افتتاح "مركز زايد" بالقاهرة: النشر الإلكتروني للارتقاء بالمعرفة والثقافة
الظاهري: اتفاق على نشر 100 كتاب إلكتروني سنويًّا
افتتح "مركز زايد" للنشر الإلكتروني في القاهرة، وذلك في إطار احتفالية "دار المعارف" بمرور 125 على تأسيسها.
افتتحت "مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان" مساء الأحد، "مركز زايد" للنشر الإلكتروني في القاهرة، وذلك في إطار الاحتفالية التي نظمتها "دار المعارف" المصرية اللبنانية العريقة، التي تحتفل هذا العام بمرور 125 على تأسيسها، وسيكون العالم العربي على موعد مع أول حصاد للتعاون الإماراتي المصري مع ثمار مذكرة التفاهيم بين وزارة الثقافة بدولة الإمارات ومؤسسة "دار المعارف" لطباعة وإعادة نشر 100 كتاب سنويًّا من حقوق نشر "دار المعارف".
الاحتفالية الثقافية الكبرى التي شارك فيها وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان أحمد شبيب الظاهري، رئيس مجلس إدارة "دار المعارف" و"مجلة أكتوبر" سعيد عبده، سفير لبنان في القاهرة الدكتور خالد زيادة، ووفود دول عربية من الإمارات والكويت والسعودية، فضلاً عن مشاركة كبار الكتاب والمثقفين والدبوماسيين والشخصيات العامة في مصر.
وهنأ أحمد شبيب الظاهري دار المعارف، باسم سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.
ولفت الظاهري إلى أنه "مذكرة التفاهم مع وزارة الثقافة بدولة الإمارات ومؤسسة دار المعارف لطباعة وإعادة نشر 100 كتاب سنويًّا من حقوق نشر دار المعارف المصرية، بالإضافة إلى إعادة طبع 20 كتابًا صادرة في دولة الإمارات، ورقيًّا وإلكترونيًّا لتكون في متناول جميع القراء العرب في أنحاء العالم".
تحويل النشر الورقي إلى النشر الإلكتروني بحسب الظاهري "سيساعد في نشر الكتاب والمعرفة"، لافتًا إلى أن "اهتمام مؤسسة زايد للأعمال الخيرية في هذا المجال، هو جزء من أهدافها الأساسية التي وضعها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي بدأ في الثمانينيات بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي بجدة لطباعة كتب الفقه وأصوله، ونجم عنه معجم زايد الذي جاء في 41 مجلدًا تجمع كل ما كتب من العلماء في الحضارة الإسلامية، والذي قامت المؤسسة بنشره إلكترونيًّا، وإهدائه إلى دول العالم؛ ليكون مرجعًا للباحثين حول ما قدمته الحضارة الإسلامية في عصورها السابقة".
وأكد الظاهري أنه "تم البدء في ترجمة واختصار هذه المعلومات ونشرها على المواقع الإلكترونية، بالتعاون مع شركة "أبل" العالمية حتى تكون في متناول كل طالب علم".
بدوره أشار النمنم إلى "وجود ثلاثة ملامح رئيسية لمؤسسة "دار المعارف" وهي أنها بدأت بجهد فردي، كما بدأت بجهد عربى مشترك كما هو الحال مع" دار الهلال" و"مؤسسة اﻷهرام"، إلى جانب أنها بدأت فى شكل مطابع أي كمشروع اقتصادي". وأوضح "أن هذه المؤسسات لعبت دورًا كبيرًا أثناء الاستعمار البريطاني، حيث عملت على النهوض بالوعي الثقافي المصري والعربي فى مواجهة الاحتلال".
وأضاف النمنم أن "تاريخ دار المعارف يعكس حالة من الرقي وإصرار الدولة على أن تظل هذه المؤسسات قائمة"، معربًا عن سعادته بهذا التعاون العربي بين الإمارات ومصر في نشر الفكر.
وأشار سفير لبنان بالقاهرة الدكتور خالد زيادة، إلى أن "دار المعارف المصرية تعكس فكر النهضة العربية التي انطلقت من مصر ولبنان في نهاية القرن الـ 19، وأضاف، هذه المناسبة هامة لتأكيد هذا التعاون بين الشعبين والبلدين"، ومعتبرًا أن "نجيب متري، مؤسس دار المعارف، يلخص هذا التعاون الوثيق".
وذكر أنه "نتج عن هذا التعاون والترابط الثقافي بين البلدين إنشاء دار الهلال، ودار المعارف، ومؤسسة الأهرام المصرية"، موضحًا أن "النهضة الثقافية العربية تحتاج إلى مواكبة العصر ومتطلباته".
وتحدث سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "دار المعارف" و"مجلة أكتوبر"، عن الدار التي "تعتبر من أقدم المؤسسات في الوطن العربي، وساهمت في نشر الثقافة فى كافة البلدان العربية"، وأوضح أن كان "للدار السبق فى نشر ثقافة الطفل من خلال السلاسل والإصدارات الخاصة بالطفل وآدابه".
عبده الذي عبر عن شكره وتقديره لدولة الإمارات لدعمها في إنشاء "مركز زايد" للنشر الإلكتروني وصف المركز بأنه "منصة فكرية لإصدارات دار المعارف".
على هامش الاحتفال، تم إطلاق كتاب تذكاري بعنوان "دار المعارف: 125 عامًا من الثقافة"، وهو أول كتاب يوثق لتاريخ دار المعارف وتاريخها منذ تأسيسها عام 1890، على يد الرائد اللبناني نجيب متري مرورًا بتأميمها عام 1963، للناقد الزميل إيهاب الملاح، وكانت "العين" قد نشرت عرضًا مفصلًا حوله.
كما شهد الاحتفال إطلاق طبعة جديدة من الكتاب النادر "لماذا نقرأ؟ لطائفة من المفكرين"، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1963. وعقب الافتتاح عقدت ندوة بعنوان "دار المعارف 125 عامًا في خدمة الثقافة العربية" تحدث فيها الدكتور نصر عارف، مستشار وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات والدكتور محمد صابر عرب، أستاذ التاريخ المعاصر ووزير الثقافة الأسبق، ويعقوب الشاروني الكاتب المصري المتخصص في أدب الأطفال، وعُرض فيلم تسجيلي عن تاريخ الدار ونشأتها وإسهاماتها في تاريخ الثقافة العربية.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز