التي أوقعت 200 ألف قتيل.
وفي 1999 ترشح للرئاسة لكنه انسحب إبان الحملة الانتخابية، معتبرًا أن الانتخابات مضمونة لمرشح النظام عبد العزيز بوتفليقة.