مقتل وإصابة 32 شخصا في تفجير انتحاري بالموصل القديمة
انتحاري فجر نفسه، الجمعة، وسط جمع من المدنيين الفارين من المدينة القديمة في غرب الموصل.
فجر انتحاري نفسه، الجمعة، وسط جمع من المدنيين الفارين من المدينة القديمة في غرب الموصل، في إطار تصعيد تنظيم داعش لعملياته في دفاعه اليائس عن آخر معاقله المحاصرة من القوات العراقية.
ووقع الاعتداء بعد إقدام التنظيم الإرهابي على تفجير منارة الحدباء التاريخية في وسط الموصل، ومسجد النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل 3 سنوات.
وأوضح الرائد أحمد هاشم من الطبابة العسكرية في الجيش العراقي لوكالة "فرانس برس" داخل مستشفى ميداني، أن التفجير وقع في منطقة المشاهدة بالموصل القديمة.
وقال هاشم "وصل 12 قتيلاً وأكثر من 20 جريحاً إلى المستشفى الميداني، بينهم نساء وأطفال".
وأشار ضابط برتبة عقيد من "الفرقة 16" بالجيش العراقي، إلى صعوبة تحديد حصيلة الضحايا "لأننا ما زلنا نطهر المنطقة".
وأكد أن "انتحارياً تسلل بين مجموعة من النازحين وفجر نفسه بينهم قبل وصولهم إلى قواتنا".
وبحسب قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، فإن ما يقارب 8 آلاف مدني نجحوا بالخروج من المدينة القديمة، منذ بدء الهجوم لاستعادتها في 18 يونيو/ حزيران.
وقدرت منظمات إنسانية عدة عدد المدنيين العالقين في المدينة القديمة والذين يستخدمهم التنظيم المتطرف كدروع بشرية بأكثر من 100 ألف.
ويتعين على من يحاول الفرار عبور بعض خطوط الجبهة الأكثر عنفاً خلال 3 سنوات من الحرب ضد التنظيم الإرهابى، ويواجه من يفشل بالهروب خطر إعدامه من قبل عناصر التنظيم.
أما أولئك الذين يختارون البقاء أو ليس لديهم أي خيار آخر، محاصرون منذ أشهر وسط نقص في الغذاء والمياه، في مناطق هي عرضة للضربات الجوية والمدفعية يومياً.
ومنذ بدء العمليات العسكرية قبل 8 أشهر، نزح نحو 862 ألف شخص من الموصل، عاد منهم نحو 195 ألفاً، معظمهم إلى مناطق شرق الموصل.
والكثافة السكانية في الموصل القديمة، بالإضافة إلى شوارعها الضيقة ومبانيها المتلاصقة، تجعل العملية العسكرية معقدة وخطيرة جداً.
وعن التطورات الميدانية، قال العميد الركن نبيل سامي من قوات مكافحة الإرهاب، إنه "تمت استعادة ما يقارب 50% من المدينة القديمة. سنسيطر على النوري خلال 48 ساعة".
وقال ضابط استخبارات عراقي عند أطراف المدينة القديمة- طلب عدم كشف هويته، إن الانتحاريين المتخفين بثياب قوات الأمن كانوا من أكبر التهديدات خلال العملية العسكرية.