ثرثرة الزبائن في مؤلفات حلّاق مغربي
الرجل الستيني فقد فرصة التعلم وقرر استقاء المعرفة من زبائنه
حلّاق مغربي غير متعلم كتب 7 مؤلفات استخلص معلوماتها من زبائنه المثقفين.
"الدنيا في معجم الحلّاق تحتضر" هي مجموعة قصصية نُشرت في مدينة طنجة المغربية عام 2000، ولكنها لا تعود لأحد كبار الكتّاب والروائيين المغاربة، بل مؤلفها هو حلّاق ستيني استخلص ثرثرة زبائنه ليضعها في رواية لا تجدها للبيع إلا داخل محله فقط.
أحمد الخشين (65 عاما) عانى في طفولته بعد أن يُتّم وهو ابن شهرين فقط، ليصبح أصغر 5 أبناء لأم تواجه مصاعب الحياة وتكاليفها دون مساعدة، فانتهى الحال بالخشين خارج صفوف التعليم التي كان يحلم بها، مما دفعه إلى استقاء المعرفة من زبائنه بعد أن عمل حلّاقا منذ عام 1975.
وقال الخشين لصحيفة "هسبريس" المغربية: "كنت أختار النابغين منهم وأطرح عليهم السؤال تلو الآخر حتى أشعر أنني أشبعت نهمي المعرفي"، مضيفًا: "واصلت تعليم نفسي بنفسي من قراءاتي لعدد من المجلات الثقافية ومؤلفات الكتّاب العرب مثل طه حسين، وعباس محمود العقاد، وميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، وآخرين".
وفي عام 2000 قرر "الحلّاق الروائي" أن يطبع أول مؤلفاته "الدنيا في معجم الحلّاق تحتضر" وهي مجموعة قصصية استخلصها من الأحاديث التي أجراها مع مئات، وربما آلاف، الزبائن الذين وفّروا له مادة ثرية مفعمة بالتجارب.
ويعلم الخشين أنه في بعض الدول الديكتاتورية يخشى الناس من حديث الحلّاق وأصحاب مهن أخرى مثل سائق الأجرة، لأن الكثير منهم في موضع الشبهة الأمنية، حيث يستخلصون شكل الرأي العام من خلال حواراتهم مع الزبائن.
ولكن بالنسبة إلى الخشين ارتبطت مهنته الحلاقة بهوايته الكتابة، لتصبحا نسيجًا واحدًا لا يقبل الانفصال، فحتى إن اشتهر الحلّاق برواياته وحققت له مكاسب كافية، لن يتخلى عن مهنته الأصلية، ويقول: "أحصد شعر البشر لأزرعه حروفًا على الورق".
وعن الحلاقة والكتابة وأيهما أقرب إلى قلبه، عبّر الخشين قائلا: "الحلاقة أعيش بها، أما الكتابة فأعيش من أجلها".
وحول عملية الطباعة والنشر، قال الخشين إن محاولات توزيع روايته الأولى بالطريقة العادية لم تنجح، نظرًا إلى شروط المكتبات التي ترغب في طرحها مجانًا، غير تعاملهم مع الكتب بإهمال شديد، فقرر أن يبيع كتبه بنفسه داخل محله، أملًا فقط في أن يسترد تكاليف طباعتها دون الالتفات إلى أي ربح مادي أو شهرة من ورائها.
ووصلت مؤلفات الخشين إلى 7 كتب تختلف أنواعها، كان آخرها مجموعة قصصية بعنوان "في رحاب الناس"، غير مؤلَّفين في السيرة الذاتية بعنوان "اليتيم الذى حظى بالوصية"، و"مَن المسؤول عن فطمة؟"، إضافة إلى روايتين هما: "جعلوني لقيطًا"، و"أيام من دنيا الحياة"، وكتاب في التصوف "الناس وشيوخ الطرق المبجلين".
والخشين لا ينوي التوقف عند هذا الحدّ، بل يعمل حاليًّا على مشروع في طريقه إلى النور منتظرًا فقط توفير أموال من أجل طباعته.
aXA6IDMuMTUuMjExLjQxIA== جزيرة ام اند امز